كتب : عبدالعليم باعباد
لم يكن مصادفة أن تسمى بمديرية الصمود، – وقد تسمى كذلك اسم ناديها الرياضي – فلقد كان لها من اسمها نصيب، فهي قلعة الصمود وعرين الأسود، ومصنع الرجال، وقبلة الأحرار، وعنوان التضحية، ورمز الوفاء.
إن أرضا أنجبت الشهيد السيد/ عبدالدايم أحمد محسن الجيلاني الذي واجه المستعمر الميجر سيجر بالسلاح الأبيض وجها لوجه لهي موطن الجهاد الأول.
وإن بيئة أخرجت الشهيد البطل محمود عواس الذي أردىالقائد البريطاني المستر ديفيد صريعا في بلاد الأحمدي لهي أرض الكفاح الأبدي.
تلك هي قلعة الصمود التي ثارت قبل الثورات، بل لم تهن يوما حتى يقال أنها ثارت، فهي نار مشتعلة ضد الظلم عبر الأيام.
فهذه بلاد الشاعري مرغت أنوف الطغاة، وهذه بلاد المحرابي لم يلن لها قناة.
ومعركة جحاف نهاية الخمسينيات خير شاهد على أن ثورة الأحرار لم تخفت جذوتها يوما، وأن شجرة الحرية الوارفة ذات جذور ممتدة من القاع إلى الجبل من السيلة إلى حجر إلى بركان إلى الحصين فحرير فالشعيب.
فلكل قرية بل لجل الأسر هنا شهيد .
سيكون من الإجحاف حصر الأسماء لكنها تأتي على سبيل المثال والرمزية.
فإن شئت فحدث عن مناضليها الصناديد أمثال عنتر ومصلح وشائع و الشنفرى وقائد مثنى والمكلاني وصالح حسين راشد وعلي صالح الشاعري و المنصوب وعلي بن علي ذي حران والطويل ومحسن ناجي والحاج ناصر ووو والقائمة تطول. فهذه على سبيل المثال لا الحصر.
نعم كانت الضالع وستبقى قلعة الصمود و عرين الأسود و معها ردفان ويافع والصببحة وعدن وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة.
ولها امتدادها في الداخل فمن هؤلاء أبطال فك حصار السبعين يوما بصنعاء، ولها قلاعها وارتباطاتها بمريس الأحرار والمناطق الوسطى الذين تشربوا الحرية من منهل الأحرار ومنبعها الأول.
لهذا كانت انتصاراتها صفحات في كتاب الفداء الذي يستحيل أن يتغير.
الضالع اليوم كما هي سابقا على قلب رجل واحد.
فأبناء الضالع من مختلف التيارات تحت إمرة من يقود معركة الدفاع عن الضالع بوابة الجنوب.
هنا في الضالع تغيب الانتماءات بل تتحد في مواجهة الخطر وصد العدوان
والدفاع عن الوطن..
إنها قلعة الصمود وعرين الأسود..فلا يجهلنّ أحدٌ عليها إلا أردته صريعا على أسوارها
أو أسيرا بين مخالب أسودها
والواقع خير شاهد والله ناصرها ومعينها.