كتب : محمد عبدالإله
يستقبل سكان مدينة الحديدة الساحلية غربي البلاد عيد الأضحى المبارك لهذا العام في ظل وضع اقتصادي صعب يعيشه المواطنون، بسبب إغلاق طرق الإمداد الرئيسية للمدينة، وتوقف دخول كل المواد الأساسية، والطبية، والإغاثية، والوقود، الذي نفذ من أسواق المدينة، منذ نحو ما يقارب العام.
الأمر الذي يهدد أكثر من مائة ألف نسمة، بعد ماكان يعيش في المدينة أكثر من نصف مليون ساكن، لكن ظروف الحرب أجبرتهم على النزوح في ظل القصف الجوي والبري على المدينة وأريافها.
مأساة كبرى تخيم على المدينة، لطالما عرفت هذه المدينة منذ عقود من الزمن بمدينة (البسطاء ـ والصيادين).
يقول الزميل عاصم الحاج، خلال الإتصال اليوم، الخميس، مع “كريتر نت” كانت هناك أسواق شعبية في المدينة، قبل الحرب، وكان آلاف المارة يقصدون تلك الأسواق.
ويضيف: نحن هنا الآن نعيش في حالة حصار خانق، يشتد ضراوةً. معظم الناس هنا ، معظمهم لا يستطيعون شراء المواد الغذائية، ولا الأغراض المنزلية، وينامو من غير أن يأكلوا رغيفً من الخبز.
وتصاعدت الأصوات المناشدة من قبل الأهالي في المدينة للمنظمات الدولية؛ بسبب عدم توفر المواد الغذائية، والطبية، فضلاً عن ارتفاع جنوني بالأسعار للملابس. الذي لم تعد متوفرة أصلاً في المدينة؛ نتيجةً للظرف الذي يعاني منه المرفأ الوحيد الصالح للعمل في المدينة.
وفي ظل الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها السكان دخل المدينة، حيث أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها؛ بسبب نفاذ البضائع، وعدم توفر أية بديل لها.
فيما توقفت كل الجمعيات التي تعمل في مشروع توزيع الأضاحي للحفاظ على جزء من المخزون الغذائي داخل المدينة؛ لكفاية السكان لأطول فترة ممكنة.
أما من ناحية الكهرباء فهي منسية منذ زمن، فضلاً عن الحر الشديد الذي يعاني منه السكان، حيث تعيش المدينة حالة ظلام، بعد تدمير ونهب كل المولدات الكهربائية.
وفي إتصال أيضاً مع إحدى الزميلات فضلت عدم ذكر إسمها، قالت: إن العيد هذا أسوأ من العيد الذي قبله، وأن لهم ثلاثة أعياد يعانون من سوء الظروف الاقتصادية وعجزهم عن توفير أبسط الاحتياجات الضرورية لاسرهم.
وتقول أيضا: يتحدثون العامة “كل عام وأنتم بخير” ونحن لم نشوف الخير إطلاقاً؛ بسبب الحرب على مدينتهم.
وأضافت: أنهم يستيقضون كل صباح على أصوات القذائف، وينامو على قصف الطيران!.
وتشير أن الأسواق تكاد تكون خالية، لا يوجد فيها أي شيء.. والأسعار باهظة الثمن، يصعب شراؤها، وغالبية الناس يعانون من الفقر والعوز وفقدان الأمل.
يأمل سكان الحديدة بعد ما فقدوا كل الأمل لإنقاذهم وإيصال المواد الغذائية لهم، ويروى عطشهم في ظل الحر الشديد، والحصار الذي قال عنه السكان هنا: بأنه الأصعب والأقسى عليهم منذ بدء العمليات العسكرية في المحافظة.
المصادر الطبية تتحدث عن العشرات من القتلى والجرحى والمصابين في صفوف المدنيين جراء المعارك المتواصلة.
على الرغم من إعلان الهدنة الموقعة في تموز / يوليو، الماضي، بين طرفي الصراع برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن “مارتن غريفيت”، تستمر المعارك على مشارف مطار المدينة من الجهة الجنوبية الغربية والشرقية، وسط تصاعد الضربات الجوية على مواقع الحوثيين في المدينة وضواحيها.
وكانت عددا من المنظمات المدنية قد وجهت نداءاً إنسانياً للحكومة اليمنية، ومنظمات الإغاثة الإنسانية الطارئة، تدعوها للتحرك الفوري لإنقاذ آلاف الأسر من المدينة ، داعية اطراف النزاع لتأمين خروج المدنيين المحاصرين في مديرية الدريهمي جنوبي المدينة.