كريتر نت / متابعات
طالبت منظمة العفو الدولية المعنية بالدفاع عن الحقوق والحريات، الأسبوع الماضي، مليشيا الحوثي الانقلابية بالإفراج عن 10 صحفيين مختطفين بصنعاء منذ قرابة 4 سنوات.
وذكرت المنظمة في بيان صحفي أن الاحتجاز التعسفي لعشرة صحفيين لمدة 4 سنوات على أيدي مليشيا الحوثي الانقلابية، هو مؤشر قاتم للحالة الأليمة التي تواجهها حرية الإعلام في اليمن، مطالبة المليشيا الانقلابية بالإفراج الفوري عن هؤلاء الصحفيين العشرة المختطفين منذ صيف 2015، وتتم محاكمتهم بتهم تجسس ملفقة بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير.
ونقل البيان عن رشا محمد، الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية، أن “الاحتجاز غير القانوني المطول والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة لهؤلاء الصحفيين العشرة إنما هو تذكير مروع بالمناخ الإعلامي القمعي الذي يواجهه الصحفيون في اليمن”.
ولفتت إلى أن الصحفيين العشرة يُعاقبون بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير.
عام خامس من السواد
جاء هذا البيان للمنظمة الدولية في وقت أكمل فيه 10 من الصحفيين اليمنيين 4 أعوام على اختطافهم من قبل مليشيات الحوثي في 9 يونيو من العام 2015، وهو اليوم الذي أصبح يوم الصحافة اليمنية. في يوم الصحافة اليمنية الذي صادف الأحد الماضي، خرج عشرات الصحفيين اليمنيين في مدينة مأرب ومعهم أبناء عدد من الصحفيين المختطفين منددين باستمرار اختطاف زملائهم واستمرار تعرضهم للتعذيب والقمع في سجون مليشيات الحوثي الانقلابية.
وطالبت الوقفة الاحتجاجية بالإفراج الفوري عن 24 من الصحفيين المختطفين والمعتقلين دون قيد أو شرط، وتعويضهم العادل جراء سنوات الحرمان والتعذيب الشديد الذي تعرضوا له.
ودعا بيان صحفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للضغط على جماعة الحوثيين للإفراج عن المختطفين لديها، ومنهم 10 صحفيين مختطفين منذ 4 أعوام. وتتعرض الصحافة في اليمن لحرب ممنهجة من قبل المليشيا الحوثية، تهدف لإسكات الأصوات الصحفية المعارضة لهم، حيث قُتل منذ انقلاب العام 2014 أكثر من 40 صحفيًا، في حين يقبع العشرات في السجون. وخلال العام 2018 فقط، ارتكبت المليشيات الحوثية أكثر من 4280 انتهاكًا بحق صحفيين ووسائل إعلام.
مشهد قاتم
في 21 سبتمبر 2014، اجتاحت مليشيات الحوثي الانقلابية العاصمة اليمنية صنعاء، وأخرجت بندقيتها ووجهتها إلى صدر الصحافة اليمنية لتصبح الصحافة اليمنية أولى ضحايا هذا الانقلاب السلالي الهمجي، إلا أن وتيرة البطش والقمع الحوثية الموجهة ضد الصحافة والصحفيين في اليمن تصاعدت بشكل مرعب بعد 26 مارس 2015 حين أطلق التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عملية “عاصفة الحزم”.
عمل الحوثيون على طمس معالم الصحافة في اليمن، فاستولوا على القنوات الفضائية الرسمية والخاصة، وسطوا على الصحف والإذاعات المحلية، وحجبوا المواقع الإلكترونية، واتجهوا إلى الصحفيين قتلاً وخطفاً وتعذيباً وتشريداً، وارتكبوا بحقهم أبشع الانتهاكات، حتى صُنفت الجماعة الحوثية في المرتبة الثانية في قائمة الجماعات المعادية للصحافة عالمياً بعد “داعش”، وفق منظمات دولية معنية بحرية الصحافة.
ووفق تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” الخاص بمؤشر حرية الصحافة لعام 2018، جاءت اليمن في ذيل قائمة الدول، واحتلت المرتبة رقم (167) من بين 180 دولة، ووصف التقرير أوضاع الصحافيين فيها بأنها “سيئة للغاية”.
صحفيون يواجهون الموت
تأتي هذه الإحصائيات بينما هناك عدد من الصحفيين لا يزالون في عداد المخفيين قسريا، لا تعرف عنهم أسرهم شيئاً، بينما لا يزال اليمنيون يتذكرون المذبحة المروعة (مذبحة هران) التي راح ضحيتها اثنان من الصحفيين اليمنيين في 21 مايو من العام 2015، حين اتخذت المليشيات الحوثية من عشرات المختطفين دروعاً بشرية، بينهم الصحفيان عبد الله قابل ويوسف العيزري، هذا فضلاً عن العديد من الصحفيين الذين قتلوا برصاص القناصين الحوثيين، بينما زملاؤهم يواجهون أبشع صنوف التعذيب داخل المعتقلات الحوثية.
مئات الصحفيين فقدوا أعمالهم ووظائفهم منذ سيطرة مليشيات الانقلاب الحوثية، وتشردوا خارج البلاد، يبحثون عن أعمال ومصادر رزق لأسرهم، وآخرون لا يزالون يعانون ظروف المعيشة في المحافظات اليمنية المحررة، وأكثرهم يتواجدون في مدينة مأرب.
أما في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الممولة من إيران، فلم يتبق إلا الصحف التي تصدرها الجماعة السلالية، في حين أغلقت الأكشاك التي كانت تبيع عشرات الصحف يومياً، وصارت الصحف المتوفرة هي التي تنشر أفكار الحوثي وتحرض على الصحافة والصحفيين.