كريتر نت / متابعات
تواجه الخطوط الجوية القطرية أزمة تشغيلية ربما هي الأكبر في تاريخها على الإطلاق، ويتوقع أن تؤدي هذه الأزمة بالشركة إلى مزيد من الخسائر والأعباء المالية، فضلاً عن أنها ستؤدي إلى مزيد من الارتفاع في أسعار التذاكر على الرغم من الأسعار المرتفعة أصلاً في الوقت الراهن بسبب المقاطعة الرباعية لقطر.
وفي التفاصيل الجديدة التي تداولتها العديد من وسائل الإعلام الغربية فإن شركات عالمية عديدة قررت تجنب الطيران في أجواء إيران أو بالقرب من الأجواء الايرانية وخليج عُمان، وذلك بسبب التوتر في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران والذي بدأ قبل أيام بسبب إسقاط طائرة أميركية بدون طيار بنيران إيرانية، وهو ما سيزيد الأعباء على الخطوط القطرية أكثر من أي وقت مضى.
وتعاني قطر وخطوطها الجوية من قرار المقاطعة الذي اتخذته أربع دول عربية منذ منتصف العام 2017 وهو ما أدى إلى ارتفاع تكاليف التشغيل لعدد كبير من الرحلات الجوية التي تقوم بها الخطوط القطرية، كما زاد اعتماد الرحلات القطرية على الأجواء الإيرانية منذ العام 2017.
هذا يعني أن التوتر الحالي في الأجواء الإيرانية يزيد المخاطر التي تتعرض لها الرحلات القطرية ويزيد من التكاليف التي تتكبدها الشركة، كما أنها قد تضطر لتجنب حتى الأجواء الإيرانية في حال استمر التوتر، بما يؤدي إلى سلوك الطائرات القطرية طرقاً أطول وأكثر تكلفة.
وكشف تقرير لشبكة “إيه بي سي نيوز” الأميركية أن “رحلة للخطوط القطرية كانت قريبة من مكان إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة ومرّت في المنطقة التي تتوسط موقع إطلاق الصاروخ الإيراني وموقع الطائرة الأميركية التي تم إسقاطها”، بحسب ما نقلت الشبكة عن منظمة الطيران العالمية.
وفور الإعلان عن حادث إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة وارتفاع وتيرة التوتر مع إيران اتخذت عدد من شركات الطيران التجارية العالمية قراراً بتجنب الطيران في المنطقة المشار إليها، وهي المنطقة ذاتها التي تعتمد عليها الطائرات القطرية في ظل إغلاق الأجواء السعودية والإماراتية والبحرينية أمامها، ما يعني في نهاية المطاف أن العديد من الرحلات القطرية قد تصبح مهددة بالإلغاء الكامل والتعطل، كما قد تصبح الشركة مهددة بمزيد من الخسائر المالية وقد تواجه أسعار تذاكرها مزيداً من الارتفاع.
إلى ذلك، كشف تقرير تلفزيوني بثته شبكة “تي آر تي” التركية باللغة الإنجليزية، واطلعت عليه “العربية.نت”، أن الخطوط القطرية اضطرت إلى تغيير مسارات العديد من رحلاتها بعد إسقاط الطائرة الأميركية من قبل القوات الإيرانية، لتكون بذلك الأكثر تأثراً من التوتر الحالي في منطقة الخليج بسبب أن المجال الجوي المتاح للخطوط القطرية محدود أصلاً.
ويلفت التقرير إلى أنّ “شركات طيران أميركية قامت بتغيير مساراتها وتبعتها شركات كبرى مثل الخطوط الجوية البريطانية”، ما يعني أن الخطوط القطرية أصبحت في مأزق منذ تصاعد التوتر في مياه الخليج، حيث “كانت أصلاً قد غيرت مسارات الطيران لرحلاتها واضطرت لاستخدام المجال الجوي الإيراني منذ العام 2017”.
وينتهي التقرير إلى القول إن “التوتر الأخير قد يجعل الأمور أكثر تعقيداً بالنسبة لقطر وقد ينتهي الأمر إلى عدم وجود مجال جوي يمكن للخطوط القطرية الطيران فيه”.
يشار إلى أن أسعار التذاكر على متن الخطوط القطرية سجلت ارتفاعاً كبيراً منذ منتصف العام 2017 بعد أن اضطرت إلى استخدام طرق جوية مختلفة للعديد من رحلاتها بسبب قرار المقاطعة الذي اتخذته أربع دول عربية وتضمن إغلاق مجالاتها الجوية أمام الطائرات القطرية.