كريتر نت / أرم نيوز
كشفت مصادر يمنية في العاصمة صنعاء، عن إقبال كبير من قيادات ميليشيا الحوثي وأنصاره للاستثمار في مجالات تجارية مختلفة لمضاعفة ثرواتهم وتحقيق مزيد من المكاسب المالية على الرغم من حالة الفقر المدقع الذي تعيشه العائلات اليمنية في العاصمة بفعل الإجراءات الحوثية التعجيزية كالضرائب والرسوم الحكومية.
وأفادت المصادر، بأن قيادات الحوثي باتت تنشط منذ فترة في مجالات المشاريع التجارية والاستثمارية، في وقت يخيم فيه شبح المجاعة على الكثير من المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات، علاوة على الأزمات المعيشية المتفاقمة مثل المشتقات النفطية والكهرباء والمياه وفرض الأتاوات والجبايات بمسميات مختلفة.
من الفقر إلى الثراء
وقال تاجر يدعى حلمي الخياط إن كثيرًا من أنصار وقيادات الحوثي وجدوا أن الاستثمارات التجارية أكثر فائدة من العمل في أرقى الوظائف وأكثرها دخلاً.
وأوضح أن تكديس الأموال عبر الجبايات والأتاوات ونهب المال العام والخاص، مرحلة تجاوزها الكثير من قيادات الحوثي، وبات الآن التوجه إلى الاستثمارات والتجارة والبناء وشراء الأراضي.
واستدل الخياط بتجربة 3 أفراد من زملاء الجامعة، وقال: ”هم ينتمون إلى أسر محدودة الدخل، وبعد دخول الحوثيين إلى صنعاء في العام 2014 تغيرت أوضاعهم المادية كثيرًا، حيث انخرطوا مع الحوثيين وباتوا يمتلكون فيلا أو عمارة وعددًا من المحال التجارية والاستثمارات، بالإضافة إلى الأراضي والسيارات الفارهة، التي لم يكونوا يحلمون بركوبها، ما بالك بامتلاكها“، على حد تعبيره.
وقال بائع ملابس متجول بشارع تعز في صنعاء: ”أي شخص عليه كرش ضخم ويقود سيارة فخمة حتمًا هو مشرف حوثي، فاليمنيون من غير الحوثيين أصبحت أجسادهم نحيلة ولا يقودون سيارات“.
وأضاف: ”لا أحد يستطيع مجاراة الحوثيين في شراء الأراضي والعقارات، فقد ارتفعت أسعارها بدرجة كبيرة بسببهم“.
استثمارات ومزايا
وبحسب تجار يمنيين، فإن استثمارات الحوثيين تتركز في الفنادق وشركات الصرافة والمولات التجارية والمستشفيات، إضافة إلى العقارات وقاعات الأفراح والمزارع، لسهولة إدارتها ومردودها المالي المرتفع.
ومنذ العام الأول لدخول الحوثيين صنعاء وانقلابهم على السلطة في 2014، بدأت تظهر في شوارع صنعاء مراكز تجارية كبيرة لبيع الملابس والمواد الغذائية، وأنشئت مدارس أهلية وجامعات خاصة، يمتلكها قيادات حوثية بارزة.
وأكد مسؤول سابق في مصلحة الواجبات الزكوية (غيرتها جماعة الحوثي لتحمل اسم هيئة الزكاة)، أن قيادات الميليشيات الحوثية لا تدفع أي زكاة عن استثماراتها أو ممتلكاتها التجارية، بحجة أن تلك القيادات تعمل لصالح الحوثيين ولا يتوجب عليها دفع الزكاة.
وأشار إلى أن اللجان الميدانية التابعة لمصلحة الوجبات الغذائية كانت تمنع دخول الكثير من المؤسسات التجارية الحوثية وتقابل بالشتم وأحيانًا بالاعتداء، وباتت معفاة من أي رسوم أو ضرائب أو زكاة.
حكاية ”أبو هارون“
في شارع الرابط بصنعاء، شيد قيادي حوثي يدعى ”أبو هارون“ ثلاثة مبانٍ في مواقع متقاربة، يضم كل مبنى خمسة أدوار خصصت لتكون شققًا سكنية.
”إرم نيوز“ التقت أحد جيرانه الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، حيث قال: ”أبو هارون لم يكمل الثانوية العامة، بالكاد يجد إيجار المنزل وحاجاته المعيشية، وكان يعمل حتى قبل دخول الحوثيين صنعاء في بيع القات بشارع الرقاص، لكن، مع دخول الحوثيين انخرط معهم ليتم تعيينه مشرفًا في شركة الغاز بصنعاء، لتتغير أوضاعه المادية بشكل كبير وتظهر عليه تدريجيًا علامات الثراء.
وأضاف المصدر أنه خلال العام الأول اشترى ”أبو هارون“ ثلاثة منازل في شارع الرابط، ليهدمها بعد ذلك ويشيد مكانها عمارات كبيرة.