كريتر نت / شعر أ / صالح المشرقي
في أحشائها برعم انسان وعلى رأسها تحمل وعاء العمل المليئ بالتراب وحول جيدها تلتف حبال حزم الحشائش والاحطاب كانت تقف أرض على الأرض وبين الزروع المتوجة بالسنابل نخلة شامخة مثمرة تواجه بوجهها الريفي المصبوغ بمسحوق السدر الذي صار التراب طبقة أخرى عليه وعلى كحل عينيها واهدابها كحل آخر من الغبار تفوح منها رائحة الأرض الخصبة المعطائة ومثل تلك العصفورة التي تجمع خيوط الحشائش لتبني العش كانت في حركة دائمة من العمل والنشاط الدوؤب وهيى تراقب حركة الوقت بمسير الشمس وعقارب الظل في ملامح الطبيعة حولها وعندما يحين موعد الرواح تحل الحبال من جيدها وتجمع ماتستطيع حمله من الحشائش والنباتات الأخرى وتحزمها بقوة وعلى الرأس تحملها عائدة لبرنامج عمل آخر ينتظرها في البيت وبمجرد ظهورها على المنزل تسمع نباح ابقارها وثغاء الأغنام مرحبة بها كاعز الاحباب .
في البيت لاوقت خارج برنامج العمل لديها إلا لتناول اللقمة وأداء فروض الصلاة حتى يسدل المساء ستاره لتبدأ هيى بخلع تعبها وهم النهار قبل حل ثياب الواجب والعمل والخروج من شرنقة الفلاحة بنت الأرض إلى دنيا السعادة الزوجية فراشة ترش كحل أجنحة حنيها على شريك حياتها حبا وحنان.
هذه هيى المرأة الريفية ربة البيت وتوائم الأرض ووجه الحياة التي يصعب استبدالها أو الحلول محلها والقيام بوظيفتها