كريتر نت / متابعات
أسقطت الحرب الدائرة في اليمن الأقنعة المصطنعة التي كانت تتغطى بها الأحزاب الدينية كذباً، وأظهرت واقعاً مغايراً عما كان يُرى في السابق.
ومن تلك الأحزاب في اليمن، حزب الإصلاح الإخواني، حيث تصدر واجهة مشهد الحرب منذ صيف 2015، غير أنه سرعان ما ظهر عارياً ودونما غطاء له هذه المرة وعلى حقيقته، وكان ولاؤه للمرشد وليس لليمن.
البداية
اعتمد التحالف العربي الذي يقود حرباً في اليمن لإسقاط سلطة الحوثي الانقلابية، منذُ بداية تدخله في مارس 2015، على حليفين: الجنوب المنتفض آنذاك والمستعد لقتال الحوثي، وشمالاً على حزب الإصلاح الإخواني متوقعاً أنه قد يحقق انتصاراً سريعاً وخاطفاً على الانقلابيين، غير أن الإصلاح كان هدفه الاستيلاء على المناصب ومصادرة قرار وصلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي، ونجح في ذلك بالفعل حيث تم الانقلاب على دولة رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح وتعيين أحمد بن دغر خلفاً له، وتصعيد الجنرال علي محسن الأحمر إلى منصب نائب للرئيس.
وقاد جبهات الشمال شخصيات إخوانية كتعز والجوف ومأرب وصنعاء، غير أن تقدماً على الرغم من الدعم الهائل من التحالف لم يتحقق على مدى أشهر، بينما كان الجنوب قد تحرر وكان يفترض أن تنطلق منه عملية تحرير الشمال.
واستمرت مسرحية التحرير الإخوانية من محافظة تعز وصولاً إلى الجوف ومأرب وصنعاء جارية لكن مع عدم وجود نتائج واضحة، لتتبدل رؤى المواطنين في الجنوب والشمال تجاه حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، الذي كان يؤمل منه تحرير الشمال قبل أن يخيب تلك الآمال.
ومع حلول يونيو صيف 2017، العام الذي شهد مقاطعة السعودية والإمارات لقطر تبددت آمال إخوان اليمن في الاستمرار بمسرحية تحرير الشمال، وسقط القناع الذي كانوا يتخفون وراءه، حيث انتقل غالبيتهم إلى الخارج لافتتاح مشاريع خاصة بهم من أموال استثمروها من الحرب، كما فاجأوا المواطن اليمني والمتابع للشأن اليمني ككل بالانقلاب على التحالف العربي خدمة لقطر، بعيداً عن ما كانوا يتغنون به وهو الانتماء لليمن فقط دون غيره.
بوق قطري
وتحول إخوان اليمن منذ ذلك التاريخ إلى بوق قطري يخدم مصالح نظام تميم بن حمد، الفتى المدلل لدى الإخوان، وكذا نظام الرئيس التركي اردوغان الحليف لقطر، وأنشأوا مئات المواقع الإخبارية وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، واقدموا على شراء صحافيين وسياسيين لمهاجمة التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتبدو الحقيقة التي لم يظهرها إخوان اليمن المدعومون من قطر أنهم كانوا منذُ اندلاع شرارة الحرب الأولى في البلاد يهدفون إلى بسط نفوذهم على الجنوب بعيداً عن تحرير الشمال وفقاً للأحداث التي جرت على المشهد منذُ العام 2015 وحتى اليوم، إذ بات الحوثي يحظى بنشرة أخبار يومية من فضائيات ومواقع وشخصيات إخوانية لإظهاره في موقف بطولي ولم يعد انقلابياً.
وباتت النشرات الإخبارية للإخوان تركز على كل شاردة وواردة في الجنوب المحرر، بحثاً عن إظهاره مفخخاً بالمليشيات للإساءة للتحالف والقوى الجنوبية المتحالفة معه، ولإعطاء من هم خارج اليمن نظرة سيئة عنه هي غير موجودة على أرض الواقع أصلاً.
وفي مقابل ذلك، عبرت الصحافية السعودية سكينة المشيخص عن سخريتها من اهتمام إخوان اليمن بالجنوب ومطاردة المطالبين بالاستقلال فيه، وقالت: مضحك أن قضية تحرير اليمن من الحوثيين أصبحت معركة التحالف وحده!
وتابعت: تغريدات المحسوبين على حزب الإصلاح تخلو كلياً من الحديث عن تحرير اليمن.. أصبح همهم الحديث عن انفصال الجنوب ومطاردة المؤيدين للانفصال!
وقدمت المشيخص نصيحة للإخوان قائلة، نصيحة: اجعلوا تحرير أرضكم في الشمال قضيتكم الأولى ومن ثم ناقشوا انفصال الجنوب.