كريتر نت / متابعات
ثمّن عضو رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وزير النقل الأسبق مراد الحالمي، جهود المعهد الأوروبي للسلام لدعم ومساعدة قضية شعب الجنوب وقال: “لقد لمسنا من المعهد الإرادة والجهود الصادقة لمساعدة الجنوبيين وفق ترتيبات مع المبعوث الدولي إلى اليمن، بأن يأخذ الجنوب حقه بالمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، وأيضاً لإدراكه أنه لا سلام دون أن يكون الجنوب متواجداً بتلك المفاوضات”.
وفي تصريحات، أدلى بها لـ«الأيام» على هامش اللقاءات والمشاورات الجنوبية التي جرت بالعاصمة الأردنية عمان يومي27 و28 يوليو الجاري برعاية المعهد الأوربي للسلام، أكد الحالمي، أن مشاركته في المشاورات الجنوبية بالأردن جاءت بناء على تكليف من رئيس المجلس القائد عيدروس الزبيدي، مبيناً أن هذه المشاركة تأتي انطلاقاً من حرص المجلس الانتقالي على وحدة الصف الجنوبي وسحب البساط على المتربصين والمتاجرين بالقضية الجنوبية.
ولفت مراد الحالمي إلى أن “هناك من يستغل الالتفاف الجماهيري حول المجلس الانتقالي ليعبر عن مواقف ونزعات شخصية لا تخدم وحدة الصف الجنوبي”، مشدداً على “ضرورة العمل من أجل تحصين الجنوب سياسياً لإفشال أي مؤامرات تحاك ضد قضيته الوطنية وحقه في استعادة دولته وتقرير مصيره”.
وقال الحالمي: “إن قضية الجنوب لا تقتصر فقط على الحرب التي تشن ضد الجنوب من قبل أطراف في الشرعية مسنودة بقوى تقليدية شمالية نتجت عن تحالف حرب صيف 94م، وإنما الخطورة التي تواجه الجنوب أيضاً هو التوافق حول مستقبل دولة الجنوب سياسياً وإدارياً والتفاصيل المرتبطة ببناء دولة الجنوب ومعركة استعادة الدولة وكيفية الإدارة السياسية للقضية الجنوبية في ظل الحرب والمستجدات السياسية التي تشمل اليمن والمنطقة برمتها”.
وأضاف: “إن كل ما سبق يتطلب منا الكف عن المزايدات وأن نعمل على التام الجنوبيين وسحب البساط على المتربصين والمتاجرين بالقضية الوطنية الجنوبية ونضالات شعبنا، وأن نتسلح بعقول وقلوب تتسع لكل أبناء الجنوب”، وتابع: “هناك من هاجم المعهد الأوروبي للسلام والمشاركين فيه، بينما يجيز لنفسه أن يحضر لقاءات تناقش الوضع على مستوى اليمن بشكل عام، ولكنه يعارض أي لقاء جنوبي، وهناك من وصف اللقاء بأنه ناجح وكأنه تمت لقاءات وخرج بتوافق”.
ومضى القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي قائلاً: “هاتان الفئتان اللتان يمارس بعضها العنجهية وبعضها الكذب والارتزاق بينما الحقيقة تظل واضحة للعيان بأن أي اجتماع للجنوبيين هو أمر إيجابي يجب تشجيعه والعمل على إنجاحه”.
وقال مراد الحالمي: “إن الارتزاق لا مستقبل له في بناء دولة الجنوب المنشود الذي نعمل على أن ننتصر له من خلال صياغة علاقات سياسية واجتماعية وتنمية اقتصادية وبشرية على نقيض سياسات الماضي القائمة على الصراعات والتي لازال البعض يريد جرنا إليها، وأن قوتنا في المجلس هي موجهة ضد من يحاول أن ينتقص من إرادة شعبنا وليس للزهو والغرور على بعضنا البعض، وهذا هو عهد القائد الجنوبي الوطني عيدروس الزبيدي الذي لن يسمح لأحد أن يحرف نضالنا عن مساره الصحيح”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى مصالحة وطنية وصياغة عقد اجتماعي سياسي جديد وهي المبادرة التي تقدمت بها صحيفة «الأيام»، وذلك انطلاقاً من حرصها في الحفاظ على الانتصارات التي حققها أبناء الجنوب والتضحيات الجسام التي قدمها، ولازال يقدمها”، مؤكداً أن “الصحيفة كانت على الدوام ولازالت مرآة للشارع الجنوبي وتطلعاته لمستقبل يعيش فيه بحرية وكرامة على أرضه”، وقال: “إن هذه المصالحة والعقد الجديد يتطلبان عملاً جاداً ونضالاً سياسياً مجتمعياً لمعالجة كل القصور والترسبات والمظالم الماضية والحالية والتي أصبح البعض يجعل منها عائقا نحو أي تقارب، وكل يبحث لنفسه عن منصة ليعبر”.
وكان المبعوث الأممي مارتن جريفيثس قال، عقب توليه مهمته، إنه لا تسوية سياسية دون الاستماع لأصوات الجنوبيين وإشراكهم في العملية السياسية.
وأضاف جريفيثس، قبيل التحضير للمشاورات: “نحن نعلم أن الواقع قد تغير في الجنوب. يحتاج أبناء الجنوب أن يكونوا جزءاً من هذه العملية بطريقة أو بأخرى، نعمل على تحديدها معهم لأنه يجب أن يكونوا جزءاً من مستقبل اليمن ولا يمكن تجاهلهم”.