كريتر نت / RT
قال الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، تعليقا على بيان جماعة الإخوان المسلمين الأخير، إن صراعا تفجر داخل الجماعة على مصادر التمويل.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين بمصر في بيان عن تبنيها توجها جديدا للفترة المقبلة، وذلك على خلفية ما وصفته بـ “الواقع الجديد” بعد وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي، و”بعد مراجعات داخلية متعددة”.
وأشار فاروق في حديث لـ RT، إلى أن بيان جبهة “المفصولين” أو جبهة “الشباب” داخل الإخوان، الذي حمل اسم المكتب العام للإخوان، يكشف صراعا وتنافسا شرسا على مصادر التمويل، بين هذه الجبهة وبين القيادة التاريخية التي يقودها الدكتور محمود عزت.
وقال فاروق إن جبهة الشباب المفصولين من الإخوان، طرحت سيناريو التخلص من التنظيم نهائيا وتحويله لتيار فكري، تتبعه كيانات ومؤسسات خاضعة له، سواء مدنية أو اجتماعية أو سياسية.
وقالت الجماعة، في بيانها السبت: “قمنا بمراجعات داخلية متعددة، وقفنا خلالها على أخطاء قمنا بها في مرحلة الثورة ومرحلة الحكم، كما وقفنا على أخطاء وقع فيها الحلفاء والمنافسون من مكونات الثورة”.
وأضاف فاروق، أن هذا السيناريو يتبنى ضرورة إنهاء وجود التنظيم وتحويله لتيار فكري بلا إطار تنظيمي يتماهى مع القوى السياسية داخل المجتمع، بعد أن أصبح وجوده عبئا على الجماعة نفسها.
ولفت فاروق، إلى أن هذه السيناريو ربما يكون هو المخطط الجديد لجماعة الإخوان، لإعادة تموضعها داخل المجتمع المصري بعد حظر نشاطها ومصادرة أموالها وتجفيف منابع تمويلها، ولفظها فكريا وسياسا داخل الشارع المصري.
ونوه فاروق، إلى أن جبهة الشباب المفصولين تحاول أن تطرح نفسها كتيار بديل عن الإخوان، يمكنه الانخراط داخل المجتمع المصري ووسط القوى السياسية التي تحاول أن تعلب دور المعارضة حاليا.
من جهته، قال عبد الجليل الشرنوبي، رئيس التحرير السابق لموقع إخوان أون لاين، والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إنه لا يوجد في الهيكل التنظيمي للإخوان المسلمين مسمى المكتب العام للجماعة، ولكن إصدار البيان في هذا التوقيت يشير إلى جملة من الحقائق، أهمها أن الجماعة ما تزال تدير لعبة توزيع الأدوار وتنويعها باحترافية كبيرة، فالبيان يصدر وهذا يؤيد وآخر يهاجم ومن ثم تعود الجماعة لتصدر المشهد الإعلامي والسياسي وهو أمر مطلوب في حد ذاته.
وتابع الشرنوبي أن وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسى “خلصت الإخوان من أعباء تنظيمية وسياسية لا حصر لها”.
ويضيف الشرنوبي أن “تصدير فكرة خلافات الجماعة معناه بوضوح أن التنظيم الدولي للإخوان استعاد كامل عافيته، فالمطلوب فقط تصدير فكرة المظلومية للأجيال الجديدة من الجماعة.. هناك أمر كبير يدبر بليل من قبل التنظيم الذي يركز عمله على التصعيد ضد مصر في الخارج ودفع ملايين الدولارات لمكاتب محاماة متخصصة.. ويمكن القول إن جماعة الإخوان حققت نجاحات كبيرة في ذلك، ومحاولة تسطيح الأمور من قبل الإعلام المصري سوف تجني ثمارها جماعة الإخوان دون غيرها”.