كريتر نت / متابعات
قال مصدر أممي يعمل على مقربة من لجنة خبراء مجلس الأمن بشأن اليمن، إن الحوثيين استخدموا مدنيين دروعاً بشرية، وأخفوا مقاتلين وعتاداً بالقرب من مدنيين في مدينة الحديدة ”بهدف متعمد هو تفادي التعرض للهجوم“.
وأكد المصدر، طلب عدم كشف هويته كونه غير مخول بالتحدث لوسائل الاعلام بهذه الأمور، ان مليشيا الحوثي لم تنسحب بتاتا من موانئ الحديدة الثلاثة، مضيفاً أن مراقبي الأمم المتحدة اكتشفوا ان المليشيا كثفت من تحصيناتها داخل المدينة وحفر انفاق تصل الى البحر.
وبسؤاله من محرر “نيوزيمن” عن سبب صمت مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن، مارتن غريفيث، عن هذه الخروقات، قال انه ”لا يستطيع التعليق عن ذلك“.
في حين أكد ضابط الاستخبارات الأمريكي بروس ريدل، أن إيران صعدت في الآونة الأخيرة، من دعم الحوثيين بالسلاح والمال، وإرسال خبراء وعناصر إيرانية وعراقية ولبنانية (من حزب الله) إلى اليمن، مستفيدة من توقف عملية الحديدة.
وعن عدد هذه القوات الإيرانية والعراقية واللبنانية، قال ”ريدل“ إنه لا يعرف كم حجمها تحديداً، لكنه أكد أن تدفق الإيرانيين يساعد الحوثيين كثيراً.
وأضاف:”هناك أعداد صغيرة من مستشاري حزب الله والحرس الثوري الإيراني كانوا في اليمن منذ عدة سنوات، وزاد عددهم في الآونة الأخيرة (..)، مضيفاً ”الحوثيون يعجبون بشدة بحزب الله وقد حاولوا استخدامه كنموذج لتطورهم الخاص”.
مهمة مستشاري «الحرس الثوري» في صعدة
على صلة قال خبير إيراني لـ”نيوزيمن”، إن إيران كانت أرسلت عناصرها من صعدة إلى الحديدة، مشيراً أن الإيرانيين متواجدون بشكل كبير في محافظة صعدة وعلى الحدود السعودية.
وقال الخبير الإيراني المهتم بشؤون الشرق الأوسط، رافضاً الكشف عن اسمه، إن “معركة الحديدة إيرانية خالصة”، لافتاً أن الحوثيين مجرد أدوات لتنفيذ أجندة طهران، المتمثلة بالسيطرة على باب المندب في البحر الأحمر.
وكانت مجلة “فورين بوليسي” الامريكية، أكدت ان هناك عدد متزايد من الدلائل التي تفيد بأن طهران باتت تعتقد الآن بأن مليشيا الحوثيين في اليمن لابد أن تكون وكيلها الإقليمي المفضل، للقيام بأعمالها القذرة وفي المواجهة المتصاعدة مع الولايات المتحدة وحلفائها.
ويشير الخبير الإيراني في حديثه لـ”نيوزيمن” عبر البريد الالكتروني، أن دعم بلاده للحوثيين هو جزء من استراتيجية تطويق طهران لشبه الجزيرة العربية التي تستخدم فيها الدعم السري للمجتمعات الشيعية المحرومة من حقوقها لبث التمرد الذي يمكن أن يحل محل الأنظمة السنية بالأنظمة الموالية لطهران.
وأكد أن مستشاري الحرس الثوري الإيراني المتمركزين في صعدة يشرفون على تصميم وصيانة وتنفيذ أنظمة الصواريخ الباليستية لألوية صواريخ الحوثي، كما يقومون بتدريس الاستهداف وقراءة الخريطة في برامج تدريب الحرس الثوري وحزب الله في صعدة.
وقال بروس ريدل، إن الأمم المتحدة تستغرق وقتاً طويلاً للغاية للتمكن من فرض وجود قوي لها على الأرض في الحديدة. وأكد أن هذا التأخير يقوض بالفعل الالتزامات التي تم التوصل إليها في السويد.
ويقول مايكل نايتس، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن استخدام إيران للحوثيين كان “خياراً ذكياً” لأن أي انتقام ربما يحدث داخل اليمن وليس إيران. وقال إن الهدف من ذلك هو استهداف السعوديين، لأن مهاجمة المصالح الأمريكية من شأنها أن تقود إلى ردة فعل قاسية جداً.
وبحسب “فورين بوليسي” فمن وجهة نظر إيران، لا ضرورة لحزب الله إلى حد كبير في الصراع الدائر ببطء مع واشنطن، ذلك لأن لديها بالفعل الحوثيين في اليمن، والمليشيات الشيعية في العراق دمى تحت تصرفها. ولن يلعب حزب الله دورا نشطا إلا إذا كانت هناك حرب شاملة بين الولايات المتحدة وإيران.
وقالت مجموعة واسعة من المحللين السياسيين اللبنانيين – بمن في ذلك العديد من المقربين من حزب الله والعديد من منتقديها – لمجلة “فورين بوليسي”، إنه “في حين أن حزب الله قدم لإيران مقاتلين ملتزمين أيديولوجيا، وأشداء في الحرب، إلا أن طهرن كانت حكيمة في إبقائه بعيداً عن صراعها، واستخدام الحوثيين والمليشيات العراقية.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن هجمات الطائرات من دون طيار على منشآت نفطية سعودية في مايو انطلقت من العراق وليس اليمن، بحسب ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”. وكانت مليشيا الحوثيين تبنت تلك الهجمات، لكن المخابرات الأمريكية قالت إن الهجمات شنت من جنوب العراق على الأرجح من قبل مليشيات مدعومة من إيران.
وقال بومبيو في واشنطن، خلال لقاء حول السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية نظمته صحيفة “ذا هيل” الأمريكية: “الحوثيون يواصلون رفض الامتثال للاتفاقيات التي وقعوا عليها في ستوكهولم، ويرفضون الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة (…) هذا لأن جمهورية إيران الإسلامية اختارت توجيههم للقيام بذلك”.
وبحسب صحيفة “ذا هيل”، تهدف إيران، إلى خنق الرياض على البوابات البحرية مثل باب المندب (…) وهذا ما يجعلنا ندرك بسهولة الأسباب التي تدفع إيران إلى دعم الحوثيين بشكل دؤوب، حيث تريد إيران الاحتفاظ بموطئ قدم قوي في اليمن، بإنشاء ذراعهم -الحوثيين- وتزويدهم بالصواريخ المدمرة تماماً كما تفعل مع حزب الله في لبنان.
واوضحت الصحيفة أن وجود وكيل إيراني خطر، مسلح بالصواريخ البالستية الإيرانية على عتبة السعودية سيشكل تهديداً لا يمكن للمملكة تحمله، وهو أمر يمكن مقارنته بالاتحاد السوفييتي عندما سيطر على المكسيك إبان الحرب الباردة. لكن المخاطر في اليمن تنطوي على أكثر من مجرد الأمن القومي للمملكة العربية السعودية أو السلام والاستقرار للشعب اليمني.
واعتبرت “ذا هيل” أن رفع التحالف بقيادة السعودية يده عن اليمن، من شأنه أن يقدم البلد لإيران على طبق من ذهب، ما يمكن طهران من توجيه ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي. وبالتالي، سيكون لدى إيران القدرة على عرقلة تدفق التجارة والنفط من مضيق هرمز وباب المندب، الذي تجرع مرارة القرصنة الصومالية لعقود من الزمن.
واشارت أن السماح للحرس الثوري الإيراني بالسيطرة على نقاط اختناق استراتيجية لسوق الطاقة العالمي، ليس خياراً هيناً للمجتمع الدولي. ولا ينبغي الاستخفاف بتهديدات إيران بعرقلة الممرات المائية الدولية.
ومع تزايد التوترات العسكرية بين الولايات المتحدة وايران واستخدام الاخيرة اذرعها لخوض الحرب نيابة عنها، توالت ردود الافعال من داخل الكونغرس ودقت ناقوس الخطر، ماجعلها تقدم مشروع قرار يتهم الحوثيين بزعزعة استقرار المنطقة واللعب لصالح ايران وارتكابهم ابشع الجرائم بحق الشعب اليمني.
وقدم نواب أمريكيون مشروع قرار في مجلسي النواب والشيوخ يدين حركة الحوثيين في اليمن بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والعنف ضد المدنيين وعلاقاتها مع إيران.
ويبرز مشروع القرار الذي قدمه السيناتور ويل هيرد، وتوم كوتون، ومايكل مكول، سلسلة من الأعمال الشنيعة التي ارتكبها الحوثيون ضد الشعب اليمني والصحفيين والمدنيين السعوديين والجيش الأمريكي وغيرهم.
واتهم النائب الأمريكي ويل هيرد، الكونغرس الأمريكي، بإرسال رسائل خاطئة لإيران تشجعها على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة باسم السلام في اليمن.
ودعا هيرد أعضاء الكونجرس لإدانة انتهاكات مليشيا الحوثي المستمرة لحقوق الإنسان في اليمن وإجبارهم على الالتزام بوقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وقال هيرد: “إن الأيديولوجية المتطرفة التي تتبناها جماعة الحوثي يتم تعليمها الأطفال في المدارس وتجبرهم على تبني شعارها البغيض الذي استلهمته من الثورة الإيرانية. كما إن مليشيا الحوثي تبني جيلاً يمنياً متطرفاً يشكل تهديداً طويل الأجل للمنطقة. كما استفادت إيران من معاناة الشعب اليمني بتحويل اليمن إلى دولة بالوكالة وملاذا للجماعات الإرهابية”.
واضاف ويل هيرد على مدونته الرسمية: “يجب على الولايات المتحدة إدراك الخطر الذي يهدد ملايين الأبرياء وأمن المنطقة والذي يشكله الحوثيون ومؤيدوهم في طهران”.
وأشار هيرد أن مشروع القرار يمثل خطوة أولى لإرسال رسالة واضحة إلى المنطقة مفادها أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تفاقم إيران أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
من جانبه قال السيناتور توم كوتون: “أغرق المتمردون الحوثيون اليمن في أتون حرب وحشية إرضاءً لملالي إيران”.
في السياق، قال السيناتور الجمهوري البارز مايكل مكول: “بدعم كامل من إيران، أطاح المتمردون الحوثيون قبل خمس سنوات بالحكومة الشرعية في اليمن، وبدأوا حرباً وحشية تسببت بأسوأ أزمة إنسانية استمرت حتى يومنا هذا”.
وأكد مكول أن الشعب اليمني، الذي تحمل هذه الحرب لفترة طويلة، بحاجة إلى الدعم والوقوف جانبه ضد فظائع مليشيا الحوثيين وتدخلات إيران في بلادهم.