أكد الكاتب الصحافي والمحلل السياسي اليمني جلال الشرعبي ان قتال مليشيات الحوثي لم يعد أولوية لدى جماعة الإخوان في اليمن “حزب الإصلاح”، مؤكدا ان لديهم معارك أخرى مستعجلة تسعى لإشعالها في المحافظات المحررة.
وقال الشرعبي في مقال ـ نشره “يمن الغد” ـ بعنوان “لمن تقرع الأجراس ؟” قال “أن استخدام جماعة الإخوان لاسم “الدولة”، و”الشرعية”، كأداة وهراوة لمواجهة خصومها لا يعني سوى أن قتال الحوثيين لم يعد أولوية لهم الآن وأن المعارك المستعجلة يجب إشعالها بالمحافظات المحررة”.
وأكد الكاتب الشرعبي “أن محافظات سقطرى والمهرة وشبوة وعدن وقوات التحالف العربي أصبحت هي ساحة معارك حزب الإصلاح حاليا وعنوان خصومتهم ويسعى الحزب جاهدا لاختلاق معارك جانبية تهربا من مسئولية حسم المعارك الرئيسية وإنهاء الانقلاب الحوثي في اليمن”.
وهنا نعيد نشر نص المقال كما ورد لأهميته:
لمن تقرع الاجراس؟
جلال الشرعبي
استخدام جماعة الإخوان لإسم “الدولة”، و”الشرعية”، كأداة وهراوة لمواجهة خصومها لايعني سوى أن قتال الحوثيين لم يعد أولوية لهم الآن وأن المعارك المستعجلة يجب إشعالها بالمحافظات المحررة.
لذلك أصبحت سقطرى والمهرة وشبوة وعدن والتحالف هي ساحة معاركهم وعنوان خصومتهم وأضحت عشرين كيلوا متراً لوصول الجيش المرابط في نهم منذ عشرين شهراً إلى مطار صنعاء ليس هو مايجب التركيز عليه الآن..
إختلاق المعارك الجانبية والتهرب من المسؤلية في حسم المعارك الرئيسية قد يكون مجدٍ لصناعة تهريج إعلامي وتهييج شعبي لبعض الوقت لكنه سرعان ما يجد نفسه وقد تبخر وبقيت الحقيقة الساطعة أن الاخوان لديهم معارك عسكرية مؤجلة يجمعون لها المال والرجال والسلاح .
في صعدة يقف المحافظ المنتمي لتجمع الإصلاح بعيداً عن المعركة ومن مأرب يدير الألوية العسكرية التي أسندت له ويرتب أوضاع أعضاء الحزب النازحين من صعدة طبقاً لتوجيهات الجماعة وليس الدولة .
وفي سقطرى يحاولون اختلاق معركة والوية الجيش تحت قيادتهم والمحافظ من أنصارهم يخرج للشارع ويقود تظاهرات ليؤكد المؤكد بانها يمنية ومع الشرعية ثم يقولون أنها محتلة ويحكمها ضابط إماراتي ..
وفي المهرة تقود قيادات اخوانية حراكاً مسلحاً بدعم خارجي ضد القوات السعودية التي يصفونها بقوات احتلال من أجل استمرار التهريب ولتحقيق مكاسب خاصة.
وفي تعز يستحوذون على قيادة المنطقة والمحور ولديهم تسعة ألوية من أصل عشرة بالمحافظة بالإضافة للأمن العام والشرطة والاستخبارات وبعد أن غادر أبو العباس المعرقل لتحرير تعز كما يدعون لم نجد سوى هروب من المعركة وما ظهر على السطح تصريحات عبدالله العديني عضو البرلمان والقيادي بالجماعة تدعوا إلى إيقاف الإنهيار الأخلاقي بتعز .
ماالذي حققتم من انتصار في جبهة صرواح؟
ماذا حققتم في الجوف ؟
أين هي انتصاراتكم في ميدي؟
هل تعرفون أن جمرك حرض مازال بيد الحوثيين ؟
هل تعرفون أيها الناس أن تجمع الإصلاح عمم على كل مراكزه التنظيمية لترشيح عدد ليكونوا جنوداً وأنه أراد جيشاً للجماعة وليس للدولة ؟
ثم إن هذا الجيش الهلامي لم يكن سوى وظائف لأنصارهم الذين غادروا المعسكرات لمنازلهم وينتظرون نداء المرشد عندما يخوضون معاركهم المؤجلة .
بربكم من الذي أخفق في المعركة ويستحق اللوم والمسائلة؟
الإمارات التي قادت انتصارات في مأرب وعدن والجنوب عموماً والساحل الغربي وصولاً لمدينة الحديدة وباسم الدولة وقعتم إتفاق العار في استوكهولم لإيقافها أم انتم؟..
الحملات الإعلامية ضد الإمارات ليست بطولة ووطنية فمكان أي خلاف لجنة يمنية -سعودية -اماراتية مشتركة تجلس على الطاولة للنقاش واتخاذ القرارات..
وهذا ليس دفاعا عن الإمارات فهي دولة قوية قادرة على الدفاع عن نفسها قدر ماهو شعور بالمسؤولية تجاه بلدي الذي يسعى البعض إلى تشويه صورته وقضيته لتحقيق مكاسب سياسية على حساب مستقبله وأمنه واستقراره .
والتاريخ يعلمنا أن الحقوق العادلة للشعوب تضيع بسبب سوء استخدام الكلمة..
ويعلمنا أن الفرقعات الفارغة دورة حياتها قصير .. ومحاولة خلط الأوراق والتهرب من معركة اليمنيين مع المليشيات الانقلابية عمل ساذج لا يقوى على البقاء.
نريد أن نعود إلى منازلنا ونستعيد دولتنا المخطوفة من مليشيات إيران وليس إشعال الحرائق والإقتتال الأهلي في المناطق المحررة..
ثم لا ينقص اليمنيين حرائق إضافية تلسع جلودهم المتعبة ولا تستحق اليمن بتاريخه العريق وحضارته الضاربة في التاريخ أن يترك ليتسلل إلى صدارته جماعتين دينيتين هما أسوأ ما تقرحت به جروحه ونزفته مآسيه ..
هذا خطر على مستقبل اليمن وتشويه لصورته أمام المنطقة والعالم ..
أجزم أن المملكة العربية السعودية تعي المخاطر ولن تسمح أن ترى بوصلة المعركة وقد انحرفت عن مسارها أو أن تعرض أمنها لمزاد العابثين خدمة لإيران وتركيا وقطر بعد ما قامت به من تضحيات وتحملته من تكاليف في خمس سنوات من الحرب ..
وتبقى الخلاصة أن الرئيس الضعيف يجعل الحلول العسكرية والسياسية فاشلة ، بل ويشعل صراعات جهوية ومناطقية ويشوه كل شيء على الأرض ويصبح مشكلة أمام بلده والتحالف الذي جاء لمناصرته ..
وغياب القائد الذي يفتقده اليمنيون يجعل ما يطفوا على السطح عمائم متشددون ورجال سياسة مراوغون وقادة عسكريون يبيعون ويشترون في ساحة المعركة ورئيس يدير ظهره مستمتعاً بالفشل مادام ذلك ضمان لإستمرار حكمه..
فلمن تقرع الأجراس؟ ننتظر