كتب/ قاسم صالح ناجي
بقلوب تشتعل إخلاصا مقدسا،يسجل أبطال الضالع وأسودها الضارية ملاحم بطولية نادرة واحدة تلو الأخرى رسموا معالمها بدمائهم الزكية الطاهرة ليصنعوا بها ومن خلالها انتصارات تاريخية عظيمة..!
هي إذا ملاحم وانتصارات خلقت صورا جنوبية حية للوجود والهوية والانتماء، صورا للمقاومة والتحدي والاستبسال، أوجدت معها الضالع لنفسها ولجنوبها الحبيب مقومات المجد والعظمة والقوة والانطلاق، وحفزت أحرار وشرفاء الجنوب نحو مزيدا من الأمل والصبر والقدرة على الصمود الخارق،والثبات الراسخ على الأرض،كما وجرعت الأعداء خيبة أمل لا حدود لها،وزرعت في دواخلهم بذور الأسى والألم الدامي،وبددت في سماء غرورهم غيوم الوهم وسحب الخيال في ليل أحلام طال أمده وأشتد سواده عليهم وليس لفجره أبدا من بزوغ..!
تلك هي الصورة الناصعة التي رسمتها الضالع الأبية وما تزال في معركتها الاستثنائية المصيرية ضد الجحافل الإيرانية المجوسية الإرهابية الحوثية لتثبت للجميع أنها قلعة جنوبية عصية وطودا تتكسر أمام شموخه كل التحديات على اختلاف اشكالها وتعدد أنواعها وأدواتها..!
في الضالع انصهرت معادن رجالها وشبابها من أبطال المقاومة الجنوبية الأصيلة والحزام الأمني والأولوية والكتائب الجنوبية المسلحة العسكرية منها والأمنية، و فرسان الجنوب المقاتلين الذين لبوا نداء الواجب من كل المحافظات، ومعهم أبطال المقاومة الشعبية في جبهة مريس الوفية الصامدة، انصهرت جميعها بصلابة الفولاذ في تلاحم وتعاضد ميداني كبيرين، تجمعهما عمليات عسكرية مشتركة كفؤة، ليجترح الأبطال بصمودهم اليومي الرائع وقوة احتمالهم المذهلة بطولات كبيرة على رغم اتساع وضراوة القتال في مختلف الجبهات الحدودية ابتداء من مريس ومرورا بحجر وقعطبة ووصولا إلى تورصة الأزارق والحشاء..!
نعم..تلك الجبهات التي ترسخت فيها عزيمة مقاتلينا المغاوير وزادت من حماستهم ومعنوياتهم القتالية العالية،وعززت ثقتهم الراسخة بالنصر،بل وجعلتهم يتسابقون إلى التضحية والموت فداء لقيم الحرية والعزة والكرامة وانتصارا للاستقلال والسيادة الوطنية الجنوبية..!
إن هذه البطولة الضالعية لم تثنيها العصابة الحوثية المارقة بحملات وافواج مليشياتها ومرتزقتها المأجورة ولا حلفاؤها من الأحزاب اليمنية الظلامية الكهنوتية،وكلا ولن تثنيها أو تقوى على الوقوف في وجهها المشاريع العدوانية الإيرانية، ولا تواطؤ واستفزازات حكومة اللا شرعية وخياراتها المشبوهة..!
ولعل ما يميز هذه البطولة (الأسطورة الضالعية) أن رجالها المقاتلين البواسل – رجال الجبال وجبال الرجال- قد تعلموا كيف يتمترسون،وكيف يصمدون،وكيف يصنعوا الانتصارات.. تعلموا كيف يرسمون ويخططون بإتقان،وكيف يراقبون ويرصدون ويحللون بدقة، وكيف ومتى ينطلقون، تعلموا كيف يجيدون فنون الرماية،وكيف يحققون هدف الإصابة.. وتلك هي الحقيقة التي لا يخالج أحدا الشك بها..!
إن الضالع أيها القوم لا تعرف التراجع،ولا الانكسار، لا تعرف الهزيمة ولا الاستسلام، بل لا تعترف بالريات البيضاء، وما محاولات العدوان الحوثي الإيراني اليمني تكرار حربه على الجنوب ومن إحدى قلاع وبوابات انتصاراته ودروعه المنيعة” الضالع ” ما هو إلا غباء انتحاري في محرقة الموت، فكيف لهم أن ينسوا أو يتناسوا كيف غسل وطهر مقاتلي الجنوب هذه الأرض الطاهرة من دنسهم وأوساخهم في حرب العام 2015م،بل كيف تناسى هؤلاء الهمج كيف مزق الأبطال حينها جثث فئرانهم على امتداد الرقعة الجغرافية الضالعية..!
إنهم لم يستوعبوا بعد دروس تلك الهزائم النكراء التي لقنتهم فصولها قلاع دار الحيد والعرشي والخزان وشحذ والسوداء، وسهول ووديان ومرتفعات القبة والعقلة وسناح وأكمة صلاح، وغيرها من مواطن الشرف والبطولة..!
حقا وفعلا .. ستظل الضالع كما كانت مقبرة الغزاة الطامعين ومهلكة الطغاة المعتدين.. ويا جبل ما تهزه ريح..!