كريتر نت / كتب- د.يوسف سعيد احمد
لا ابالغ ان قلت كم هو صعب ان تستجمع قواك لتقرر ان تتناول ظاهرة الغش في المدارس مع بدء موسم امتحانات الثانوية العامة.
ليس لان لا احد يهتم بما تكتبة بعد ان اصبح المجتمع يقبل بظاهرة الغش ويؤيدها وبافق قصير النظر .
ولكن لانك قد تثير حنق الاسر اوتحرج نفسك امام هذا الكم الاجتماعي المنخرط في هذه العملية او المؤيد لها. وقد يعتبرك البعض شخص مزايد تريد ان تظهر كمصلح .
خاصة بعد ان اصحبت ظاهرة الغش في بلادنا واحدة من الملسمات او السنن المجتمعية التي تجد اعترافا اجتماعيا بممارستها في المدارس.
وخاصة في امتحانات الثانوية العامة فالاسر تشجع وتدعم ابنائها للقيام بالغش بل يذهب بعض الاباء او الامهات الى المدارس او يرسلون ابنائهم لمساعدة اخوانهم او للتاكد على ان ابنهم او بنتهم لم تعترضهم اية مشاكل في عملية الغش؛ ومدير المدرسة يريد وان لم يصرح علنا ان يحتل طلابة اعلا النسب في نتائج الثانوية العامة ولهذا يسهل لطلبتة عملية الغش؛ ومدير عام المديرية يوجه وان ضمنيا بترك الطلاب يغشون بدواعي ومبررات واهية : “الحرب ، نقص الامكانيات في المدارس ، الاجواء الطبيعية الحارة مع عدم توفر التكييف في المدارس”. لكن هذا المبررات او الحجج تتكرر سنويا منذ عقود تقريبا اي ان الظاهرة متجذرة منذ فترة طويلة .
لكن يدفعك ضميرك و مسؤوليتك الاخلاقية مع آخرين رغم كل هذه المحاذير والاحباطات إلا ان تسلط بعض الاضواء بشان استفحال هذه الظاهرة او مايمكن ان نطلق عليه ان جاز التعبير القانون الاجتماعي للغش في امتحانات الثانوية العامة ! .
لكن المفارقة ان النسبة الكبيرة من المجتمع الذين يتكلمون و بقوة عن ظاهرة الفساد ويؤكدون على ظرورة محاربتها ويوجهون سهامهم وكتاباتهم نحو الدولة والاجهزة الحكومية ويطالبون بمحاسبة الفاسدين فانهم في هذا ربما لايعلمون ان ظاهرة الغش التي يدعمونها تمثل اكبر واخطر انواع الفساد على الاطلاق ومنبع مستدام لها لان اثرها لايتعلق في الحاضر وانما يمتد الى المستقبل. لان هذا الجيل الذي نساعدة بحب وحميمية في النجاح عبرعملية الغش هو من سيتولى ادارة المستقبل وفي هذا عن اي مستقبل لبلادنا نتحدث !.