كريتر نت / اليمن
وسّعت الميليشيا التابعة لحزب الإصلاح ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، دائرة التوتّر في محافظة تعز إلى خارج مركز المحافظة، في ظل عجز الأجهزة التابعة للحكومة الشرعية عن ضبط الأوضاع وهي المخترقة أصلا بشقيها المدني والعسكري من قبل الحزب.
وشهدت مديرية المسراخ بتعز خلال الأيام الماضية أحداثا خلّفت قتلى وخسائر بالممتلكات أعقبت هجوما شنّته الميليشيا على منزل محافظ تعز السابق أمين محمود الذي يصنّفه إخوان اليمن ضمن معسكر أعدائهم بسبب انتقاداته لهم وكشف دورهم السلبي في توتير الأوضاع بالمحافظة.
وأقدمت الميليشيا على إحراق منزل محمود ودخلت في مصادمات مع حرّاسه، ولاحقا أعدمت بدم بارد أحد المتهمين بالمشاركة في المواجهات بعد أن سلّم نفسه إلى إدارة شرطة مديرية المسراخ بريف تعز.
وهاجم أمين محمود حزب الإصلاح قائلا إنّ عناصره أحرقوا منزله ومنزل عمه عبدالوهاب محمود، مضيفا أنّ الإخوان “لم يعودوا يكترثون لسمعتهم كتنظيم وكسلطة أمر واقع في تعز ولا لسمعة الشرعية ومعركتها المصيرية، ولا لنظرة العالم الذي أصبح يقارب الوضع في اليمن بالمقارنة بين عصابتين تحملان مخلفات العصور الغابرة”، في مقارنة بين ميليشيا الإخوان وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حيث تتحدّث المصادر اليمنية عن تعاون وتنسيق بين الطرفين ترعاه قطر بهدف تعطيل جهود التحالف العربي بقيادة كل من السعودية والإمارات اللتين تقاطعان إلى جانب مصر والبحرين، الدوحة بسبب دعمها للإرهاب.
ورغم تغلغل جماعة الإخوان في القوات المسلّحة اليمنية وخصوصا تشكيلاتها وفروعها الموجودة في تعز، لكنّ الجماعة قامت مؤخّرا بإنشاء ميليشيا موازية تابعة لها بالكامل تحت مسمّى “الحشد الشعبي” تحسّبا لإعادة الهيكلة التي ما تنفكّ تطالب بها شخصيات سياسية وعسكرية يمنية رفيعة المستوى.
ويجري التركيز على محافظة تعز لتكون موضع سيطرة الإخوان نظرا لثقلها الاقتصادي والسكاني وموقعها الاستراتيجي المشرف على مضيق باب المندب في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
وحالت سيطرة حزب الإصلاح على العمل العسكري في تعز وما أثاره عناصر الإخوان من خلافات وتناحر داخلها دون استرجاع كل مناطق المحافظة من سيطرة المتمرّدين الحوثيين.
وتعليقا على أحداث تعز الأخيرة قال الصحافي اليمني عماد طربوش إنّ “حزب الإصلاح تجاوز كل الخطوط الحمراء في إدارته الميليشياوية للمحافظة بعد أن نجح في طرد المحافظ الثاني من المدينة خلال أقل من عام، مفسحا الطريق أمام توحّشه للانتقام وتصفية كل من يصنفهم كخصوم”.
وأضاف في مقال له “ليست مؤامرة المسراخ الأخيرة بعيدة عن سياق وأهداف المشروع الإخواني التدميري في تعز”.
ومن جهتها أدانت أحزاب وتنظيمات سياسية يمنية عملية الإعدام الميداني خارج نطاق القانون للمواطن فيصل عبدالحميد بعد تسليمه لنفسه إلى إدارة شرطة مديرية المسراخ.
وأكد كلّ من حزب المؤتمر الشعبي العام والتنظيم الناصري وحزب البعث ورابطة اليمن الاتحادي، في بيان مشترك، أن إعدام متهم داخل السجن تستوجب على سلطات الدولة تحمّل مسؤوليتها في وضع حد لهذه الجرائم وإلقاء القبض على مرتكبيها ومحاسبتهم باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وتتنافى مع القيم والأخلاق والقوانين المحلية والدولية.
كما أدانت ذات الأحزاب اقتحام ونهب وإحراق منزل محافظ تعز السابق أمين محمود ومنازل عدد من أقاربه من قبل ميليشيا الإخوان.
وحمّلت الأحزاب كلا من محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية، وقائد محور تعز نائب رئيس اللجنة الأمنية، ومدير عام شرطة المحافظة، رئيس الحملة الأمنية المسؤولية الكاملة عن أحداث المسراخ وما سيترتب عنها من تبعات.
وعبّر البيان عن أسف الأطراف الموقّعة عليه من تكرار مغادرة المحافظ نبيل شمسان لمقر عمله، وتراخيه عن القيام بمهامه كرئيس للسلطة المحلية، ورئيس للجنة الأمنية، في الوقت الذي كان أبناء المحافظة يأملون منه الوقوف على مجمل الأوضاع المأساوية التي تعاني منها المحافظة، واتخاذ الحلول والمعالجات الكفيلة بتحقيق تطلعاتهم وفي مقدمتها فك الحصار الحوثي على تعز واستكمال تحريرها وتطبيع الوضع الأمني فيها.
وطالبت الأحزاب الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي بالتدخل السريع لمحاسبة المخالفين والمقصرين في أعمالهم ومهامهم.
وتمّ قبل أشهر تعيين نبيل شمسان كشخصية مقبولة من طرف حزب الإصلاح محافظا لتعز بهدف وضع ترتيبات أمنية جديدة في المحافظة، لكن مصاعب وعراقيل وضعها الحزب ذاته في طريق المحافظ لمنعه من إدخال أي تعديلات على الأجهزة الأمنية من شأنها أن تحدّ من نفوذ جماعة الإخوان، حيث مُنع من إقالة قائد الشرطة منصور الأكحلي الذي تلقّى بالفعل أمر المحافظ بإقالته لكنّه رفض تنفيذه بذريعة أنّه منخرط في المعركة ضدّ كتائب أبي العبّاس الفصيل السلفي في المقاومة اليمنية والذي يقوده عادل عبده فارع أحد ألد خصوم الإخوان في تعز.