كريتر نت / اليوم الثامن
لم تبت حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، في استقالة وزير الخارجية خالد اليماني والتي تقدم بها الاثنين، وسط تكهنات حول الأسباب التي تدفعه الى تقديم استقالته، باستثناء تلويح وسائل إعلام سعودية بأن اليماني فشل في إدارة الملف اليمني دبلوماسيا وتورطه في التوقيع على اتفاق السويد قبل خمسة أشهر.
وتفاوتت اراء الكثير من السياسيين اليمنيين الذين ذهب البعض الى القول ان تأخر البت في قضية استقالة اليماني ، بسبب خلاف في أروقة الشرعية بالرياض حول البديل، فيما تقول مصادر عليمة لـ(اليوم الثامن) “ان ربما يرفض الرئيس هادي قرار استقالة اليماني، وانه قد ربما كان على اتفاق مسبق مع اليماني ان يقدم استقالته لممارسة ضغوط على الأمم المتحدة التي تتهمها حكومته بالعمل لمصلحة الانقلابيين الحوثيين.
لكن محاولة هادي المناورة بتقسيم اليماني لاستقالته ثم رفضها لاحقا قد تؤثر على الحكومة الشرعية وقد تظهرها مزوزة ومرتبكة، فالضغوط التي يمارسها هادي تؤكد هشاشة حكومته لا قوتها.
بعد “قمة مكة”.. هل لا تزال السعودية بحاجة لهادي ؟!
ويتحدث الخبير القانوني الدكتور محمد علي السقاف عن استقالة وزير خارجية حكومة هادي، قائلا “لا يوجد تأكيد رسمي من قبل الشرعية حول استقالة وزير الخارجية الاخ خالد اليماني.. وربما غياب التأكيد علي الاستقالة من وكالة سبأ للأنباء يعود الي ان الشرعية لم تصل الي توافق بين اطرافها حول البديل لخالد اليماني”.
وأضاف السقاف في تصريح لصحيفة عدن تايم “في حالة توصلوا في تسمية البديل سيعلن حينها في ان واحد الاستقالة او الإقالة كما حدث مع نائب الرئيس السابق خالد بحاح تلاه تعيين اسم علي محسن الاحمر في منصب النائب.
وتأكيدا لمصادر اليوم الثامن التي أكدت في وقت سابق ان هادي كان يعتزم اقالة اليماني نتيجة ضغوط سعودية، وان اليماني استبق قرار اقالته بتقديم الاستقالة.
وقال السقاف “بعض الدول لا ترغب في نشر استقالة أحد اعضاء السلطة وتفضل ان تكون المبادرة منها بالإقالة”.
كيف أصبح الحوثي أداة إخوانية لاستهداف السعودية
وقال السقاف ” أسباب الاستقالة او الإقالة لوزير الخارجية خالد اليماني ربما تعود الى عدم نجاحه في ادارة السياسة الخارجية للدولة اليمنية، وهنا يمكن شرح بعض الأمثلة، والتي تتمثل في “إصداره بيان تحفظ حول اجتماع برلين في ١٦ / ١ / ٢٠١٩ علي نتائج الاجتماع الذي نظمته وزارة الخارجية الالمانية في برلين حول اليمن غاب عنه طرفا الصراع وحضره الي جانب وزير الخارجية الالماني المبعوث الاممي غريفيث وممثلين عن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ومن الجانب العربي ممثلون من السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عمان وسبب تحفظ الخارجية اليمنية ان الاجتماع المذكور لم يتم التنسيق او التشاور المسبق مع الحكومة اليمنية، وجلوس اليماني الي جوار رئيس الوزراء الاسرائيلي في افتتاح مؤتمر وارسو في فبراير الماضي، ومهاجمته المتكررة لأداء غريفيث المعين من قبل الامين العام للأمم المتحدة والذي عينه بعد استشارة وموافقة مجلس الامن الدولي متناسياً ان الازمة اليمنية مطروحة امام مجلس الامن الدولي المكلف بحل الازمة”.
وقال السقاف “بالعودة الى مؤهلات الوزير المستقيل، يبدو ان الاخ خالد اليماني بحكم مستوى تأهيله كخريج صحافة من كوبا المشهورة اكثر بالسيجار الكوبي اكثر من الدراسات في مجال الصحافة مما أدى عدم إلمامه بمفاهيم وقواعد القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة برغم انه كان مندوب اليمن فيها أدي كل ذلك ان أدائه لم يكونا مهنيا بالمستوى المطلوب”.
“الإخوان”.. استرداد اليمن ليس بالكذب على السعودية
اما المحلل السياسي منصور صالح، فلم يذهب بعيدا عن ما طرحه الدكتور السقاف حول مقدرة اليماني على إدارة الملف الدبلوماسي اليمني، قائلا “خالد اليماني لم يكن جديراً بتولي حقيبة مهمة كالخارجية، وان كانت خارجية بلد هزيل كاليمن”.. مضيفا ” كانت فترة ولايته لائقة به وحفلت بالكثير من الفشل، المستمد من فشل شرعيته سياسياً وعسكرياً، وكما كان مجيئه كان خروجه من هذه الوزارة ملائماً لأدائه وسواد قلبه ورحلة عمله خروج مذل ومهين”.
وقال “في واقع الأمر كل الجنوبيين الذين تمادوا في الإساءة لبلدهم، كتب الله لهم من النهايات السيئة مع منظومة احتلال الجنوب ما يليق بجحودهم، وتفانيهم في خدمة أعداء الجنوب، ومغتصبي أرضه و ليس بن دغر واليماني إلاّ انموذجاً، ومصير من تبقى في شرعية الفساد والتآمر قد يكون أدهى وأمرّ، نسأل الله لهم السلامة وحسن الختام”.
وذكر الدبلوماسي الجنوبي عادل الشبحي –عضو الإدارة العامة لخارجية المجلس الانتقالي الجنوبي “التقيت الأخ خالد اليماني بعد توليه منصبه بفترة قصيرة على هامش حفل السفارة الفرنسية بالرياض وتحدثت معه بعدة أمور كان منها لا تتعشم بأنك تستطيع التغيير في ظل هذه المنظومة وذكرته بأن رياض ياسين حاول فتح ديوان الوزارة بعدن فتم تفجيره مباشرة”.
ماهي ابعاد استقالة وزير خارجية حكومة هادي؟
وليس بعيدا الحديث عن فشل اليماني كوزير للخارجية، فقد أتهمت تقارير إخبارية يمنية السعودية “فالفشل في إدارة الملف اليمني دبلوماسيا”، بعد ان رمى هادي كل الملفات بيد السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم شرعية هادي.
وأكدت التقارير ان السعودية تتحمل جزء من الفشل ان لم يكن كله، لكن السعودية ربما اربكها الدور الذي مارسته حكومة الشرعية مع الجنوبيين، بعد ان فتحت جبهة ضدهم ساهمت في تقوية جبهة الحوثيين. وذلك لا يعني الفشل اليمني دون الإشارة الى فشل سفير السعودية لدى اليمن محمد آل الجابر، الذي انشغل هو الأخر في تمويل وسائل إعلامية مناهضة للجنوب والإمارات.
وقال موقع نيوز يمن “على خط واحد من الضغوطات الأممية والبريطانية على السلطات الشرعية التي تصرفت كما لو أنها لا تملك خيارات أو حيلة من أي نوع، جاءت تصريحات السفير السعودي المثيرة للدهشة وللاستياء معاً لدى كثيرين في الأوساط اليمنية، ولتضاعف من ورطة التوهان في مؤسسات صناعة السياسة والقرار لدى الشرعية اليمنية”.
خيارات حكومة هادي في مواجهة “ورطة” غريفيث بالحديدة
قال السفير محمد آل جابر في مطلع يناير والعام الجديد “سأضغط على هادي لقبول إطار الحل السياسي الشامل”، قبل أن يتبعها بالاستئناف “إذا” نفذ اتفاق السويد. وعلى الرغم من الضغوط التي مورست من قبل السعودية باعتراف سفيرها لدى اليمن، الا ان اتفاق السويد لم ينفذ، بل نفذ الحوثيون مسرحية هزلية، بالانسحاب من الميناء.
قال المبعوث الدولي مارتن غريفيث والبريطانيون إن الحوثيين نفذوا جانبهم من اتفاقية السويد والمرحلة الأولى من الانسحاب، يصفها نيوز يمن بـ(مسرحية تغيير الأزياء نفسها التي كان تصدى لها وفضحها باتريك كاميرت)”.
وتقول الشرعية إنها مسرحية واحتجت لدى الأمين العام الذي أبدى ثقته بغريفيث وتقدمت بريطانيا مؤخراً بمسودة بيان لمجلس الأمن تجدد الثقة بغريفيث وتتبنى الترحيب بالرواية الحوثية باعتبار المسرحية تمثل تقدماً في تنفيذ الاتفاق. ويضيف الموقع “تم تسربت أنباء استقالة وزير الخارجية خالد اليماني، الذي كان الأكثر عناداً وتفاؤلاً واستبعاداً لخيار الفشل، ولكنه فشل كما فشل الاتفاق والتنفيذ، وبالتالي وجب التساؤل حول مآلات ضغوط السفير الجابر على هادي وطاقمه؟
وهل سيستمر في الضغط بنفس الاتجاه حتى بعد كل هذا الفشل وهذه الفوضى التي تكرست بفضل الضغوطات والضاغطين من هنا وهناك؟”.
“مأرب” دويلة إخوانية لا تعترف بشرعية هادي
تبنى السفير الجابر خطاباً منفتحاً جداً يومها على الحوثيين “سيكونون جزءاً من أي عملية سياسية قادمة إذا انتهجوا مسار الحل السياسي وقبلوا بالتفاوض مع الحكومة اليمنية وباقي المكونات السياسية”، “الاستمرار في دعم الحكومة اليمنية حتى وإن كانت جماعة الحوثي جزءاً منها”.
وأعتبر آل الجابر” تحقيق ذلك سيؤدي إلى فتح باب كبير لحل سياسي شامل، و”محادثات الأمم المتحدة فتحت الباب لخريطة طريق لحل جميع المشاكل اليمنية، وسوف تحل تلك المشاكل عبر المحادثات، من خلال مناقشة القضايا على الطاولة سواءً الوضع في الشمال أو الجنوب.”
ويضيف الموقع اليمني “استقالة اليماني لا تعني شيئاً (الآن)، ما لم تكن خطوة ضمن برنامج واسع لتغيير السياسة والإدارة وطريقة التعامل مع الملفات، فإنها مجرد هروب من تحمل مسئولية الفشل، كواحد من اللاعبين الرئيسيين في إدارة ملف المرحلة الغارقة في الأخطاء، وقد تكون جزءاً من توجه للإتيان بوجه جديد لوزارة الخارجية ولمرحلة جديدة من الفشل بألوان متجددة، لاستنزاف الوقت تحت طائلة ضغوط خارج منطق السياسة والاستراتيجية”.