كريتر نت / وكالات
يرى مراقبون أن طهران أوكلت للحوثيين مهمة إرباك العقوبات الأميركية المشددة على قطاع النفط الإيراني من خلال هجمات على مصالح سعودية وأخرى على ناقلات النفط على أمل دفع واشنطن إلى مراجعة استراتيجية العقوبات.
وتبنت الميليشيات الحوثية في وقت مبكر من فجر الأربعاء الهجوم عبر قناة “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين التي قالت إن الهجوم تم بصاروخ مجنح من نوع كروز، يعتقد أنه إيراني الصنع.
ووصف مراقبون الهجوم الجديد بأنه يمثل نقلة نوعية في الاستهداف الحوثي لأمن السعودية، وهو رسالة إلى مجلس الأمن وإلى دول غربية دأبت على معارضة الحسم العسكري في اليمن مفادها أن الحوثيين لا يتحركون كطرف يمني يمكن أن يكتفي بنصيبه في حل سياسي جامع لفرقاء الأزمة من بوابة انتخابات أو عبر نظام الأقاليم، وإنما يتحركون كوكلاء لإيران يأتمرون بأوامرها ويتحركون وفق أجندتها.
لكن المراقبين يعتقدون أن المهاوشة بالوكالة التي يقوم بها الحوثيون لن تنقذ إيران من العقوبات وأنها قد تقود إلى تسريع مسوغات المواجهة مع واشنطن، فضلا عن إعادة النقاش بشكل برنامجها النووي وربطه بالحدّ من قدراتها العسكرية وتفكيك أنشطتها التخريبية في المنطقة.
كما أن الهجمات الحوثية ستحرر السعودية من الضوابط التي تلتزم بها في سياق مبدأ حسن النية لإنجاح خيار الحل السياسي في اليمن، وهو خيار تلتزم به في سياق مسعاها لإنجاح مساعي المبعوثين الأمميين إلى اليمن، وخاصة المبعوث الحالي مارتن غريفيث الذي يؤخذ عليه أنه ساهم بقصد أو دونه في تشجيع التمادي الحوثي.
وأجمع محللون سياسيون في تصريحات نشرتها صحيفة ”العرب” الصادرة اليوم الخميس – تابعها اليمن العربي” – “على أن الحوثيين استفادوا بشكل مباشر من الضغوط التي عملت منظمات حقوقية دولية ودوائر نفوذ غربية على ممارستها لمنع السعودية من اللجوء إلى الحسم العسكري السريع لتأمين حدودها وحماية أمن الملاحة في البحر الأحمر. لكن هذه الدوائر كانت تقدم خدمة جليلة للمتمردين ومن ورائهم إيران.
واعتبر الباحث السياسي السعودي علي عريشي في تصريح لـ”العرب” أن استهداف الحوثيين لمطار أبها الدولي يُعد تصعيدا عسكريا جديدا، مشيرا إلى أن استخدام الحوثيين لصاروخ من نوع كروز هو أيضا سابقة خطيرة ودليل جديد على دعم إيران للحوثيين بأسلحة نوعية في مخالفة لقرارات الأمم المتحدة.
ولفت عريشي إلى أن اختيار الحوثيين لهدف مدني (مطار أبها) مكفول بقوانين الحماية الدولية “قد يعطي انطباعا كافيا بمستوى الحماقة التي تعانيها الميليشيات الحوثية التي تنفذ أوامر طهران وتتحمل وحدها الضربات القاسية والموجعة، ما يعني في حقيقة الأمر أن الميليشيات لا تملك حسابات خاصة بها وإنما هي أداة إيرانية صرفة