كريتر نت / شعر- أ/إلهام عبدالله
صنعاءُ لا تبــكي إذا مـاتَ الأُوَلْ
و تحدَّرَ البوحُ الكئيبُ من المُقَلْ
وشكا إليكِ الــذّلَ موكبُ دمعــةٍ
عضَّ الأناملَ و استحرَّ به الوَجَلْ
و غفا بزاوية الرصيفِ سَـمَــوْألٌ
مـتوسـّدٌ بـالــذُّعْـرِ، دثــرَه البــللْ
فالسربُ فرّقَه نبـــاحُ رصـــاصةٍ
و الساقُ مُنكشِفٌ لديهِ بـلا أمـلْ
الــقِـطُّ أبـصره كـلـيـثٍ بـــــارزٍ
و أحاطه النملُ المدججُ بالحِيَلْ
وَهَـنُ الـرياحِ بدا كريحٍ صرصرٍ
أودى بوحدة سِرْبِهِ، فدنا الأجلْ
هذي الهواجسُ أحكمتْ أغلالها
والخوفُ في أحشاالضعيفِ قد استحل
و السِّربُ ينظرُ وثبةً من و احدٍ
فيه الجهالةُ و المخافةُ و العِلل
صنعاءُ لاتبـكي فــإنـا هــا هُـنـا
شمُّ الأنوفِ،رواسخٌ منذُ الأزل
فيكِ الـعُـروبةُ قـد تجذّرَ أصلُها
والسهمُ منكِ و المهندُ و الأسَلْ
شحذوا السيوفَ لرقصةٍ وتخنُعٍ
بين الغواني المومساتِ بلا خَجَلْ
و العزُّ صمصامِ اليماني غــمـدُهُ
لدونما حربٍ ضروسٍ لا يُسَلْ
سـيــفٌ كبـارِقَةٍ، ســليلٌ أصـلُــه
ما أخجلَ التاريخَ يوماً أو خذَلْ
صنعـــاءُ لا تـبـكي لجُـرْحٍ نــازفٍ
من طُهْرِهِ الزاكي توضأ واغتسلْ
جــيـشٌ طلـيعـتُهُ إذا وطأتْ له
قدمٌ يهزُّ الأرضَ، يرفضُ أن يُذَلْ
صوتُ المنيةِ إذ ينادي جحفلاً
و بوثّبَةِ الضاري توشّحَ و ارتجَلْ
قسماً و لا نضُبَتْ منــابعُ عِزِّنـا
كــلا و لا نـجـمٌ يــمــانيٌّ أفَـــلْ
أحياؤنا_عندَ الإلـه_نســاؤهــم
حُبلى تُربِّي بين أحشاها البطلْ
حتْماً سيُرضِعُهُ الشجاعةَ ثديُها
و الـمـوتُ لُعبتُهُ إذا العُمْرُ اقْتَبَلْ
زنـــدٌ تشـمّــرَ حـامـلاً صمصامَهُ
عَـــظْمٌ غـدونا في تراقيِّ الدُّوَلْ
ركـــنٌ يمـانــيٌّ، سُهـيــلٌ نجمُنــا
تاريخُنا المكسيُّ من أبهى الحُللْ
مـــا ضــرُّكِ صنعــاءَ ليلـةُ خـائــنٍ
فالليلُ في وجهِ الصباحِ سيُرْتَحَلْ
يوماً على جِيَفِ الكلابِ، صغيرُنـا
مسَحَ الـرَذَاذَ عن الشِفاهِ إذا تَـفـَلْ