كريتر نت / وكالات
قال المدير الفني لريال مدريد الإسباني لكرة القدم زين الدين زيدان، إنه لا يفكر “في الوقت الحالي في بديل محتمل لماركو أسينسيو”، كما رفض الحديث باستفاضة عن احتمالات رحيل جيمس رودريغيز إلى أتلتيكو مدريد، وكذلك عن التعاقد مع النجم الفرنسي بول بوغبا لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي.
وتسببت أزمة الإصابات التي تعرض لها بعض اللاعبين في جولة الفريق التحضيرية بالولايات المتحدة، في بعثرة أوراق المدرب الفرنسي، ودفعت المحللين إلى التساؤل حول رؤيته لمستقبل بعض العناصر التي كان يرغب في رحيلها.
ضربة موجعة
تلقى ريال مدريد صدمة إثر تعرض أسينسيو لإصابة خطيرة في الركبة خلال المباراة الودية الماضية أمام أرسنال الإنكليزي، حيث يتوقع أن يغيب عن الملاعب لعدة أشهر. كما تعرض الفريق لضربة أخرى بعدما أعلن أن لاعبه الجديد الدولي الفرنسي فيرلان مندي تعرض لتمزق عضلي في الفخذ الأيمن، لينضم بذلك إلى إبراهيم دياز وماركو أسينسيو.
وقال النادي الملكي في بيان إنه “بعد الفحوص التي أجريت للاعبنا فيرلان مندي من قبل الطواقم الطبية في ريال مدريد، تم تشخيص إصابته بتمزق عضلي في القسم الأمامي للفخذ الأيمن”.
ومن المتوقع أن يغيب ابن الـ24 عاما، الذي انتقل في أوائل الشهر الحالي إلى ريال مدريد من ليون مقابل 48 مليون يورو، بين ثلاثة وأربعة أسابيع بحسب صحيفة “أس” الرياضية، ولن يتمكن من العودة إلى الفريق قبل المرحلة الثانية من الدوري المحلي ضد بلد الوليد في 24 أغسطس على أقل تقدير.
وقال زيدان “تأثرنا جميعا بإصابة أسينسيو، نشعر بالأسف الشديد من أجله. اللاعبون قدموا له الدعم والحب، لكنه يعاني من إصابة خطيرة وأتمنى أن يعود أكثر قوة. كانت هناك أمور جيدة في المباراة أمام أرسنال، لكن إصابة أسينسيو شكلت أمرا سيئا”.
وأضاف “إصابة أسينسيو ألقت بظلالها على كل شيء في المباراة. لكنني لا أفكر الآن بشأن اللاعب الذي سيحل مكانه”.
ودفعت هذه الإصابات زيدان إلى مراجعة خطته في سوق الانتقالات الحالية وخصوصا بشأن الويلزي غاريث بايل والكولومبي جيمس رودريغيز الموضوعين على قائمة المغادرين هذا الموسم.
ويشهد الميركاتو الصيفي لعام 2019 تكهنات عديدة حول مصير بعض نجوم الفريق الذين فتحت لهم الأبواب الملكية قبل سنوات بعد اللهث خلفهم وإنفاق الملايين لاستقطابهم، لكن مشهد النهاية لا يتشابه دوما مع البدايات.
وتتردد العديد من الأخبار اليومية حول مصير الثنائي بايل ورودريغيز في ظل سعي النادي للتخلص منهما، بعدما كان التعاقد معهما مدعاة إلى التباهي من فلورنتينو بيريز رئيس الريال قبل سنوات قليلة مضت. وحول إمكانية ضم لاعبين جدد، علق زيدان بأننا “نعمل مع اللاعبين المتواجدين معنا هنا، ومن ثم سنرحل إلى مدريد للتحضير للمباراة الأولى في الليغا”. ورفض زيدان الحديث بشأن التعاقد المحتمل مع بوغبا المتوج مع المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم 2018 بروسيا، مكتفيا بقول “نحن هنا نعمل مع اللاعبين المتواجدين بالفريق. بعد المباراة سنعود إلى مدريد ونفكر بشأن المباراة الأولى بالدوري”.
وعن ارتباط اسم رودريغيز بالانتقال إلى أتلتيكو مدريد، قال “هذا أمر يخص النادي، وسبق أن تحدث أحد المسؤولين هناك عن ذلك، هذا أمر يعنيهم ولا يعنيني”.
ورحّب ميغيل أنخيل مارين، الرئيس التنفيذي لأتلتيكو مدريد، بالأمر، مؤكدا أنه سيكون من الجميل أن يلعب الكولومبي لفريقه، لكنه أشار إلى أن الأمر يتوقف بشكل كبير على رئيس الريال بيريز.
ورد مارين في مقابلة تلفزيونية على سؤال حول ما إذا كان اللاعب الكولومبي سينضم إلى أتلتيكو هذا الموسم قائلا “لا أستطيع التأكيد”.
وأضاف “أعرف أن الكثير من لاعبي أتلتيكو يريدونه.. حتى أن بعض اللاعبين يعتقدون أن ما سيضيفه جيمس سيكون جيدا للفريق”.
وأردف “أعلم أن المدرب دييغو سيميوني معجب به، وأعلم أن اللاعب لا يريد الاستمرار في ريال مدريد، والنادي لا يريد استمراره، ولكن يجب أن تحدث الكثير من الأمور لكي يحدث ذلك، وإذا حدث فسيكون شيئا جميلا”. ولطالما كان اللعب بقميص ريال مدريد الإسباني حلما يراود العديد من اللاعبين في كرة القدم، وهو ما يجعل أكثرهم يلبون النداء على الفور في حال فتحت لهم أبواب النادي الملكي.
ومر على ملعب سانتياغو برنابيو معقل الميرنغي أساطير ونجوم قدموا من كل حدب وصوب، لكن القليل منهم رحل دون صخب أو جدل صاحب مغادرتهم للفريق.
برنابيو لم يعد حلما
ومع وصول بيريز إلى كرسي الرئاسة في صيف 2009، دفع العديد من النجوم ثمن السيطرة التي يفرضها هذا الرجل وأسلوبه المنفر للاعبين استنادا إلى آراء بعض المحللين، الذين يؤكدون أن العديد من النجوم لم يعودوا يفضلون النادي الملكي في السنوات الأخيرة.
وفي دليل على تدخل بيريز في كل كبيرة وصغيرة بالنادي، تقف التقارير على الطريقة المهينة لخروج النجم الهولندي ويسلي شنايدر، بعدما انتزع النادي منه القميص رقم 10، وقام بمنحه للفرنسي لاسانا ديارا قبل رحيله إلى إنتر ميلان الإيطالي.
ومع تولي البرتغالي جوزيه مورينيو تدريب الريال في العام التالي، أراد اصطحاب شنايدر معه إلى برنابيو مجددا، إلا أن اللاعب رفض بشدة حينها العودة للمكان الذي أهين فيه ونزع منه قميصه قبل رحيله.
ومع قدوم مورينيو في صيف 2010، طلب المدرب البرتغالي جلب الثنائي إنخل دي ماريا ومسعود أوزيل، وهو ما حدث بالفعل وأصبح اللاعبان لاحقا أحد أعمدة الفريق الرئيسية وبزغ نجمهما في مدريد.
وفور رحيل مورينيو، دخل أوزيل ووالده، الذي كان يقوم بدور وكيل أعماله حينها، في محادثات مع الإدارة بشأن تمديد التعاقد، لكن الخلاف دب داخل الغرف المغلقة ليقرر بيريز وضع اللاعب الألماني تحت مقصلته، وبيعه لأرسنال الإنكليزي عام 2013.
وتشابه سيناريو خروج دي ماريا مع أوزيل، وذلك بعد مشاركة اللاعب الأرجنتيني مع منتخب بلاده في مونديال 2014، ليدب الخلاف مع مسؤولي النادي بسبب مشاركته متأثرا بإصابة، ليتقرر التخلص منه وبيعه إلى مانشستر يونايتد.
ولم تتخيل جماهير الريال أن تشهد يوما سيناريو مثل الذي رحل به الهداف التاريخي للنادي كريستيانو رونالدو، بعد خلافات ومشاحنات بين اللاعب وبيريز داخل الغرف المغلقة.