كريتر نت / طهران
نقلت وكالة مهر للأنباء عن قائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني البريجادير جنرال أمير علي حاجي زادة قوله إن الولايات المتحدة لن تجرؤ على انتهاك أراضي إيران.
واحتدم التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعدما أسقطت طهران طائرة أميركية مسيرة قالت إنها كانت تحلق فوق مياهها الإقليمية الخميس. وتقول واشنطن إن الطائرة كانت في المجال الجوي الدولي.
ونسبت وكالة مهر إلى حاجي زادة قوله “لا أميركا ولا أي دولة أخرى تجرؤ على انتهاك الأراضي الإيرانية”.
وقال علاء الدين بروجردي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني “تدمير الطائرة الأميركية المسيرة كان رسالة جيدة جدا للدول الأخرى في المنطقة كي تعرف كيف تستمد قوتها الذاتية من قدراتها الوطنية”.
وكان القادة العسكريون بإيران قد قالوا إن الطائرة أسقطت بصاروخ تم تطويره داخل الجمهورية الإسلامية.
وتأتي تصريحات المسؤول في الحرس الثوري الإيراني لتزيد من حدة التوتر في المنطقة رغم الدعوات الدولية للتهدئة وتخفيف الاجواء.
وتحاول القيادة الإيرانية اعطاء انطباع بانها في موقع قوة رغم ان الضغوط الاميركية تسببت في الإضرار باقتصادها مع تراجع تصدير النفط وبالتالي إحداث خلافات في السياسة الداخلية الايرانية يرى مراقبون انها ستكون لها انعكاسات على المجتمع الايراني على المدى القصير والمتوسط.
ووصف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأربعاء عرضا قدمته الولايات المتحدة للتفاوض مع إيران بأنه خدعة.
وقال خامنئي في تصريحات نشرها موقعه الرسمي “المفاوضات خدعة لما يريدون. تمسك بسلاح في يدك ولا يجرؤون على الاقتراب. ويقولون لك الق السلاح حتى يمكنني أفعل بك ما أريد. هذا هو التفاوض”.
وواصلت ايران سياسة التصعيد وتحدي المجتمع الدولي حيث قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إن متحدثا باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية صرح الأربعاء بأن إيران ستسرع من تخصيب اليورانيوم بعد أن تنتهي الخميس مهلة ممنوحة للدول الأوروبية كي تتحرك لمنع هذا.
وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم المنظمة “مهلة المنظمة الدولية للطاقة الذرية لتخطي حد الثلاثمئة كيلوجرام في إنتاج اليورانيوم المخصب ستنتهي غدا… وبانتهاء هذه المهلة سيتسارع التخصيب”.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد قال الثلاثاء إن بلاده ستتخذ خطوات جديدة في السابع من يوليو/تموز لتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء رد إيران على عرضه إجراء محادثات بأنه “مهين وينم عن جهل”، بعد أن فرض عقوبات جديدة على المرشد الأعلى علي خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف وقادة بالحرس الثوري والاقتصاد الإيراني الذي يواجه صعوبات.
وكتب في تغريدة أن “بيان إيران الذي صدر اليوم ينم عن الجهل والمهانة ويظهر فقط أنهم لا يفهمون الواقع”.
وكان ترامب الذي أصدر الإثنين حزمة جديدة من العقوبات على خامنئي وكبار القادة العسكريين، قد ترك الباب مواربا أمام المحادثات مع إيران التي أعلنت مرارا أنها لن تقبل التفاوض تحت الضغط، مشككة أصلا في جدية العرض الأميركي المتكرر.
ويسعى الرئيس الأميركي لاستنساخ تجربة الضغوط على كوريا الشمالية لتطبيقها على إيران بما يعني المراوحة بين الضغوط الاقتصادية والتلويح بالخيار العسكري من جهة والدعوة للحوار من جهة أخرى.
ويريد ترامب جرّ طهران للتفاوض على اتفاق نووي جديد تحت الضغط بما يشمل فرض المزيد من القيود على برنامجيها الصاروخي والنووي.
ولم يتخل الثلاثاء عن الوعيد برد ساحق، محذرا إيران من أن أي هجوم على المصالح الأميركية سيقابله ردّ أميركي ساحق يزيلها من الوجود.
وكتب في تغريدة في خضم التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران “أي هجوم من جانب إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة ساحقة. في بعض النواحي، يعني الرد الساحق الإزالة” من الوجود، مضيفا أن “قادة إيران يفهمون فقط القوة والولايات المتحدة أقوى قوة عسكرية في العالم إلى حد بعيد.
واعلنت ايران الثلاثاء أن فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة “عقيمة” على الجمهورية الإسلامية الاثنين يعني إغلاقا “نهائيا” لمسار الدبلوماسية بين واشنطن وطهران.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي على تويتر أن “فرض عقوبات عقيمة على المرشد الأعلى لإيران (آية الله علي خامنئي) ووزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف) يغلق مسار الدبلوماسية بشكل نهائي مع الحكومة اليائسة لترامب”.
وأضاف أن “حكومة الرئيس الأميركي بصدد تدمير جميع الآليات الدولية المعتمد عليها للحفاظ على السلام والأمن العالميين”. والعلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران مقطوعة منذ 1980.
وكانت الادارة الاميركية جددت الاثنين دعوتها طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات ومقابلة الدبلوماسية بالدبلوماسية، مشيرة إلى أن “الهدف من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة عليها هو تحقيق ذلك الغرض”.
وأكد المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين، أن بلاده تريد من إيران “مقابلة الدبلوماسية بالدبلوماسية “، مضيفا أن تلك الدعوة “وصفتها إيران بأنها مثيرة للاشمئزاز”.
وأشار السفير الأميركي في تصريحاته إلى أن واشنطن “طلبت من مجلس الأمن أن يبقي موضوع إيران قيد نظر المجلس”، مجددا اتهام طهران بالضلوع في الهجمات الأخيرة علي ناقلات النفط بالخليج العربي قبالة السواحل الإماراتية يوم 12 مايو/آيار الماضي وفي خليج عُمان قرب هرمز قبل نحو أسبوعين.
وأوضح أنه قدم لأعضاء مجلس الأمن خلال جلسة المشاورات المغلقة “المعلومات الإضافية التي اكتشفناها من خلال تحقيقنا في هجمات ناقلات النفط في خليج عمان وهي المعلومات التي حصلنا عليها بفضل التعاون المستمر مع حلفائنا وشركائنا”.
وتابع “التحقيقات الأميركية ستتواصل وواشنطن ستستمر في تبادل المعلومات مع مجلس الأمن عندما يصبح ذلك متاحا”.
وتابع “إن الجهة الحكومية الوحيدة التي تمتلك القدرات والدافع لتنفيذ هذه الهجمات هي إيران”. وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة ضغطت لذكر أن “جهات تمثل دولة” مسؤولة عن الهجمات على الناقلتين في البيان الصحفي، لكن روسيا رفضت هذه اللهجة.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الدولي الأربعاء الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه الولايات المتحدة ويسعى الأوروبيون لإنقاذه.
وكان مجلس الأمن قد دعا الاثنين إلى الحوار لمعالجة تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات لإنهاء التوترات في الخليج.
وفي بيان صحافي أعدته الكويت وصدر بالإجماع، أدان مجلس الأمن الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط ووصفها بأنها تهديد لإمدادات النفط العالمية وكذلك السلام والأمن الدوليين.
وبعد اجتماع دام ساعتين وافق مجلس الأمن على بيان لم يشر إلى إيران بالتحديد، لكنه أوضح أنه يجب على جميع الأطراف التراجع عن المواجهات العسكرية التي يُخشى اندلاعها.
وقال البيان إنه يجب على جميع الأطراف المعنية وجميع دول المنطقة “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ الإجراءات والعمل على الحد من التصعيد والتوتر”.
وأضاف البيان الذي أيدته روسيا، صديقة إيران والولايات المتحدة “يحض أعضاء المجلس على معالجة الخلافات بطريقة سلمية ومن خلال الحوار”.
- ودعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشكل منفصل إلى “خفض التصعيد والقيام بحوار، مع الاحترام التام للقوانين الدولية”.