كريتر نت / عدن / خاص
عقدت منظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات صباح اليوم الخميس 25 يوليو 2019م مؤتمرا صحفيا في قاعة قصر العرب بالمعلا – عدن لإشهار تقرير نزولها الميداني لتقصي الحقائق حول اقتحام المدينة القديمة من قبل مليشيا الحشد الشعبي التابع لحزب التجمع اليمني للإصلاح في تعز ، وما رصدته المنظمة من شهادات وإفادات وأدلة موثقة بالصوت والصورة عن جرائم مليشيا الحشد الشعبي بحق المدنيين في المدينة القديمة بتعز خلال الأحداث التي شهدتها المدينة في شهري مارس وأبريل 2019 م .
وشارك في المؤتمر الصحفي عدد من ممثلي وسائل الإعلام والشخصيات الإعلامية والأكاديمية والنخب الثقافية والاجتماعية والنشطاء وممثلي منظمات المجتمع المدني والمهتمين بقضايا حقوق الإنسان .
وقد قدمت في المؤتمر الصحفي 3 مداخلات رئيسية من :
1 – منظمة حق كجهة إصدار للتقرير ممثلة برئيس المنظمة الأستاذ خضر الميسري
2 – مداخلة للأستاذ منصور صالح حول التقرير
3- مداخلة للأستاذ محمد ناصر العولقي حول مؤشرات ودلالات تشكيل مليشيا الحشد الشعبي ومخاطرها على عملية بناء السلام في اليمن .
وتم عرض لافتات إيضاحية تضمنت صورا للضحايا وفيلم فيديو مواز لما أورده التقرير من جرائم ، واحتوى الفيديو على مشاهد تم توثيقها بالفيديو من قبل شهود عيان وصورا ودلائل بصرية فوتوغرافية عن تبعية ميليشيا الحشد الشعبي لحزب التجمع اليمني للإصلاح بتعز .
كما شارك بعض الحاضرين بمداخلات إضافية وقدم بعض آخر أسئلة رد عليها المتداخلون الرئيسيون في المؤتمر الصحفي بكل شفافية ووضوح .
وفي ختام المؤتمر الصحفي أكد المشاركون على مايلي :
1 – إن تخاذل السلطات الحكومية عن توضيح أسباب عدم اتخاذها خطوات ملموسة لإجراء تحقيقات وافية في الجرائم المرتكبة قد أثار بواعث قلق لدى عائلات الضحايا التي أعربت عن خشيتها من أن لا يخضع الجناة للمحاسبة ابداً فإن المساءلة عن جرائم بمقتضى القانون الدولي بما فيها الجرائم القائمة تكفل الردع الفعال لمن يحتمل أن يرتكبوا الانتهاكات في المستقبل وتشكل كذلك تدبيراً ضرورياً لضمان العدالة والحقيقة والإنصاف للضحايا وعائلاتهم .
2 – المطالبة باستدعاء كل من له صلة بارتكاب هذه الجرائم والتحقيق معهم وملاحقتهم قانونياً بما تنص عليه مواد القوانين الوطنية والدولية , وأن التنصل من ملاحقتهم سيجعل من المسؤول الأول في الدولة اليمنية عرضة للمساءلة .
3 – إن قائد اللواء ( 22 ميكا ) و قائد اللواء ( 17مشاه ) والقيادات الفاعلة في حزب التجمع اليمني للإصلاح بتعز مسؤولون مسؤولية جنائية دولية عن الجرائم المرتكبة من جانب قوات مسلحة نظامية ومليشيات مسلحة تخضع لإمرتهم وسيطرتهم الفعليتين , مارست أفعالاً جنائية بأوامر صريحة وموثقة صادرة عنهم وبصفتهم وبشخوصهم, وعدم ممارسة سيطرتهم على هذه القوات والمليشيات ممارسة سليمة .
4- يتحمل وزيرا الدفاع والداخلية المسئولية الجنائية القضائية , في حالة عدم اتخاذ التدابير اللازمة والمعقولة في حدود سلطتهما لعرض المسألة على الجهات المختصة للتحقيق والمقاضاة عن الجرائم المرتكبة ومنع تكرارها .
5- مساءلة ومحاسبة كل من قدم العون أو التحريض أو المساعدة باي شكل لتيسير ارتكاب هذه الجرائم بما في ذلك توفير وسائل ارتكابها .
صادر عن المشاركين في المؤتمر الصحفي لإشهار تقرير منظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات حول جرائم مليشيا الحشد الشعبي ضد المدنيين في تعز
عدن – 25 يوليو 2019 م
وفيما يلي نص التقرير :
*حزب الإصلاح ومليشيا الحشد الشعبي*
*مؤشرات ودلالات*
إن المواجهات الدامية بين الأطراف الموالية للشرعية في تعز والتي فجّرها مؤخرا حزب الإصلاح كشفت لأوّل مرّة عن وجود جسم مليشياوي سرّي تحت اسم الحشد الشعبي ، وهو عبارة عن ميليشيا مسلّحة تابعة لحزب الإصلاح ذراع تنظيم الإخوان المسلمين الدولي في اليمن .
نشبت المواجهات الأخيرة في شهري مارس وأبريل 2019 م وتم هجوم على المدينة القديمة وكتيبة أبو العباس التابعة للواء 35 ترابط في المدينة القديمة شنته قوات عسكرية من ألوية وتشكيلات أخرى في الجيش الموالي للشرعية في تعز تخضع بالولاء لحزب الإصلاح ، وكان المبرر المعلن هو البحث عن مطلوبين أمنيا من قبل حملة أمنية تم تشكيلها من قبل محافظ المحافظة الذي سرعان ما أصدر توجيهاته بوقف الحملة بعد أن انحرفت عن مهمتها واتجهت للهجوم على كتيبة أبو العباس ( غالبيتها من السلفيين ) وعلى منازل المدنيين الساكنين في المدينة وأحدثت أضرارا بالمواطنين ومنازلهم والمصالح العامة وخلفت ضحايا مدنيين لا شأن لهم بالمستهدفين بالحملة الأمنية غير أن مليشيا الحشد الشعبي لم تأبه لتوجيهات المحافظ وتمردت عليه واستمرت في أعمالها الوحشية وجرائمها ضد السكان المدنيين في المدينة وتصاعدت مطالبتها بطرد كتائب أبي العباس مما يدل على أن السبب الرئيس لهذه المواجهات التي فجرها حزب الإصلاح هو التخلص من وجود كتائب أبي العباس في المدينة القديمة بتعز وإرهاب المواطنين .
في فترات متقطعة من قبل كانت المواجهات ما تبرح تتكرر بين الطرفين ( حزب الإصلاح والسلفيين ) في تعز رغم أنهما شركاء في الحرب التي تخوضها الحكومة الشرعية ضد المتمردين الحوثيين ويقاتلان في إطار منظومة الجيش الوطني ويعتبران ضمن قوام وحداته وأفراده غير أن ثمة اختلافا أيدلوجيا بينهما جعل حزب الإصلاح الذي يستحوذ على معظم مواقع القيادة والقوة العددية في كل الألوية والتشكيلات العسكرية والأمنية الموالية للشرعية في تعز ماعدى قيادة اللواء 35 يصر على التخلص من وجود هذا اللواء في تعز وعلى الأخص كتيبة أبي العباس الذي ينتمي غالبية أفرادها الى التيار السلفي ، وهي كتيبة تكونت نواتها من شباب كانوا في دماج بصعدة ، وشهدوا الحرب التي دارت بين الحوثيين والسلفيين هناك قبل نجاح الإنقلابيين الحوثيين في إسقاط صنعاء عام 2014 م ، وشاركوا فيها وتعرضوا للتهجير من دماج ثم عندما دخل الحوثيون صنعاء وأعلنوا انقلابهم على شرعية الرئيس هادي وهاجمت مليشياتهم تعز واحتلوها بمساعدة الألوية العسكرية التابعة للرئيس السابق صالح تداعى أبناء تعز لمواجهة الانقلاب الحوثي وتحرير تعز من المليشيات الحوثية وكان من تداعى أولئك المجموعة من الشباب السلفيين بقيادة الشيخ أبي العباس ، وكان لهذه الكتيبة دور كبير في تحرير مناطق كثيرة في مدينة تعز من قبضة مليشيات الحوثيين الانقلابية ، وتم دمج الكتيبة في قوام اللواء 35 مدرع التابع لجيش الحكومة الشرعية .
*مليشيا الحشد الشعبي*
تشكلّت مليشيا الحشد الشعبي في تعز كنسخة طائفية سنية على غرار قوات الحشد الشعبي في العراق ذات الطابع المذهبي الشيعي والعقيدة القتالية والسياسية الإيرانية ، وقد قام بتشكيلها حزب الإصلاح ممثلا بالقيادات العسكرية والأمنية المنتمية له في تعز ، وهي قيادات كان أغلبها مدنيا قبل اندلاع الحرب في 2015م ، وتم تعيينهم ومنحهم رتبا عسكرية كبيرة عند إعادة حكومة الشرعية تشكيل الجيش الوطني بعد تمرد معظم جيشها السابق عليها وانحيازه الى جانب الانقلاب الحوثي .
تم تشكيل مليشيا الحشد الشعبي في تعز بصورة سرية ، ولم يعرف بها أحد خارج دائرة قيادات حزبية معينة من حزب الإصلاح الى أن نشبت المواجهات الدامية الأخيرة في تعز بين القوات العسكرية التابعة للحكومة الشرعية ، وزج حزب الإصلاح بهذه المليشيات لتنفيذ عمليات محاصرة واقتحام المدينة القديمة بتعز تحت مبرر حملة أمنية للقبض على مطلوبين أمنيا ، وكان قد سبق ذلك أن تداولت وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح ومنها ” قناة يمن شباب ” الفضائية خبرا عن تخرج الدفعة الثانية للحشد الشعبي لدعم الجيش الوطني في 10 مارس 2019م ، ولكن لم تلتفت إليه الأنظار كون الخبر تناول هذه القوات على أنها ضمن أفراد اللواء 22 ميكا ، وبعد اندلاع الاشتباكات في المدينة القديمة في النصف الثاني من مارس تناقلت المواقع الألكترونية ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أخبار مشاركة مليشيات الحشد الشعبي في القتال بشكل رئيس ومسؤليتها عن عمليات تنكيل وضرب عشوائي واقتحامات للمنازل وقتل وجرح مدنيين في المدينة وتهديم منازلهم ومحلاتهم والإضرار بمباني عامة وممارسة جرائم ترقى الى الوصف بأنها جرائم حرب وانتهاك القانون الدولي الإنساني ، وبدأ المجتمع المحلي والرأي العام والقوى المدنية والسياسية يشعرون بخطورة وجود هذه المليشيا الحزبية الإخوانية محليا ووطنيا وإقليميا .
*التأسيس*
يمكن القول بأن بداية تشكيل مليشيا الحشد الشعبي في تعز فعليا كمليشيا سرية تابعة لحزب الإصلاح كانت في أكتوبر 2018م ، وذلك اعتمادا على ما يلي :
1- إن الإعلان عن تخرج الدفعة الثانية للحشد الشعبي يدل على أن هناك دفعة أولى قد تخرجت من الحشد الشعبي ولم يعلن عنها ولم يعرف بوجودها أحد خارج إطار المنظمين والمشاركين فيها وتمت بشكل سري تماما زمانا ومكانا وعددا .
2 – إن صورة شعار الحفل الختامي لتخرج الدفعة الثانية للحشد الشعبي المنشورة مع خبر الحفل في 10 مارس 2019م تحدد فترة تدريب أفراد الدفعة وإعدادهم – مدة الدورة التدريبية – من ( 25 يناير – 10 مارس 2019 م ) أي 45 يوما .
3 – قياسا الى مدة الدورة التدريبية وضرورة وجود فترة تحضير تسبق إقامتها لا تقل عن شهر لاختيار المشاركين وتسجيلهم وتجهيز مكان التدريب ووسائل التدريب وغير ذلك من ضروريات الإعداد والتحضير للدورة فمن المرجح أن بدء التحضير العملي للدورة الأولى كان في شهر أكتوبر ثم بدأت الدورة في شهر نوفمبر وتخرجت الدفعة الأولى في شهر ديسمبر أعقبها فترة تحضير للدورة الثانية التي بدأت – بحسب لافتة حفل اختتامها – في شهر يناير واستمرت 45 يوما كما بيّن ذلك صورة شعار الحفل الختامي لتخرج الدفعة الثانية للحشد الشعبي .
ومن هنا فمن المرجح أن تأسيس مليشيا الحشد الشعبي في تعز قد تم وبطريقة سرية في أكتوبر 2018 م
وعلى الرغم من إصدار حزب الإصلاح في تعز بلاغا في 26 مارس 2019 م يتبرأ فيه من أي علاقة له بمليشيا الحشد الشعبي بل وينكر وينفي بشكل قطعي وجود هذه المليشيا ويعتبر مليشيا الحشد الشعبي اسما مختلقا من خيال مريض إلا أن هذا النفي لم ينل القبول وزاد من وثوقية علاقة حزب الإصلاح بمليشيا الحشد الشعبي لدى المجتمع المحلي في تعز والرأي العام وأن حزب الإصلاح الذي ظهر قادته العسكريون في الإعلام المرئي والمقروء وهم يحتفلون بتخرج الدفعة الثانية من الحشد الشعبي يحاول من خلال النفي أن ينأى بنفسه عن المسؤولية بعد أن تورطت هذه المليشيا بممارسة جرائم وأعمال انتقامية ووحشية ضد السكان المدنيين في المدينة القديمة وتمردت على توجيهات محافظ تعز بوقف إطلاق النار ووقف الحملة الأمنية التي كانت مشاركة مليشيا الحشد الشعبي فيها غير قانونية وغير شرعية أصلا ، وفي هذا الإطار فقد خرج المجتمع المحلي في تعز بمظاهرة دعا إليها التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في 6 أبريل 2019 م ضد جرائم مليشيا الحشد الشعبي وكان من ضمن ما جاء في البيان الصادر عنها : ” إقالة ومحاسبة كل القيادات العسكرية التي سمحت بتحويل المؤسسة العسكرية ومراكز التدريب فيها الى ساحات لتدريب وتخريج دفع ما يسمى بالحشد الشعبي ” ، كما نظم المؤتمر الشعبي العام في تعز مظاهرة أخرى يوم السبت 13 أبريل 2019م ، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستكمال تحرير المحافظة من المليشيات الحوثية الإيرانية، وبناء وتفعيل المؤسسات، وإنهاء الاختلالات الحاصلة في المؤسستين الأمنية والعسكرية الشرعية، وشعارات تؤكد رفضهم لحملات الانتقام التي شنتها مليشيات الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح ضد سكان المدينة القديمة، وطالبوا بمحاسبة جميع المتورطين في الانتهاكات بحق المدنيين ، كما أصدر الحزب الإشتراكي وحزب البعث في تعز بيانين في 24 ، 26 مارس أكدوا فيها على إلغاء أي تشكيلات مسلحة لا تقبل الاندماج بالمؤسسة العسكرية، واعتبار وجودها جريمة جنائية تضع قيادة تلك الجماعات والمنتسبين إليها تحت طائلة المساءلة القانونية والعقاب ، واتهموا أطرافاً حزبية في الشرعية بحرف الحملة الأمنية في تعز عن مسارها، والذهاب بها إلى غايات حزبية خاصة ، في إشارة واضحة ما يقوم به حزب الإصلاح ومليشيا الحشد الشعبي التابعة له ، وفضلا عن ذلك فقد رصدت منظمة حق كما كبيرا من الأخبار والتقارير والتغريدات في وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي التي تنسب مليشيا الحشد الشعبي الى حزب الإصلاح الذراع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي.
*قوام مليشيا الحشد الشعبي*
ماتزال المعلومات عن قوام مليشيا الحشد الشعبي في تعز شحيحة بسبب الطبيعة السرية لتشكيلها، وكونها برنامجا لم يكتمل ولم يتم الانتهاء من إنجازه ، ووفقاً للمعلومات المتداولة فإن المسؤول العسكري في حزب الإصلاح عبده فرحان سالم، الشهير بـ”سالم”، والذي يشغل منصب مستشار قائد المحور في تعز هو المسؤول الأول عن مليشيا الحشد الشعبي ، ويساعده في ذلك ضياء الحق الأهدل السامعي .
ويتم استقطاب أفراد مليشيا الحشد الشعبي بشروط حزبية مع تركيز خاص على أبناء المقربين من قيادات حزب الإصلاح ، وبتزكيات قيادات الحزب في المناطق، والعدد الافتراضي في هذا البرنامج السري المليشياوي يزيد عن 5000 فرد من أعضاء حزب الإصلاح ، قد تخرج منهم 2500 فرد (دفعتان في اللواء 17 مشاة، ودفعتان باللواء 22 ميكا، دفعتان في اللواء الرابع مشاة جبلي، ودفعة في اللواء 170 دفاع جوي) .
ويتم في كل معسكر تدريب 200 فرد ومن هذه المعسكرات ( المجمع القضائي في جبل جرة، ومدرسة أبوبكر الصديق، ومعهد المعلمين، ومقر الشرطة العرضي، والمعسكر التدريبي يفرس ) وهي معسكرات يسيطر عليها قادة من حزب الإصلاح بما يعني أن كل دفعة من الدفعتين اللتين تخرج منها متدربون يبلغ عددها 1500 متخرجا، ثم يتم توزيعها على شكل كتائب وسرايا، ويبلغ قوام السرية الواحدة 60 فرداً،
وبحسب المعلومات التي رصدتها منظمة حق فقد تركزت التدريبات على تأهيل المتدربين على المهارات الأمنية على حساب المهارات العسكرية، حيث تم تدريب المشاركين في هذه الدورات على الحركة النظامية والاقتحامات وحرب الشوارع، واقتحام المنازل ومداهمتها وفنون ومهارات الزحف، ومهمة اقتحام وحماية المنشآت، وهو ما يشير الى أن مليشيا الحشد الشعبي ستكون مهمتها السيطرة لصالح حزب الإصلاح على المناطق المحررة من قوات الحوثيين وليس خوض القتال ضد الحوثيين لصالح الشرعية وإفشال الإنقلاب الحوثي ، ويدل على هذه المهمة لمليشيا الحشد الشعبي أن المتدربين يخضعون لمحاضرات مكثفة ، ضمن برنامج غسيل للأدمغة، اقتصرت على محاضرات تحريضية ضد الأحزاب، ومنها الاشتراكي والناصري، وضد المؤتمر والسلفيين، وبخاصة جماعة أبي العباس والعلمانيين كما يصفون شباب التغيير ، والحراك الجنوبي كما يتم بث الأناشيد الجهادية الخاصة بالجماعات الدينية المتطرفة، والأناشيد الحماسية لحركات المقاومة المسلحة، مثل حماس وغيرها، وإهمال الأناشيد والأغاني الوطنية خلال مدة التدريب .
وفي ختام كل دورة يتم توزيع عناصر الدفعة على معسكرات الجيش التي يتبع قادتها حزب الإصلاح، واختيار 3 الى 4 أفراد من المتدربين الأكثر إخلاصاً وولاءً لحزب الإصلاح ، ومنحهم أرقاما عسكرية بدلاً عن أفراد في الجيش الرسمي ممن سحبت أرقامهم العسكرية وذلك تشجيعا للمتدربين على إبداء ولائهم وإخلاصهم الحزبي ، وإقناعهم بمشروعية “الحشد الشعبي” وارتباطه بالجيش الوطني.
*مؤشرات ودلالات*
من خلال المعلومات التي توفرت لدى منظمة حق عبر نزول فريقها الميداني الى المدينة القديمة بتعز ولقاءاتها بالضحايا والمتضررين والنازحين بسبب الصراع وما رصدته المنظمة من الأخبار والتحليلات وردود الأفعال والمواقف المجتمعية والسياسية والوطنية على ظهور مليشيا الحشد الشعبي وممارساتها فإن منظمة حق ترى ما يلي :
1 – إن ظهور مليشيا الحشد الشعبي في أتون الصراع في اليمن يشكل إضافة جديدة الى قائمة التشكيلات المسلحة المنفلتة والمنشأة خارج القانون ، وغير الخاضعة للحكومة مما يزيد من تعقيدات الحرب ويفتح بابا جديدا للصراع البيني الذي يضاعف من المعاناة الإنسانية لليمنيين بما يخلفه هذا الصراع من ضحايا مدنيين وأضرار في الممتلكات الخاصة والعامة ودمار لما تبقى من البنية الأساسية للدولة .
2 – إن ولاء مليشيا الحشد الشعبي لحزب سياسي هو حزب الإصلاح، وطبيعة بنيتها الأيدلوجية وأجندتها السياسية التابعة لحزب الإصلاح يشكل خطرا على النسيج الاجتماعي المحلي، والحياة المدنية، والعملية الديمقراطية في اليمن ، ويعزز من هيمنة مكون حزبي على المجتمع بالقوة والمغالبة، واختطاف مهام السلطة واحتكار مسؤلياتها وقرارها وتسخير ذلك لصالح الحزب وأجندته الحزبية والسياسية والأيدلوجية مما يشجع في المستقبل على تكرار التمرد والتجربة الانقلابية على الدولة ومؤسساتها الشرعية التي تمت في 21 سبتمبر 2014 م وما يؤكد هذا الاعتقاد هو التماثل والتشابه بين نشأة مليشيا الحوثي الانقلابية ونشأة مليشيا الحشد الشعبي وطابعهما الإيدلوجي والطائفي والحزبي .
3 – إن تعاظم تمكّن هذه المليشيات الأيدلوجية وذات الأجندة السياسية الحزبية في البلد لا يشكل خطرا على اليمن وحسب بل تمتد خطورته على بلدان المنطقة بشكل عام بسبب الامتداد الحزبي والسياسي لمليشيا الحشد الشعبي الإخوانية ضمن تنظيم خارجي ( الإخوان المسلمين ) الأمر الذي يمكن أن يجعل من اليمن بؤرة قلق وخطر على استقرار المنطقة لما لهذا التنظيم من علاقة بالجماعات الإرهابية التي ستجد حليف يحتضنها ويأويها ويدعمها ويدربها ويسلحها ويؤمن بها نقطة انطلاق للتخريب وممارسة الأعمال الإرهابية في الدول المجاورة .
4 – إن مليشيا الحشد الشعبي في اليمن لن تتوانى في المستقبل عن مد نشاطها الى خارج اليمن لتهديد دول المنطقة وابتزازها ، وقد رصدت منظمة حق تغريدة للمدعو سام الغباري أحد نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي التابعين لحزب الإصلاح يهدد فيها دولة الكويت باستعمال مليشيا الحشد الشعبي لغزو الكويت إذا قامت بدعم مطالب الجنوبيين ، وهذا مؤشر خطير يشير الى مدى الشعور بالقوة والاستعلاء لدى الإخوان المسلمين بإنهم أصبحوا يمتلكون قوة عسكرية حزبية قادرة على احتلال دول قائمة رغم أن هذه القوة ( مليشيا الحشد) ماتزال في طور التشكيل.
5 – إن الشعارات التي يرددها مؤسسو مليشيا الحشد الشعبي في اليمن بأنها قوة داعمة للجيش الوطني تقاتل لإفشال التمرد الحوثي وإعادة الشرعية هي شعارات كاذبة وخادعة حيث أن طبيعة إعدادها ليست عسكرية بل أمنية وأثبت الواقع أن مهمتها هي تصفية كل من يقف أمام سيطرة وهيمنة حزب الإصلاح في المناطق المحررة بل أن بعض الأخبار تشير الى تعاون وتنسيق بين مليشيا الحشد والحوثيين وأن اختيار اسم الحشد الشعبي على غرار الحشد الشعبي الشيعي في العراق هو رسالة لمليشيا الحوثي لتطمينهم بأنهم ليسوا المستهدفين من تشكيل الحشد الشعبي في اليمن.
*جرائم الحشد الشعبي في المدينة القديمة*
*المدينة القديمة ( تعز )*
المدينة القديمة تتبع مديريه القاهرة إحدى مديريات محافظة تعز وتعتبر من مدن التراث الإسلامي ( المدينة القديمة – جبلة -زبيد – تريم) ويتجاوز عدد سكانها 120 ألف نسمه ترجع أصولهم إلى أغلب المحافظات اليمنية ( كانت عاصمة المملكة المتوكلية ) يعود تاريخ المدينة القديمة الى القرن السادس الهجري منذ أن بنى عبدالله محمد الصليحي (سلطان الدولة الصليحيه ) قلعة القاهرة ( تقع في السفح الشمالي لجبل صبر وتطل على المدينة القديمة ) التي تعتبر النواة الأولى للمدينة القديمة , حيث ورد اسم مدينة تعز القديمة في كتابات ( ابن بطوطه ) حيث وصفها بأجمل المدن , ولقد كانت المدينة عاصمة الدولة الرسولية وتميزت المدينة القديمة في العهد الرسولي بالازدهار العلمي والأدبي وبناء المساجد والقباب والقلاع والمآذن العملاقة والمدارس ومن جوامعها جامع الأشرفية وجامع المظفر ومن مدارسها المدرسة الأشرفية والمدرسة المظفريه جميعها تحتوي على فن معماري متميز وأشكال هندسية رائعة , يحيط بالمدينة القديمة تسعه أبواب ( باب القلعة باب موسى الباب الكبير باب النصر وباب الشهابية وباب المداجر وباب وادي المدام وباب سائلة عبدالكريم وباب المخلولة ) اندثرت جميع هذه الأبواب ( نتيجة التداخل العمراني الحديث وعدم المحافظة على التراث القديم ) ماعدا بابين (باب موسى والباب الكبير ) مازال رونقهما القديم حتى الآن وما زالا محافظين على تراثهما الإسلامي .
ومن أشهر أسواق المدينة القديمة سوق الشنيني هو أحد أقدم الأسواق الشعبية التاريخية في محافظه تعز ويعد أحد عوامل الجذب السياحي حيث يحتوي على المنسوجات والأقمشة والمجوهرات الفضية والجنابي والخناجر والسيوف والأواني الفخارية والحبوب والبهارات والعطور وأدوات الحراثة التقليدية .
*الاعتداءات المسلحة واقتحام المدينة القديمة*
*مارس – أبريل 2019م*
*خارج إطار القضاء والقانون*
إن المعايير الدولية لحقوق الإنسان , تعد المرجعية الرئيسية ولها أولوية على المعايير المحلية , كما ترسي إلتزامات قانونية للحكومات , مع توفير الأساس لمطالبة السلطات الحكومية على حماية واحترام حقوق الإنسان .
عملت منظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات على توثيق ومتابعة الأحداث من خلال الاعتداءات المسلحة على المدينة القديمة منذ اقتحامها في مارس 2019م من قبل مليشيات الحشد الشعبي التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح بتعز وتداعياتها في حين أكملت إجراءات النزول الميداني لتقصي الحقائق من خلال مقابلة المصابين والاحتفاظ بالسجلات الطبية للضحايا القتلى والجرحى واللقاء بذوي الضحايا والشهود والنزول الى أماكن وقوع الجرائم وجمع المعلومات والتحقق منها وفقاً للأحداث في النطاق الجغرافي لها في ظل ظروف أمنية صعبة , وفي مطلع شهر مايو 2019م عاود فريق عمل منظمة حق مزاولة عمله الميداني بعد أن اتجهت الأحداث في أواخر شهر إبريل 2019م باتجاه التصعيد في ظل غياب واضح للسلطات الحكومية , وفي سياق المسح الميداني المتكامل بصورة واقعية وبمهنية لملامسة الحقائق والوقوف أمام التفاصيل المتعلقة بالجرائم المرتكبة وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان , فقد تعمدت التشكيلات العسكرية من اللواء 22 ميكا واللواء 17 مشاه التابعة للجيش الوطني المعتدية وبالمخالفة للقانون الدولي الإنساني استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في قصفها على مساكن وأحياء المدينة القديمة المأهولة بالسكان المدنيين بعشوائية وبطريقة عابثة مع علمها المسبق بأن هذه الهجمات ستسفر عن خسائر في الأرواح وإصابات بين المدنيين وستلحق تدميراً في الممتلكات وستسبب في الطرد القسري للأهالي وإلحاق الأذى النفسي عند صغار السن من الأطفال مرحلياً وعلى المدى البعيد , في حين تمادت مليشيا الحشد الشعبي المعتدية على ارتكاب المزيد من الأفعال الجنائية ضد المدنيين بأساليب مختلفة ومتنوعة خارج نطاق القانون واستمرارها على هذا النهج العدائي فترة اقتحامها للمدينة في شهري مارس – ابريل 2019م
كما أن ادعاءات القائمين على الحملة الأمنية في البحث عن مطلوبين أمنياً لا يمكن أن يبرر أبداً أستخدام الهجمات المسلحة العشوائية غير المتناسبة في القوة على مساكن المدنيين والسماح لميلشيات مسلحة تعمل خارج القانون بتنفيذ أعمال عدائية في إطار مهام الحملة الأمنية بمخالفة صريحة للإجراءات القانونية والقضائية ولا تتسق وطبيعة عمل ومهام الحملة الأمنية كقوة نظامية محددة العدد والعتاد مكلفة رسمياً بإنفاذ القوانين في نطاق محدد للمكان والزمان فإن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين من خلال الوقائع التي رصدتها منظمة حق في نزولها الميداني الذي نفذته في المدينة القديمة بتعز تعد جرائم جسيمة بمقتضى القانون الدولي وهي الجرائم المتمثلة في جرائم القتل العمد عبر استهداف مساكن الأهالي بالأسلحة الثقيلة وجرائم القنص ومنع إسعاف المصابين للمستشفيات والتهجير القسري ومداهمة منازل المدنيين بقوة السلاح وجرائم الإعدامات والاعتقالات التعسفية ,التي تعرض لها المدنيين الساكنين أحياء المدينة القديمة في الاعتدائين المسلحين في شهري مارس – ابريل 2019م, والتي أصرت على ارتكابها مليشيا الحشد الشعبي والقوات العسكرية الداعمة لها وقابلها صمت وتقاعس من قبل السلطات الحكومية عن القيام بمسؤولياتها الاخلاقية والقانونية منذ اللحظات الاولى على ارتكاب تلك الجرائم التي أوقعت العشرات من المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح ولم تشرع في فتح باب التحقيقات بشأنها حتى اللحظة وإخضاع مرتكبيها للمساءلة الجنائية وعدالة القضاء .
*حصار واقتحام المدينة*
*مارس 2019م*
تزامناً مع الإعلان عن انطلاق الحملة الأمنية التي أثار جدلاً واسعاً حول أهدافها الحقيقية , اتخذت مليشيات الحشد الشعبي المسنودة من القوات العسكرية للواء 22 ميكا النظامية إجراءاتها الميدانية منذ صباح يوم 18 مارس 2019م بحشد عناصرها المسلحين الذين يرتدون لباساً مدنياً حول المداخل الرئيسية للمدينة القديمة , مجموعة من عناصر مليشيا الحشد اتخذت من شارع العواضي موقعاً لها والقريب من ( باب موسى ) وهناك تجمعات في شارع ( التحرير الأعلى ) المحاذي ( للباب الكبير ) وكذلك تجمعات اتخذت من مداخل ( جولة وادي المدام ) وممراتها الفرعية ومن العناصر المسلحة للحشد الشعبي قامت بمزاولة الدوريات المسيرة حول المدينة القديمة حيث امتد حشودها وتمركزها على امتداد المرتفعات المطلة على المدينة من الجهة الجنوبية مباشرةَ لتصبح أحياء المدينة مكشوفة أمامها وتبعد عنها بمسافة 300 متر تقريباً واتخذت من قلعة القاهرة مرتكزاً رئيسياً لعمليات القصف بمختلف الأسلحة وأعمال القنص الموجهة باتجاه أحياء المدينة المكتظة بالسكان المدنيين ومن المشاهدات الميدانية التي تلقتها المنظمة فقد قُدرت أعداد التجمعات من 30 إلى 40 عنصراً مسلحاً لكل تجمع على حدة وبعد الانتهاء من إجراءات إحكام الحصار على كامل المدينة باشرت بإجراءات المراقبة والتفتيش على مداخل المدينة كما ظلت المدينة طيلة سبعة أيام متعاقبة ( فترة الحصار الذي فرضته عليها المليشيات ) تعاني أوضاعاً سيئة وحياة مشلولة بعدما أوصدت المحلات التجارية أبوابها وتعطلت فيها الحركة الطبيعية وغابت عن شوارعها وسائل النقل والمواصلات وتعرض سكانها من الأهالي لوسائل متعددة من الضغوط والترويع مارستها عليهم مليشيات الحشد الشعبي التي كثفت من تواجدها ومضاعفة التضيق على مداخل ومخارج المدينة من كافة أبوابها الرئيسية ومخارج أزقتها وشوارعها الفرعية , واستمرت تلك الأوضاع أثناء الحصار وما بعد دخول مليشيات الحشد الشعبي إلى الأحياء السكنية للمدينة والإنتشار فيها مسنودة بقوات عسكرية تتبع اللواء 22 ميكا , لتبدأ أعمال الصدام المسلح في الأحياء السكنية مع قوات عسكرية نظامية أخرى من كتائب ابو العباس تتبع اللواء 35 مدرع المتواجدة في المدينة إلى جانب عمليات القصف من خارج المدينة بكثافة وبعشوائية قاسية دون أن تكون تلك الهجمات محددة الأهداف حولت حياة المدنيين إلى جحيم مستعر , ويستمر الصدام المسلح بين طرفي الصراع في النطاق الجغرافي للمدينة القديمة وعشوائية القصف على مساكن المدنيين مع ارتفاع وتيرة الخوف والهلع والإرباك لدى سكان المدينة بمختلف فئاتهم العمرية تعرض العديد منهم للإصابات المضاعفة وجرائم القتل في معظمها ناتجة عن أعمال القنص , ومن المخالفات المرتكبة التي تعرض لها المدنيين منع إسعاف المصابين للمستشفيات بعد إحكام الطرقات الرئيسية ومخارج المدينة بل تمت ملاحقة بعض المصابين خارج المدينة لمنعهم من الوصول للمراكز الطبية والمستشفيات, ممارسات خطيرة ارتكبت بحق المدنيين خلال فترة أيام الحصار واقتحام المدينة بدءً من تاريخ 18 مارس إلى تاريخ 24 مارس 2019م نفذتها مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من قبل قوات اللواء 22 ميكا.
ومن الشواهد لتلك الممارسات تعرض الطفلين الشقيقين ( إبراهيم 9 سنوات وعبدالرحمن 14 سنة ) للإصابة المباشرة من شظايا قذائف سلاح ( ار بي جي ) جراء القصف العشوائي على الأحياء السكنية بمنطقة ( وادي المدام ) في تاريخ 23 مارس 2019م حيث كانت مصادر النيران من موقع تمركز عناصر الحشد الشعبي في حي ( العقبة ) يبعد بمسافة 300 متر تقريباً عن منزل الضحيتين المستهدف من القصف والواقع في إحدى حارات منطقة ( وادي المدام ) إحدى الاصابات كانت بليغه والأخرى متوسطة في منطقتي اليد والرجل وقد باشر والدهما بإسعافهما إلى إحدى الحوانيت التي استخدمت كعيادة إسعاف اولية وكان وصولهم إليها بصعوبة بالغة ونظراً لإصابة الطفل إبراهيم التي وصفت بالخطيرة اضطر والده على اجتياز المخاطر وتجاوز حواجز المنع المفروض على المدينة المنكوبة وإسعافه إلى مستشفى الثورة في اليوم الثاني على إصابته وقد تم إخراج الطفل المصاب من المدينة بطريقة مموهة عبر الحواري والأزقه تجنباً لأعمال القنص الموجهة باتجاه المارة وكل ما يتحرك على الأرض وتجنباً للسير باتجاه أبواب المدينة الرئيسية ومخارجها المحاصرة والموصدة أمام عمليات إسعاف المصابين وكان طريق وصول الطفل المصاب إلى مستشفى الثورة محفوفاً بالمخاطر حيث أجريت له الإسعافات الطبية اللازمة وبعدها تم نقله مباشرة الى مدينة عدن لإكمال علاجه هناك .
ومن المشاهد الأخرى للانتهاكات وجرائم القتل التي طالت الأهالي , جرائم أعمال القنص التي نفذتها عناصر الحشد الشعبي من خلال قناصة محترفين بعد أن اعتلت أسطح المباني الخاصة والعامة ومنها مبنى محكمة الاستئناف ومبنى مدرسة ثانوية تعز الكبرى وعدد من المنازل الواقعة في شارع العواضي وباشرت بارتكاب جرائمها التي أودت بحياة العديد من المارة على الطرقات وما بين الشوارع الفرعية وأزقة الحارات , تصويبات دقيقة ومباشرة في أماكن قاتلة من جسم الضحية في مناطق القلب والرقبة والصدر تفضي إلى قتل الضحية في الحال , ومن الشواهد لتلك الجرائم المتعمدة تلك الجريمة التي أودت بحياة ثلاثة من الضحايا خلال دقائق معدودة في منطقة ( وادي المدام ) بتاريخ 21 / 3 / 2019م عند الساعة الثانية عشر ظهراً عند خروج الضحية / هشام عبدالناصر ( 21 سنة ) من منزله وبعد عدة خطوات لا تتجاوز أربعة أمتار تعرض لعملية قنص بطلقة نارية مباشرةَ في منطقة القلب وبعد لحظات خرج شقيقه الأكبر رشدي ( 29 سنة ) لإسعافه لكنه تلقى طلقتين مباشرةَ في منطقة القلب وجارهما الضحية / يحيى الصنعاني ( 33 سنة ) بعد مشاهدته سقوط الشقيق الأكبر حاول القيام بعملية الإسعاف ليلقى حتفه بطلقة نارية في منطقة الرقبة أودت بحياته في الحال , ثلاث جرائم قتل عمد خلال لحظات حيث كانت مصادر النيران من موقع مبنى مدرسة ثانوية تعز الكبرى التي تبعد عن مكان سقوط الضحايا الثلاثة بمسافة 350 متر تقريباً التي يتمركز فيها عدد من القناصة من عناصر الحشد الشعبي .
*الإعدام خارج نطاق القانون*
*تقصي حالات الإعدام التعسفي*
تتضمن مبادئ الأمم المتحدة للمنع والتقصي الفعالين لعمليات الإعدام خارج نطاق القانون والإعدام التعسفي والإعدام دون محاكمة توجيهاً هاماً للدول وللعاملين في مجال حماية حقوق الإنسان.
وترد المبادئ تحت ثلاثة عناوين وهي :
المنع , والتقصي , والإجراءات القانونية .
وعملاً بالمبدأ (1) تحظر الحكومات بموجب القانون جميع عمليات الإعدام خارج نطاق القانون والإعدام التعسفي , وتكفل اعتبار هذه العمليات جرائم بموجب قوانينها الجنائية , يعاقب عليها بعقوبات مناسبة تراعي خطورتها , وتعيد المبادئ تأكيد واجب الحكومة في تقصي جميع حالات الإعدام التعسفي والإعدام خارج نطاق القانون.
نحنُ أمام تفاصيل جريمة إعدام خارج نطاق القانون ارتُكبت بحق الضحية / نجيب ناجي الحنش من أبناء المدينة القديمة يسكن حارة السواني العمر 40 سنة متزوج وله ثلاثة أبناء ( ولدان وبنت ) ووفقاً لما تضمنته إفادة الشهود للمراحل الزمنية التي سجلت تفاصيل الجريمة البشعة بحق الضحية / نجيب الحنش الذي لم يرتكب ذنباً أو جرماً , بل لمجرد كونه مواطناً مدنياً بسيط ومن المعاناة القاسية للمراحل الثلاث تلك التي رافقته لمدة ثلاث ساعات فقط تخللتها مخالفات وتجاوزات خطيرة قبل حرمانه من الحياة تعسفاً على أيدي جماعات مسلحة تعمل خارج القانون وبمساندة أفراد الأمن الذين اسهموا بمشاركتهم في هذه الجريمة.
ومن التجاوزات تلك كان الاعتداء المسلح عليه أمام منزله وتصويبه بطلقة نارية بنية قتله عند الساعة الثامنة صباحاً .
ثانياً تمت ملاحقته الى المستشفى لمنعه من المعاينة الطبية ولم تفلح محاولتهم تلك ولكن نجحوا في إخفائه لمدة ساعة من الزمن بداخل المستشفى بمساندة رجال الأمن .
ثالثاً تمت عملية اختطافه من المستشفى واقتياده بقوة السلاح إلى منطقة تنفيذ عمليات الإعدام الميدانية ( سائلة عصيفرة ) المتعارف عنها منذ عام 2015م وتم تنفيذ عملية الإعدام بحقه بعد أن تعرض للتعذيب كما جاء في التقارير الطبية وافادة الشهود الذين تحتفظ منظمة حق بأسمائهم وعناوينهم بسرية تامه.
ما تعرض له الضحية / نجيب الحنش نتيجة للسلوكيات والتعبئة الفكرية الخاطئة التي تقود إلى التطرف والإرهاب وما تراه منظمة حق من خلال تفاصيل الجرائم جراء الهجمات المسلحة التي تعرضت لها المدينة القديمة في مارس – ابريل 2019م والتي تحمل الطابع الطائفي العدائي فإن استمرارية الجسم المليشاوي الجديد تحت مسمى ( الحشد الشعبي ) هو التهديد الحقيقي للمجتمع المدني بمدينة تعز .
*تفاصيل عملية الإعدام :*
أفاد السيد/ شقيق الضحية / نجيب ناجي محمد الحنش يبلغ من العمر 40 سنة متزوج ولديه ثلاثة أبناء ( ولدان وبنت ) والذي تعرض لعملية إعدام خارج نطاق القانون في تاريخ 23 / 3 / 2019م لمنظمه حق :
في تاريخ 19/ 3 / 2019م قامت عناصر مسلحه ترتدي ملابس مدنيه بمهاجمة عدد من الأحياء في المدينة القديمة والأحياء المجاورة لها بحجة البحث عن مطلوبين أمنياً وهاجموا المدينة القديمة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة ومن ضمن الحارات التي تم مهاجمتها حارتنا(حارة السواني أسفل قلعة القاهرة من الجهة الشرقية ) رغم أن حارتنا هادئة ولم يتواجد فيها أحد من المطلوبين أو أي مسلحين يتبعون أي جهة معينة , وبعد أربعة أيام من بدء الحملة الأمنية أي في تاريخ 23/3/2019م قامت بعض من هذه العناصر المسلحة بالدخول إلى حارتنا وانتشرت في مداخل الحارة وكان شقيقي متواجداً في بقالته المتواضعة لبيع الخضروات والفواكه تقع أسفل منزلنا المكون من ثلاثة أدوار وكعادته اليومية يقوم بفتح بقالته بعد صلاة الفجر ثم يقوم بإغلاقها الساعة الثامنة صباحاً لكي يصعد الى المنزل لتناول وجبة الإفطار في الدور الثاني حيث يعيش مع زوجته وأولاده والعودة مجدداً لبقالته , وفي اللحظات التي أراد الصعود فيها إلى المنزل في ذلك اليوم عند الساعة الثامنة صباحاً وكان برفقته ابنه (صقر) عمره 11 عاماً لتناول الإفطار ناداه مسلحون كانوا متواجدين حينها على الرصيف الآخر المقابل لبقالته وعددهم أربعة أشخاص يرتدون الزي المدني وملثمين وطلبوا منه عدم الصعود للمنزل وفي وقتها حصلت بينه وبينهم مهاترات انتهت بإطلاق الأعيرة النارية عليه من قبل أحد المسلحين من سلاح كلاشنكوف ثلاث طلقات نارية اصابته إحداهن في الجانب الأيسر من جسمه تحت منطقة الإبط وخرجت من الجانب الأيمن وكانت المسافة ما بين شقيقي الذي كان بالقرب من باب المنزل وبين المسلحين الذين قاموا بإطلاق النار عليه 10 أمتار تقريبا , بعدها قام شقيقي بالصعود للمنزل وبصعوبة بالغة نتيجةَ لإصابته بالطلق الناري حيث كان المسلحون يريدون أن يتبعوه للمنزل وعند وصوله للدور الثاني فقد شاهد كل من كان بداخل المنزل وهم زوجتي وزوجته وأطفالنا والدماء تسيل من منطقة الإصابة في الجانب الأيسر من جسمه حينها سقط على أرضية الصالة وفي ذلك الوقت تعالت الأصوات بالصياح والصراخ ( قتلوا نجيب … قتلوا نجيب ) من قبل النساء والأطفال وأغمي على بعضهم وأصيب الأطفال بالذهول والفزع وتعالت أصواتهم بالبكاء وأرعبهم المنظر الدامي وكانت زوجته تصرخ وتصيح من نافذة المنزل لكي يسمعها سكان الحي مرددة قتلوا نجيب ,وفي تلك اللحظات غادر المسلحون الحي بعد أن شاهدوا سكان حينا يتوافدون الى منزلنا لمعاينة ما حدث , وكانت الساعة في ذلك الوقت عند الثامنة والربع صباحاً وبدأت عملية إسعافه من قبل ثلاثة اشخاص من أبناء حينا إلى مستشفى الجمهوري وعند وصولهم للمستشفى اعتذر الاطباء العاملون فيه عن تقديم المساعدة الطبية العاجلة له بحجة عدم توفر الامكانيات الطبية وربما كان ذلك لأسباب أخرى وشقيقي كان في حالة نزيف, وتم نقلة بعد ذلك الى مستشفى الثورة وكان وصولهم عند الساعة التاسعة إلا ربع صباحاً وأدخلوه قسم الطوارئ وباشر الأطباء في تقديم الإسعافات الأولية وتضميد جراحه وإيقاف النزيف , وبعدها بعشرين دقيقه تقريبا تم اقتحام قسم الطوارئ من قبل ستة أفراد من رجال الأمن يرتدون الزي العسكري وطلبوا من الأطباء عدم معالجته بذريعة انه قناص ويتبع كتائب ابو العباس وغيرها من التهم وكان شقيقي يرد عليهم بأنه صاحب بقالة متواضعة يبيع فيها خضروات وفواكه وليس له علاقه بأحد وأخبرهم بأنه لم يحمل السلاح في حياته قط وبعد ذلك حاولوا اختطافه ولكن محاولتهم باءت بالفشل بسبب تدخل بعض الأطباء وموظفي قسم الطوارئ في المستشفى وطلبوا منهم الخروج من قسم الطوارئ وبعد خروجهم من القسم انتظروا في ممر المستشفى, وطلب أحد الأطباء من مرافقي شقيقي نقله لقسم الأشعة في الدور الثاني من المستشفى لعمل أشعة له كما أبلغهم جميعاً بأنه سيقوم بإجراء عملية جراحية لشقيقي بعد معاينة صورة الأشعة وبعد نقله الى قسم الاشعة أقدم رجال الأمن الذين تشاجروا معه في قسم الطوارئ على اختطافه من قسم الأشعة وفيما يتعلق بالمرافقين الأول منهم هرب من المستشفى بعد سماعه أن رجال الأمن يبحثون عنهم وبعد اختفاء شقيقي من قسم الأشعة تم حبس المرافق الثاني في إحدى غرف المستشفى من قبل رجال الأمن والثالث من المرافقين أمسكوا به وأخذوه الى خارج المستشفى باتجاه منطقة عصيفرة وقاموا بتهديده بالتصفية الجسدية إذا لم يقم بالشهادة ضد شقيقي بأنه أحد قناصي كتائب أبو العابس وعندما أخبرهم بانه غير قادر على ذلك وبأن شقيقي نجيب مواطن بسيط وليس له ارتباط بأحد أو بجهة معينة حينها أراد رجال الأمن القيام بتصفيته ولكنهم تراجعوا وأقدموا على إطلاق النار عليه تعبثاً واتهموه هو أيضاً بأنه من قناصي كتائب أبو العابس وعندما أصيبوا باليأس كرروا ضربة ورموا به في أحد الشوارع وتركوه ينزف من أثار الضرب وقام بعض المارة في الشارع بإيصاله الى منزله , وأما بالنسبة لشقيقي وبعد إخفائه في المستشفى من قبل رجال الأمن فقد قدمت إلى المستشفى إحدى السيارات نوع هيلوكس بيضاء عليها ملصقات لصور القتيل عبدالله مقبل المخلافي ( ابن عم القيادي الإصلاحي اللواء صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا) الذي كان مقتله في تاريخ 18/3/2019م أحد مبررات الاعتداءات المسلحة على المدينة القديمة وكان على متن السيارة الهيلوكس حوالي 5 إلى 7 أفراد مسلحين يرتدون الزي المدني وملثمين بحسب إفادة الشهود ودخلوا الى المستشفى وقاموا باختطاف شقيقي الذي كان يخضع للمساعدة الطبية قبل أن يتم إخفائه من قبل رجال الأمن بداخل المستشفى وتمت عملية اختطافه أمام مرأى ومسمع كادر المستشفى والمواطنين وحراسة المستشفى وتم اقتياده الى خارج المستشفى وكانوا يركلونه بأرجلهم ويشتمونه الى أن أوصلوه بالقوة وصعدوه في خلف السيارة وانطلقوا به الى منطقة عصيفرة بجانب جامع السعيد الذي يبعد عن المستشفى بمسافة 300 متر تقريباً وهناك قاموا بتعذيبه بالضرب المبرح أمام مرأى ومسمع الكثير من المارة والقاطنين في تلك المنطقة واستمروا في ضربه الى جانب الشتم والسب حيث أطلقوا عليه أربع طلقات نارية من سلاح كلاشنكوف , طلقتان في منطقة الظهر من جسمه وإحدى الطلقات في راسة وكان مخرجها من عينه اليسرى وطلقة أخرى سكنت في بطنه وقد وجدت تلك الطلقة عند تشريح جثته مستقرة داخل البطن بالإضافة الى الطلقة الخامسة التي تعرض لها عند منزله في بداية الاعتداء عليه ظلماً وكانت تلك الطلقة هي الأولى وهي البداية إضافة الى الجروح والكدمات المنتشرة على كامل جسمه من أثار التعذيب الذي تعرض له قبل عملية إعدامه وبعد الاجهاز عليه تماماً رموا بجثته في السائلة (سائلة عصيفرة ) وقد استغرقت عملية الاختطاف من مستشفى الثورة وعملية تصفيته ساعة كاملة تقريباً ما بين الساعة العاشرة والحادية عشر صباحاً من يوم السبت الموافق 23 / 3 / 2019م .
*اقتحام حي صينا*
لليوم الثاني من الاعتداءات المسلحة على المدينة القديمة وعمليات الاقتحام للأحياء السكنية مستمرة ومع تصاعد عمليات القصف يرافقها اتساع رقعة الانتشار لعناصر الحشد الشعبي واقتحام الأحياء والحارات التي طالت الأحياء السكنية الواقعة على المرتفعات المطلة على المدينة القديمة ومنها حي (صينا الجرم) الذي بدأت عمليات القصف عليه منذ تاريخ 19/3/2019م بحسب إفادة الشهود من الأهالي فقد كانت عمليات القصف تلك بقصد اقتحامه حيث كانت مصادر النيران من مواقع في جبل صبر ومبنى الأمن السياسي ويقع حي (صينا) جنوب غرب مركز المدينة القديمة وقد تم اقتحامه من قبل مليشيات الحشد الشعبي في صباح يوم الخميس الموافق 21 مارس 2019م وتمت عمليات الانتشار لعناصر الحشد الشعبي في حواري الحي واقتحام عدد من المنازل وتمركزت فيها واطلقت وبأسلوب غير مبرر فوهات نيرانها من سلاح رشاش 7/12 وأعيرة نارية من سلاح كلاشنكوف باتجاه منازل وحواري الحي الذي لم يستند الى مبرر او هدف اساسي وإنما كان هدفه كما نعتقد إثارة الاستفزاز والهلع والرعب في نفوس الأهالي وإذلالهم وقتل وإصابة الأبرياء الامنين واقلاق السكينة العامة وعند الساعة الثانية ظهراً من يوم الخميس الموافق 21 مارس 2019م كانت السيدة الضحية / نجاة عبدالله الجوفي 45 سنة نائمة في منزلها مطمئنة صائمة في ذلك اليوم ولم تكن تعلم بأن الأعيرة النارية التي تطلقها عناصر الحشد الشعبي في تلك اللحظات على منازل الحي وبأن طلقات الموت تلك ستخترق نوافذ منزلها دون وجه حق .
أفاد لمنظمة حق : السيد / أحمد راوح الحداد زوج الضحية / نجاة الجوفي بأنه في تاريخ 21 / 3/ 2019م عند الساعة الثانية ظهراً من يوم الخميس قد تعرض منزله الكائن في حي (صينا) إلى عدد من الأعيرة النارية التي كان مصدرها من بعض المنازل المطلة على ( ساحة الإعدام ) في حيهم بمسافة تبعد عن منزله ما بين 100 إلى 150 متر تقريباً حيث يتمركز في تلك المنازل عدد من عناصر الحشد الشعبي بالإضافة إلى عدد من أفراد الحملة الأمنية وقد اخترقت إحدى الاعيرة النارية نافذة منزله لتستقر في منطقة الظهر من جسم زوجته حيث استقرت في جسمها وأدت الى وفاتها وكانت في تلك اللحظات نائمة كما أن ابنتهم الوحيدة البالغة من العمر 14 سنة كانت منتظرة بشغف شديد دخول وقت المغرب من ذلك اليوم المشئوم حتى تتناول والدتها فطورها لأنها كانت صائمة لتقوم بعد ذلك بتقديم هدية عيد الأم لها الذي يصادف في 21 مارس فقد حولت تلك الطلقة النارية كل أفراحهم الى مأساة.
*حصار واقتحام المدينة*
*إبريل 2019*
قبل اقتحام المدينة ركزت القوات المعتدية القصف وبصورة ضارية وعنيفة على حي ( باب موسى ) في حين وجهت عدداً من قذائف الأسلحة المتنوعة استهدفت البوابة الرئيسية للمدينة أطلقتها من موقع ( جولة باب موسى ) بمسافة 100 متر تقريباً ولم تصمد البوابة طويلاً أمام تلك القذائف التي تقاطرت عليها بصورة مستمرة الى أن تم خلعها وإحداث فجوات متعددة في السور المحيط بها من الأعلى وعلى جانبيها, وتقاطرت معها عناصر الحشد الشعبي بدخول الحي وتفيد المعلومات الاستقصائية من خلال المقابلات التي أجرتها منظمة حق مع عدد من أهالي حي ( باب موسى ) والتي أكدت بأن عملية الاقتحام نفذتها مليشيات الحشد الشعبي الذي كانوا يرتدون الزي التقليدي ومعظمهم ملثمون حيث باشروا الانتشار في الحي وبدأت أعمال المداهمة لعدد من المنازل بينما أعمال القصف حينها كانت مستمرة من خارج المدينة باتجاه الأحياء الأخرى ومنها منطقة ( وادي المدام ) الواقعة جنوب شرق حي ( باب موسى ) وأفادت المعلومات من خلال مشاهدة الأهالي بأن الدفعة الأولى من عناصر الحشد الشعبي التي بدأت الدخول الى الحي قُدرت أعدادها بنحو مئة وخمسين عنصراً مسلحاً بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وتمكنت من السيطرة على الحي , حيث مارست جانباً من الانتهاكات والتجاوزات بحق عدد من السكان من خلال الاعتقالات التعسفية كما تعمدت مداهمة بعض من المنازل والمحال التجارية الواقعة في سوق الحي , وكما تفيد المعلومات الميدانية بأن أفراد الحملة الأمنية لم تتم مشاهدتهم في المدينة وإنما كان دخولهم إليها في اليوم الثالث من عملية الاقتحام من قبل مليشيات الحشد الشعبي التي بسطت سيطرتها على كامل المدينة القديمة بعد مواجهات واشتباكات مسلحة على فترات متقطعة بحسب المصادر الميدانية بين طرفي الصراع المسلح إلى أن تمت عملية انسحاب كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 مدرع من مختلف الأحياء السكنية التي كانت مرابطة فيها وقد اصدرت كتائب ابو العباس بياناً بتاريخ 26 / 4 / 2019م تعلن فيه انسحابها كما جاء في الفقرة الثالثة من البيان بالآتي ( تؤكد كتائب ابو العباس إنها ليست ممثلاً لأي جهة أو طرف أو جماعة من الناس وأن ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية التهجير مع كتائبنا الشرعية والتابعة للواء 35 مدرع كان اتفاقاً بالإكراه حقناً لدماء المواطنين بعد خذلان الحكومة الشرعية وإن هذا الاتفاق المكره عليه غير ملزم بأي حال من الأحوال لأبناء تعز المتضررين مما جرى من عنف وإرهاب واجتياح بربري للأحياء والمنازل والحارات ) وتزامن ذلك مع نزوح الأهالي بأعداد كبيرة خوفاً على حياتهم من بطش مليشيات الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح التي مارست أعمال العنف ضد المدنيين بقسوة متناهية ومنها القتل العمد من خلال القناصة المتمركزين على أسطح المباني مما اضطر الأهالي الى مغادرة المدينة في عمليات نزوح قسري تاركين منازلهم وممتلكاتهم خلفهم ومن تبقى من الأهالي في المدينة لازم الانتظار في صمت .
ومن أثار الاعتداءات المسلحة على المدينة القديمة الغير مبررة فقد تعرض الطفل الضحية / هاشم عبدالقوي العيزري يبلغ من العمر 3 سنوات ويعد أصغر الضحايا القتلى , لطلقة نارية اصابته في منطقة العنق عند الساعة الحادية عشر والنصف من صباح يوم الخميس الموافق 25/4/2019م عندما تم استهداف الحي السكني حيث يقع منزل عائلته, من قبل أحد المواقع التي تشن هجماتها على الاحياء من خلال القناصين المتمركزين في تلك المواقع ويقع منزل الضحية الطفل في حارة اسحاق داخل ( الباب الكبير ) في المدينة القديمة في حين جرت محاولة اسعافه من قبل أحد الجيران الى المستشفى دون جدوى حيث فارق الحياة متأثراً بإصابته تلك .
*الحملة الأمنية*
يعتبر المكلفون بإنفاذ القوانين جزءاً مهماً من المجتمع يقع على عاتقهم حماية وصيانة الأمن وكرامة المجتمع وحمايته من الأعمال غير القانونية , ويعد جهاز الشرطة من أهم الأجهزة المنوط بها واجب إنفاذ القانون وقد نص الدستور اليمني على هذا الواجب في المادتين ( 39 / 40 ) وقانون الشرطة في المواد ( 7 – 8 – 89 )
تعترف مدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين بواجبهم الذي يلقيه القانون على عاتقهم , وذلك أساساً بخدمة المجتمع وبحماية جميع الأشخاص من الأعمال غير القانونية على نحو يتفق مع علو درجة المسؤولية التي تتطلبها مهمتهم وعلى حماية واحترام حقوق الإنسان وكرامته من جانب الموظفين بإنفاذ القوانين .
كان ينبغي على السيد / مدير أمن مدينة تعز بصفته القانونية كمسؤول أول عن الأمن في المدينة , تحييد أعمال ومهام الحملة الأمنية ومباشرة أعمالها وفق الآليات القانونية بعيداً عن الصراعات السياسية وتصفية الحسابات بين الخصوم التي أضرت بالجانب الإنساني وأدت إلى مضاعفة الآلام والمآسي لدى المدنيين كضحايا لتلك الصراعات .
منظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات كهيئة حقوقية معنية بقضايا بحقوق الإنسان ومعنية كذلك بالعمل الى جانب السلطات الحكومية على تعزيز واحترام تلك الحقوق تؤكد على تأييدها للحملات الأمنية كجهات نظامية مخولة ومسؤولة على سلامة وأمن المجتمعات المدنية كافة على أن تتقيد تلك الحملات الأمنية ومن يقودها بالضوابط القضائية والعمل وفقاً للأطر القانونية لتحقيق أهدافها التي تشكلت الحملة من أجلها وصولاً إلى ساحات القضاء
كما ينبغي أن لا ترتهن أو تستُغل أو يتم تجييرها لصالح مراكز قوى أو لأي مكون سياسي بعينه أو لجهات نافذة لتحقيق مكاسب خاصة غير مشروعة باسم القانون وتحت مظلة الأمن .
وما تراه منظمة حق بعد اطلاعها على الوثائق الرسمية والمتعلقة بمهام الحملة الأمنية وما رافقها من أحداث وانتهاكات تعرض لها المدنيون فقد سعت المنظمة من خلال نزولها الميداني للمدينة القديمة وقيامها بإجراءات الرصد والتوثيق للعديد من الجرائم المرتكبة بحق المدنيين التي أقدمت على ارتكابها مليشيات الحشد الشعبي التي تعمل خارج القانون , بعد كل هذه الإيضاحات من قبل المنظمة التي تبين لها مدى الاختلالات التي تعاني منها السلطات المحلية وعلى وجه الخصوص إدارة أمن تعز لسماحها لجماعات مسلحة لا تتمتع بالصفة القانونية والدستورية للعمل بالتوازي مع الحملة الأمنية والتغاضي عن أفعالها الجنائية , وبالعودة الى وثيقة رقم (1) المرفقة هنا ادناه الصادرة من مدير شرطة تعز التي يطالب فيها تسليم الجناة لارتكابهم جريمة قتل وتم تحديد مكان سكنهم في النطاق الجغرافي للمدينة القديمة وكل ما رود في هذه الوثيقة من وجهة نظر قانونية وحقوقية فهي إجراءات قانونية سليمة موجهة الى جهة الاختصاص ( كتائب أبو العباس ) التي تقع المدينة القديمة ضمن سيطرتهم الأمنية , ولكن عند اطلاعنا على الوثيقة رقم (2) المرفقة أدناه التي تحمل توضيحات بشأن المتهمين المطلوبين للأجهزة الأمنية حيث تفيد الوثيقة بأنه قد تم تسليم المطلوبين امنياً والمذكورة أسمائهم في الوثيقة رقم (1) الصادرة من مدير شرطة تعز وكان تسليمهم بحسب الوثيقة رقم (2) للسيد / مساعد مدير الأمن المقدم نبيل الكدهي الذي اكد استلامهم بمحرر استلام منهم موقعاً عليه , وتكتفي منظمة حق بهذه التوضيحات الى من يهمه الأمر وما تبقى من الوثائق يتم الاطلاع عليها كذلك لمن يهمه الأمر .
*المقابلات*
*جانب من المقابلات مع أهالي الضحايا والمتضررين من الاعتداءات المسلحة على المدينة القديمة التي أجرتها منظمة حق أثناء نزولها الميداني*
التقت منظمه حق للدفاع عن الحقوق والحريات أثناء نزولها الميداني إلى المدينة القديمة في محافظه تعز التي تعرضت لاعتدائين مسلحين في شهري مارس – ابريل 2019م بالسيد / ( ع-م-ل ) عند الساعة الثالثة والنصف مساءً يوم الأربعاء الموافق22/5/2019م في منزله الكائن في المدينة القديمة (باب موسى ) الذي تعرض لعدد من الطلقات من سلاح (دوشكا) وشظايا قذائف سلاح ( ار بي جي ) وطلقات من سلاح ( كلاشنكوف ).
تم معاينة أثار ما خلفه ذلك الاعتداء المسلح من قبل فريق العمل بمنظمة حق بحضور صاحب المنزل وتم تصوير أماكن الطلقات التي اخترقت جدران ونوافذ الواجهة الأمامية للمنزل وتم مقابلة ابنته الطفلة مشيرة 12 سنة التي تعرضت للإصابة جراء ذلك الاعتداء المسلح على منزلهم .
وتحدث للمنظمة السيد ( ع – م – ل ) قائلاً : في تاريخ 26/4/2019م يوم الجمعة الساعة الثالثة فجراً تقريباً صحوت على أصوات الأسلحة المتنوعة بعد أن عاودت عمليات القصف مجدداً على حينا والتي كانت تنهمر على منزلي كالمطر مما أدى إلى أصابه أبنتي مشيرة البالغة من العمر12سنة بشظايا قذيفة في الفخذ الأيسر( المنظمة أخذت أفاده المصابة مشيرة ) وتم ترويع الأطفال والنساء القاطنين في المنزل (4 أطفال و6 نساء ) وإحداث أضرار مادية فيه وكان يتم القصف من على أسطح المباني الواقعة في شارع العواضي على بعد 150 متراً تقريباً من منزلي وأضاف قائلاً : إن هذه المجاميع المسلحة قامت بعملية القصف بقذائف الأسلحة الثقيلة باتجاه باب المدينة القديمة (باب موسى ) أدت الى خلعه وإحداث فجوات في محيطة لتتم بعد ذلك عمليه الاقتحام والانتشار بداخل المدينة , وكان عدد المهاجمين من هذا الباب المجاور لنا يتراوح ما بين ( 70 إلى 100 ) مسلح يرتدون الزي المدني وأغلبهم ملثمون ولم أرى أشخاصاً يرتدون الزي العسكري مع المسلحين المقتحمين للمدينة إلا بعد ثلاثة أيام من عملية الاقتحام حيث تمت مشاهدة القوات النظامية في المدينة
وعند سؤال المنظمة له حول ما تردد عن عمليه تهجير قسري للساكنين في المدينة كان رده إنه لا يعلم بذلك ولكن كان هناك نزوح من الجيران نتيجة عمليه الاقتحام من قبل هذه العناصر المسلحة والقصف العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة على المدينة القديمة.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الطفلة المصابة مشيرة 12عاماً طالبة في المرحلة الاساسية في الصف السابع ابتدائي تعرضت للإصابة المباشرة بشظية إحدى القذائف التي اخترقت منزلهم جراء الاعتداء المسلح عليه وقد صوبتها في فخذها الأيسر .
قالت : بعد أن عادت أصوات القصف على الحي كنت حينها مستلقية في غرفتي وكانت الساعة تقريباً عند الثالثة وعشر دقائق وفجأة اخترقت نافذة الغرفة التي أنا بداخلها شظية أصابتني في فخذ رجلي اليسرى وصرخت من شدة الألم وكانت الدماء تتساقط بكثرة من مكان الإصابة وتعرضت لنزيف مع تصاعد أصوات الأسلحة التي كنت أسمعها من أماكن متعددة وأصبت بالرعب والخوف الشديدين وكذا كان الحال لدى أفراد عائلتي وكنا جميعاً مرتبكين وعلى الفور أخذني والدي لإسعافي الى المستشفى ولكننا لم نستطع الخروج من باب المنزل نظراً لتواجد تجمعات المسلحين الذي اقتحموا حينا وقد كانوا منتشرين في الممر الرئيسي لمدخل المدينة وبمحيط منزلنا فصعدنا مرة أخرى الى المنزل وأنا في حالة نزيف مع ألم شديد وقد تم إخراجي بعد محاولات عديدة من نافذة الحمام برفقة والدي وشقيقي الأكبر اللذين اتجها بي إلى مستشفى الثورة من الجهة الخلفية للمنزل حيث لا يتواجد أحد من المسلحين هناك بعد أن تعرضت لنزيف لمدة نصف ساعة داخل المنزل وعند وصولنا المستشفى خضعت للإسعافات الأولية وبعدها تم حجزي في المستشفى تحت العلاج والرقابة الطبية اللازمة لمدة سبعة أيام ومن ثم غادرت المستشفى الى منزلنا بحي ( باب موسى)
المنظمة تسلمت تقرير طبي عن حالة المصابة –
التقت منظمه حق للدفاع عن الحقوق والحريات من خلال نزولها الميداني إلى المدينة القديمة في محافظه تعز التي تعرضت لاعتدائين مسلحين في شهري مارس وابريل 2019م بالسيد: (م-ي-م) عند الساعة الخامسة مساءً يوم السبت الموافق 25/5/2019م حيث تحدث للمنظمة قائلاً : في الأسبوع الأخير من شهر مارس عام 2019م الساعة العاشرة مساءً تعرضت المدينة القديمة لحصار خانق من جميع الجهات ثم عملية استهداف منازل المواطنين في المدينة بجميع أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة وفي هذه الأحداث تعرض منزلي الكائن في وداي المدام إحدى حارات المدينة القديمة لعملية استهداف بقذائف (ار بي جي ) وعملية قنص من المواقع والمباني التي كانت تتمركز فيها مليشيات الحشد الشعبي وقناصوها في حي العقبة على بعد 300 متر تقريباً من منزلي وأيضاً كانت متمركزة على أسطح مبنى محكمة الاستئناف في حي الجمهوري على بعد 250 متر تقريباً مما أدى إلى أصابه اثنين من أطفالي (إبراهيم 9 سنوات وعبدالرحمن 14سنة ) لإصابات مختلفة في اليد والرجل وقمنا بإسعافهم الى إحدى الحوانيت في المدينة القديمة (استخدم كعيادة اسعاف اولية أثناء الاعتداء على المدينة ) وقمنا بإخراج أطفالي للوصول الى هذه العيادة الإسعافيه بصعوبة بالغة خوفاً من عملية القنص من قبل العناصر المسلحة التي تريد اقتحام المدينة ( يتم عملية استهداف المسعفين ) ونظراً لكون إصابة طفلي إبراهيم كانت خطيرة قمنا بإسعافه إلى مستشفى الثورة الساعة 12 ظهراً ثاني أيام الهجوم على المدينة حيث قمنا بالمرور بالحواري الضيقة أثناء إسعافه إلى مستشفى الثورة الذي يبعد أكثر من 3 كيلو متر عن المدينة القديمة وتمت عملية إخراج الطفل الجريح بطريقة مموهة حتى لا نتعرض للقنص أثناء الإسعاف وتحاشينا المرور في الأبواب الرئيسية للمدينة التي كانت تحاصرها المليشيات المسلحة من كل الجهات ( تم منع خروج الجرحى من المدينة القديمة التي تعاني من عدم وجود مستشفيات متخصصة فيها ) ثم بعد ذلك تم نقله الى محافظة عدن لاستكمال علاجه.
واضاف السيد (م-ي-م) أن زوجته كانت حامل في شهرها التاسع حين تم الهجوم على المدينة في شهر مارس ونتيجة الخوف وحصول عوارض مرضية أدى إلى تأخر الولادة لمدة شهر آخر(حيث جرت عملية الولادة أثناء الاعتداء الثاني على المدينة في شهر إبريل من نفس العام 2019م ) ونتيجة لما حصل للأم من أذى نفسي وجسدي توفي المولود مباشرة بعد عملية الولادة.
وحتى هذه اللحظة لاتزال زوجتي تعاني مما حصل حيث تمر بظروف نفسية وصحية صعبة وحالتها تسوء يوماً بعد يوم وأيضاً أطفالي سواء الذين اصيبوا أو الآخرين يمرون بظروف نفسية سيئة (حيث كنت أنا وأطفالي الأربعة مجتمعين في إحدى الغرف خوفاً من القنص والضرب) ولكن أيادي الغدر والإجرام أبت الإ تكوينا بجرائمها. فتعرض إثنان للإصابة كما أشرت سابقاً وتعرض الآخران لأمراض نفسية (خوف ورعب وهذيان أثناء النوم )
كما تعرض منزلي لأضرار مادية مختلفة سواء جدران المنزل التي اخترقتها القذائف أو النوافذ التي تعرضت للتكسير نتيجة القنص وحتى الأجهزة الكهربائية ( تلفزيونات وغيرها ) اتلفت نتيجة وصول القذائف لها وإحراقها.
وعند سؤال المنظمة له حول عدد المسلحين الذين هاجموا المدينة رد أنه رأى فقط المسلحين المواجهين لجولة وادي المدام حيث قال أن عددهم يتراوح بين ( 40 إلى 50) مسلحاً يرتدون الزي المدني البعض منهم ملثم.
التقت منظمه حق للدفاع عن الحقوق والحريات من خلال نزولها الميداني إلى المدينة القديمة في محافظه تعز التي تعرضت لاعتدائين مسلحين في شهري مارس وابريل 2019 بالسيد/ (ش-ع-أ) عند الساعة الرابعة مساءً يوم الاثنين الموافق27/5/2019م وذلك في المدينة القديمة (وادي المدام ) أفاد للمنظمة كشاهد عيان لما جرى من أحداث واعتداءات على المدينة القديمة خلال شهر مارس 2019م حيث قال : في تاريخ 18/3/2019م حدثت عملية قتل لأحد أقارب اللواء صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا في جولة سنان تبعد عن المدينة القديمة بأكثر من 7 كيلو متر(مكان الحادثة يقع تحت سيطرة اللواء 22 ميكا ومليشيات الحشد الشعبي ) وكان هذا مبرراً لعملية اقتحام المدينة القديمة بالرغم من مقتل واغتيال مئات الجنود والمدنيين خلال السنتين الماضيتين في مدينة تعز ولم تحرك اللجنة الأمنية ساكنا وبعد حادثة جولة سنان أعطت اللجنة الأمنية في المحافظة (يسيطر عليها حزب الإصلاح ) توجيهات لمليشيات الحشد الشعبي لتعقب الخارجين عن القانون فقامت مليشيات الحشد الشعبي بحشد مسلحيها يتراوح أعدادها بالمئات (عناصر مسلحة يرتدون الزي المدني أغلبهم ملثمين ) توزعوا حول المدينة القديمة في عدة تجمعات (تجمع في شارع العواضي القريب من باب موسى وتجمع في التحرير الأعلى القريب من الباب الكبير وأيضاً تجمع بالقرب من جولة وادي المدام وغيرها من التجمعات والحشود في أماكن أخرى حول المدينة القديمة وأيضاً في المرتفعات فوق المدينة القديمة مثل قلعة القاهرة) حيث يضم كل تجمع بين 30 إلى 40 مسلحاً رأيتهم عندما قمت بزيارة إلى منزل أهلي في منطقه الدائري في ثاني أيام الهجوم على المدينة , حيث قامت هذه الحشود المسلحة بمحاصرة المدينة القديمة من كل الجهات ومنعوا دخول الغذاء والماء والدواء وقطعوا الشوارع وانتشروا بقناصيهم على أسطح المنازل في شارع العواضي ومدرسة ثانويه تعز الكبرى ومحكمة الاستئناف بالجمهوري وفي قلعة القاهرة وأماكن أخرى ووجهوا قذائفهم ورصاص قناصيهم وأسلحتهم المختلفة فوق رؤوس ومنازل المواطنين الساكنين في المدينة وقتلوا العشرات ومئات الجرحى وشردت مئات الأسر نتيجة الضرب العشوائي والقنص المتعمد والمركز على كل من يخرج من منزله حيث شاهدت ثلاث حالات قنص خلال دقائق معدودة ففي تاريخ 21/3/2019 الساعة الثانية عشر ظهراً خرج ( هشام عبدالناصر21 سنة ) من منزله الكائن في وادي المدام في المدينة القديمة لشراء احتياجات المنزل من البقالة المجاورة لمنزله فتم قنصه أمام باب منزله من قبل قناص تابع للحشد الشعبي متمركز في مدرسة ثانوية تعز الكبرى ( تبعد 350 متر تقريباً عن منزل الضحية ) حيث تم إصابته بطلقة قناص في القلب وحين خرج أخوه الأكبر رشدي (29سنه) لإسعافه تم قنصه أيضاً من نفس المكان (ثانوية تعز الكبرى ) حيث أصيب بطلقتين في القلب أردته قتيلاً وعندما قام جارهم يحيى الصنعاني ( 33 سنه ) لإسعافهم تم قنصه أيضاً من قبل نفس القناصين المتمركزين في المدرسة واصيب بطلقة نارية في رقبته توفى على إثرها وأضاف السيد (ش-ع-أ) أن المدينة القديمة من فترة 18 إلى 24 مارس 2019م عاشت أوضاعاً مأساوية صعبة من نقص الغذاء والماء الصالح للشرب ونقص الدواء وعدم القدرة على إسعاف المصابين خارج المدينة القديمة بسبب منع مليشيات الحشد الشعبي للمسعفين بإسعاف الجرحى .
كما أن الكثير من الأسر داخل المدينة نزحت إلى أماكن أخرى خوفاً على حياتهم من نيران مليشيات الحشد وقناصيها تاركين منازلهم حيث أصيبت النساء والأطفال بالذعر نتيجة للضرب الكثيف والعشوائي على المدينة.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عندما حالت حواجز المنع التي فرضتها عناصر الحشد الشعبي على مداخل ومخارج المدينة دون السماح لأعمال الاسعافات للجرحى في الوقت الذي كانت فيه الأحياء السكنية تكتوي بلهيب نيران القصف العشوائي من جميع الاتجاهات حيث كانت الأحياء السكنية والحارات في منطقة ( وادي المدام ) من أكثر الأحياء في المدينة التي تعرضت للهجمات المسلحة طيلة أيام القصف وكان أشدها يومي 22 – 23 من شهر مارس 2019م مما ضاعف المعاناة عند الأهالي في تلك الأحياء نظراً لقرب بعض المواقع التي تشن الهجمات المسلحة كموقع قلعة القاهرة وحي العقبة وموقعي مبنى محكمة الاستئناف ومبنى مدرسة تعز الكبرى الصادرة منهما نيران أعمال القنص , حيث أفادت إحدى السيدات من سكان تلك الأحياء واصفة ما تعرضت له أسرتها وما لحق بها من أذى نفسي خلال فترة القصف .
السيدة ( هـ – م – ث ) العمر 30 سنة ربة بيت قالت للمنظمة مع اشتداد الهجمات المسلحة على حينا لثلاثة أيام متواصلة فقد تعرض منزلنا ل6 هجمات بأسلحة مختلفة وأشدها كانت قذائف ( ار بي جي ) وعشنا حينها بفترات عصيبة واصبنا بحالات من الخوف والفزع وكنا غير قادرين على فعل شيء حتى على مستوى حركتنا داخل المنزل وكنا في حالة أرباك وخوف متواصل أنا وأمي وأطفالي وفي صباح يوم 23 مارس 2019م حوالي الساعة التاسعة والنصف وعمليات القصف مستمرة في ذلك الوقت اخترقت نوافذ منزلنا شظايا من قذائف ( ار بي جي ) وفي تلك اللحظات كان ولداي بالقرب مني باشرتهما عدد من الشظايا التي اخترقت المنزل ولم احتمل ذلك المنظر والدماء تنزف منهما وهما مرميان على الأرض خفت وظنيتُ أنهما قد فارقا الحياة وشعرت حينها كأن أحد ضربني على بطني وأصبت بحالة أغمى ولم اشعر بشىء من حولي الى أن ايقظتني امي بعد فترة وانا حامل في الشهر التاسع في ذلك الوقت وبعد أن توقفت أعمال القصف على المدينة تم اسعافي الى المستشفى وبعد الكشف التي أجرته الطبيبة أخبرتني بان الجنين قد توقفت نبضات قلبة وقد توفى وهو لا يزال في بطني واجريت لي عملية إجهاض وتم إخراج الجنين ميتاً ولا زلت اتعالج عند الطبيبة كل ثلاث ايام بسبب النزيف الحاد الذي تعرضت له من شدة الخوف الذي اصابني ولان فصيلة دمي نادرة لهذا اقوم بمراجعة الطبيبة باستمرار, وعلى الجانب النفسي وما لحق بي من اذى جراء القصف على منزلنا والاصابات التي تعرض لها ولداي أثرت على نفسيتي بشكل مباشر وتسببت لي بإجهاض جنيني فقد قمت بمراجعة طبيب نفساني حيث شخص حالتي وابلغني بانني اصبت بصدمة , جراء ما تعرضت له أثناء عمليات القصف كما إني لازلت غير مستقرة نفسياً ولازال الخوف يلازمني عند سماعي طرقات الباب او سماعي لأية صياح ينتابني شعور بالخوف الشديد .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
التقت منظمة حق للدفاع عن الحقوق والحريات من خلال نزولها الميداني إلى المدينة القديمة في محافظة تعز التي تعرضت لأعتدائين مسلحين في شهري مارس – ابريل 2019 ,بالسيدة ( ت-ع-ح ) الساعة الخامسة مساءً من يوم الاثنين الموافق 27/5/2019 وذلك في المدينة القديمة بمنطقة ( وادي المدام) وأفادت للمنظمة كضحيه لتلك الاعتداءات بأنه في يوم الأربعاء الموافق 24/4/2019م ما بعد الساعة الثالثة مساءً تقريباً كنت أنا وزوجي وأبني واثنتين من بنات خالتي وصهري متواجدين بداخل البيت ووقتها سمعت أصوات لإطلاق أسلحة كثيفة وكنا نعتقد بأنها كما قد حصل في اليومين السابقين ستنتهي بعد ساعات ولكنها زادت وتنوعت من خلال أصواتها حيث كنا نستمع إليها من كل الاتجاهات , حينها دب الرعب والخوف الشديدين بداخلنا وعند سؤالي لزوجي عن هذا القصف فقال لي لا تفتحوا نوافذ المنزل فان الحارة مليئة بجنود ينتمون لكتائب ابو العباس تتمركز في الطرق وازقة الحارات وهم يحاولون الأن الدفاع عن الحارات من الاعتداءات المسلحة التي تنفذها جماعات ( الحشد الشعبي ) المتمركزة في ( جولة وادي المدام ) التي تبعد عن منزلنا بمسافة 200 متر تقريباً وهم كثيرون العدد لم نتمكن من حصرهم حيث شاهدناهم قبل أن نغلق النوافذ وكانوا يرتدون ملابس مدنية وملثمين ويحملون السلاح وكانوا يسيطرون على مداخل الجولة وممراتها , وكان هذا اليوم أصعب أيام الاعتداءات المسلحة بعد اقتحام المدينة القديمة , والذي استمرت إلى وقت صلاة المغرب واتجهنا باتجاه المطبخ وفي طريقي احتضنت أبني الصغير كي احميه فقد كان إطلاق الأعيرة النارية المختلفة باتجاه نافذة الغرفة ومصدرها كان من الجماعات المتمركزة في ( الجولة ) كانت إحدى الرصاص قد اخترقت نافذة الغرفة وأصابتني في فخذي الايمن وخرجت واستقرت في بطن أبني الذي كان بجانبي متمسك بي من شدة الخوف من أصوات القصف الكثيف فسقط على الارض فصرخت بصوت عالي فسمعني أبن صهري فحمل أبني وخرج به للشارع يحاول إسعافه لكن الطرقات كلها كانت ممتلئة بالمسلحين وكانت أصوات الرصاص كثيفه فمشئ به مسافه 500 متر مشياً على الاقدام لأنه لا توجد حركة سير في ذلك الوقت ولا توجد وسيلة نقل الى أن خرج به من منطقة ( الباب الكبير) بأعجوبة ولم يشاهدوه عناصر الحشد الشعبي المتمركزين هناك وفي وقتها وجد دراجة نارية بالصدفة واسعفه إلى مستشفى الثورة مباشرةً وهناك تلقى الاسعافات الأولية والتضميد , وضلت أصوات القصف بقذائف سلاح ( ار بي جي ) مستمرة إلى بعد صلاة المغرب وهي بكثافتها ومن ثم بدأت تقل أصواتها تدريجياً إلى أن حل الصمت على المنطقة التي نسكن فيها , اما بالنسبة لي فقد ساعدني زوجي في ربط المنطقة التي تعرضت للإصابة ونظراً للخوف الذي انتابني كنت غير قادرة للذهاب إلى المستشفى من شدة القصف في الحارات حينها .
ومن المقابلات التي أجرتها منظمة حق مع بعض الضحايا المتضررين في المدينة القديمة أثناء نزولها الميداني . السيد ( م-ص-م ) 28 سنة يعمل على دراجة نارية أحد الضحايا المتضررين الذي وصف معاناته جراء الأعمال العدائية التي ينتهجها حزب الإصلاح بتعز عبر ميلشياته المسلحة بحق المدنيين .
قال للمنظمة : قبل عام بالتمام والكمال قامت مليشيات حزب الإصلاح بمساندة اللواء 22 ميكا بالهجوم على حي الجمهوري في محافظة تعز ( يبعد عن المدينة القديمة نصف كيلومتر تقريبا ) مما أدى بنا الى ترك منزلنا والنزوح الى المدينة القديمة (تم نزوح الكثير من الأسر ) حيث يتواجد منزل جدي (والد أمي ) في وادي المدام حارة اسحاق (المدينة القديمة ) وكان عددنا 7 أشخاص أنا ووالدتي و5 أخواني من ضمنهم أخي الضحية (معاذ ).
بدأ الهجوم على المدينة القديمة من قبل مليشيا الإصلاح في 19مارس تقريباً بجميع أنواع الأسلحة وقتل وجرح العشرات وارهبوا الأطفال والنساء حتى لم يتجرأ أحد بالخروج من منزله لأخذ احتياجاته من مأكل ومشرب بسبب انتشار القناصة في كل مكان حول المدينة (أسطح المباني والمرتفعات حول المدينة ) .
أما بالنسبة لأخي الضحية (معاذ 27 سنة ) كان يعمل في مقر كتائب أبو العباس التابعة للواء (35 ) مجند جديد حيث تم الهجوم على مقر الكتائب الواقع في المدينة القديمة تحت قلعة القاهرة وتم اقتحامها في تاريخ 23/3/2019م ووجد أخي مقتولاً هناك بطلقة في يده اليسرى دخلت الى قلبه , ثم بعد ذلك أخذته مليشيات الحشد بعد مقتله الى أحد المستشفيات التابعة لها وتم تسليم جثته فيما بعد , وللعلم نزحنا مرة أخرى بعد هذا الاعتداء والهجوم على المدينة القديمة وعدنا الى منزلنا في حي الجمهوري , وهذا هو حالنا من نزوح الى آخر جراء أعمال مليشيات الحشد الشعبي.
*نتائج المسح الميداني لمنظمة حق*
من نتائج الرصد الاستقصائي المقترن بالشهادات المفصلة والصور والاستبيانات للمسح الشامل لمسرح الأحداث والوقائع الميدانية للاعتدائين المسلحين على المدينة مارس – ابريل 2019م والذي نفذته منظمة حق كما تضمن النزول الميداني في جمع المعلومات الاستقصائية والتحقق منها عن جرائم القتل المختلفة , وإتمام الاستبيانات المتعلقة بالضحايا القتلى ومقابلة ذويهم وتثبيت الشواهد بأماكن وقوع الجرائم وإجراء المقابلات مع الشهود وإعداد خريطة النزول الميداني التي تحدد أماكن القصف المسلح وأعمال القنص باتجاه أحياء المدينة القديمة المستهدفة , مع تحديد السلاح المستخدم في الهجمات المسلحة على الاحياء السكنية , وحصيلة ما تم الوصول إليه لحجم الخسائر البشرية نظراً لعدم تواجد الكثير من أهالي الضحايا القتلى ومن الضحايا المصابين بداخل المدينة حيث غادروها ضمن عمليات النزوح القسري بعد أن تعرض العديد من الجرحى للملاحقات التي مارستها عناصر الحشد الشعبي في المستشفيات والمراكز الطبية بحسب المعلومات الميدانية التي تلقتها المنظمة .
بلغت حصيلة الضحايا القتلى من المدنيين ( 12 ضحية ) في الاعتدائين على المدينة مارس – ابريل 2019م تباينت أعمارهم واختلفت فئاتهم وتنوعت اساليب قتلهم من قبل مليشيا الحشد الشعبي والقوات العسكرية الداعمة لها وكان يوم 23 مارس 2019م الأكثر دموية للضحايا القتلى والمصابين واصغر الضحايا سناً طفل يبلغ من العمر 3 سنوات واكبرهم سناً إمرأة تبلغ من العمر 45 سنة تعرضا لجريمتي قنص .
وما تم الوصول إليه لأعداد الضحايا المصابين في الاعتدائين ( 51 مصاباً ) إصاباتهم ما بين بليغة ومتوسطة اصغرهم سناً طفل يبلغ من العمر 7 سنوات واكبرهم رجل مسن يبلغ من العمر 70 عاماً تعرضا لعمليتي قنص ومن ضمن الضحايا المصابين امرأتين وطفلة تبلغ من العمر 12 عاماً.