كريتر نت / متابعات
قال منصور صالح المحلل السياسي الجنوبي لـ”سبوتنيك” إن الإمارات لعبت دوراً محوريا مهماً في حرب اليمن، وكان لحضورها تأثيره الأساسي في قلب موازين القوى لصالح الشرعية اليمنية ولولا وجود الإمارات ودورها المؤثر سياسياً وعسكريا لكانت الأوضاع قد حُسمت مبكراً لصالح جماعة الحوثي وكانت الشرعية قد أصبحت سطرا هامشياً في حكاية من الماضي.
وأضاف صالح، على المستوى السياسي: “لعبت الإمارات إلى جانب السعودية، قائدة التحالف العربي، دوراً كبيراً في حشد الدعم والتأييد الدوليين للشرعية اليمنية ورفض الانقلاب، بالاستفادة من علاقاتهما الدولية المتينة من القوى المؤثرة على القرار الدولي”.
وتابع: “لذلك يمكن الجزم أنه لولا التحالف العربي وتدخله في الوقت المناسب لكانت اللحظة الأخيرة في عمر الشرعية اليمنية هي تلك التي غادر فيها الرئيس هادي وحكومته وقادة الجيش حدود اليمن إلى دول الجوار ولا يمكن تصور حال اليمن والمنطقة فيما لو لم تقم عاصفة الحزم ويتدخل أشقاء اليمن بهذا الثقل والإصرار على مواجهة جماعة الحوثي”.
الدور العسكري الاماراتي:
أما من الناحية العسكرية، قال صالح: “كان للوجود العسكري الإماراتي القوي على الأرض والمشاركة المميزة لسلاح الجو الاماراتي دورهما في التأثير على مجريات المعركة، وسجل الإماراتيون حضورا قوياً وصادقاً في خوض الحرب على الحوثيين أكثر تفانياً ومصداقية من مشاركة قوى يمنية معنية وأكثر تضررا من الحوثي”.
وأضاف صالح: “كذلك كان للطيران الإماراتي إسهامه في دعم إسناد عمليات المقاومة الجنوبية والتهامية على الأرض، وشل حركة وقوة المليشيات”.
وأشار إلى مساهمة “منظومة الدفاعات الجوية الإماراتية في حماية وتأمين مناطق كثيرة وكذا مقرات الشرعية وقياداتها البارزة من صواريخ وطائرات الحوثي وتحديداً في معقل الإخوان “مأرب”، وعلينا أن نتصور أنه لولا وجود الدفاعات والقوات الإماراتية لسيطر عليها الحوثيون في ساعات معدودة وبأقل الخسائر”.
التضحية والارتزاق
وتابع صالح بقوله: “خلال أربع سنوات من المعارك أظهر المقاتلون الاماراتيون كفاءة ومهارة عاليتين وتميزوا بشجاعة كبيرة، وقدموا من التضحيات في هذه الحرب ضد الحوثي ما لم تقدمه قوى بارزة في الشرعية اليمنية التي تنتقد الدور الإماراتي اليوم، ومن ذلك تقديم الجيش الإماراتي أكثر من خمسين جندي وضابط قضوا في ساعة واحدة في مأرب من بينهم ضباط ينتمون لأسرة عريقة ومشائخ بارزون ومن صناع القرار في بلدهم، في حين أن أصغر ضابط في الشرعية اليمنية قد فر وأسرته في ساعات الحرب الأولى ويقيم في الخارج مستفيدا من كل الامتيازات المادية وتحوّل قادة الجيش اليمني إلى تجار ومستثمرين على حساب الحرب وبفضل الفساد ونهب مساعدات التحالف”.
اقتصاديا وإنسانيا
وأشار المحلل السياسي، من الناحية الاقتصادية: “ساهمت الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى السعودية في الحفاظ على الاقتصاد اليمني الهش أصلاً من الانهيار، من خلال حزم مساعدات مستمرة بنحو عشرين مليار درهم (نحو خمسة مليار ريال) قدمتها الإمارات بمفردها، وعلى المستوى الإنساني فقد تجاوز وسبق الحضور الإماراتي الجميع في تقديم الغوث العاجل وحملات الاغاثة التي نفذها الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية التي سارعت منذ اللحظات الأولى لعاصفة الحزم في مارس 2015 في تقديم الإغاثة العاجلة للسكان بعد هروب الشرعية اليمنية وتخليها عن كل مهامها وتحولها هي بذاتها إلى عبء على التحالف العربي”.
وتابع: “كما سارعت الإمارات عند تحرير عدن وكذلك عند تحرير كل منطقة إلى تنفيذ مشاريع عاجلة لاعادة تأهيل البنى التحتية ومنها المرافق الصحية والتعليمية وخدمات المياه والكهرباء وإعادة تأهيل الموانئ والمطارات وإغاثة الأسر الأكثر تضرراً. وأضاف: “وصلت الإمارات إلى مناطق نائية بعيدة لم يسبق أن وصلت إليها أيٍ من الحكومات اليمنية المتعاقب، وأحدثت بها طفرة استفاد منها المواطنون، كما حدث في جزيرة سقطرى”.
وأشار إلى أن الإمارات كذلك “اهتمت بالجوانب الثقافية والرياضية بل وصل الأمر إلى إقامة مهرجانات الأعراس الجماعية للشباب العاجزين عن الزواج وكل ذلك ساهم في تقديم الإمارات بوجهها، السند القوي والصادق لاشقائه وأظهر كذلك وجهها الانساني الذي حازتقدير الكثير لكنه كذلك أثار حفيظة القوى التي كانت تريد الاستحواذ على هذا الدعم واستثماره لصالح مشاريعها الحزبية وإعادة إنتاج نفسها بعد أن لفظها الشارع وتحديداً في الجنوب”.