كريتر نت / متابعات
اصدرت الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي بيانا حول ما شهدته عدن من تطورات خلال الثلاثة الايام الماضية.
نص البيان:
في العاشر من أغسطس قامت قوات الحكومة اليمنية بإخلاء القصر الرئاسي في عدن. جاء ذلك عقب مفاوضات بين المجلس الانتقالي الجنوبي (STC) والقوات على الأرض لتخفيض حدة القتال الذي سيطر على عدن خلال الأيام الأربعة الماضية. وكما اشار الرئيس الزبيدي في خطاب متلفز في تاريخ 11 أغسطس، فان هدفنا منذ البداية هو استعادة الاستقرار والسلم الإجتماعي خصوصا بعد الهجمات المنسقة والشرسة غير المبررة باستخدام الأسلحة الثقيلة ضد السكان المدنيين والتي قامت بها القوات الحكومية والميليشيات المتطرفة المنضوية تحتها او على ارتباط وطيد بها. ورداً على أعمال العنف المستمرة من ضمنها استهداف المتظاهرين السلميين في عدن، تدخّل المجلس الانتقالي الجنوبي لضمان حماية المدنيين. وعشية عيد الأضحى، رحبنا بإنهاء القتال في عدن واستعادة الاستقرار.
كانت أحداث الأيام الماضية في عدن – وخلال الأشهر القليلة الماضية حول محافظات الجنوب الأخرى – بمثابة ناقوس خطر ينذر بالتحديات الكبيرة التي نواجهها في الجنوب. أسفر التصعيد العسكري من قبل القوات الحكومية عن خسائر في أرواح المدنيين وأدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية لشعبنا.
كما عبر المجلس الانتقالي الجنوبي مع الأطراف المختلفة بشكل علني وخاص مع حلفائنا الدوليين، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص السيد مارتن غريفيث، فإن الحل الوحيد لضمان عدم استمرار التصعيد وضمان حل مستدام للأزمة، هو حل سياسي.
لكن هذا الحل السياسي يتطلب تغييرًا في النهج الدولي الذي شهدناه حتى الآن. لقد تغيرت الحقائق على الأرض. ويستلزم ذلك قبول المجتمع الدولي للوقائع الجديدة ومظلوميات الجنوب التي طال أمدها والخروقات الجسيمة منذ الحرب على الجنوب في عام 1994م. وبالتالي اتباع نهج دبلوماسي يأخذها في عين الاعتبار بشكل اكبر، لأن كل المبادرات السابقة كانت قصيرة النظر وتجاهلت حجم قضية الجنوب والاحتياجات المشروعة لشعبنا.
على هذه الخلفية، يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي مجددًا التزامه الكامل بالمسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة كأولوية، وفي هذا الصدد، نرحب بجهود اشقائنا في المملكة العربية السعودية لرعاية وبدء عملية حوار حقيقي وبناء. نحن على استعداد للمشاركة في أي نوع من النقاش يحمي مكتسبات الجنوب ويضمن دور المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف رئيسي في عملية صنع القرار. كما أكدنا من قبل، فإن أفضل طريقة لتأمين صفقة سياسية دائمة هي من خلال مسار سياسي شامل تحت رعاية الأمم المتحدة يضمن إدراج القضية الجنوبية في جدول أعمال أي مشاورات في المستقبل.
واجه الجنوب لفترة طويلة للغاية حملة تهميش وحشية. منذ عام 1994م عندما أجبرنا على الاستمرار في الوحدة مع الشمال، تعرض شعبنا الجنوبي للقتل والتعذيب، واضطر إلى تحمل مصاعب اقتصادية وإنسانية متعمدة بفتوى دينية مازالت تشرّع معاناة الجنوب، استمرت هذه الحملة حتى الآن. يضاف الى ذلك عدوان الحوثي على الجنوب في عام 2015م. لكن أحداث 1 أغسطس وما تلاها من قتل المدنيين في عدن على يد القوات الحكومية تجاوز خطاً لا يمكن العودة اليه.
يوفر الوضع في عدن الآن فرصة جديدة لنا وللاطراف الاخرى للشروع في خطة سياسية ذات مصداقية، وشاملة حقًا. نقف في المجلس الانتقالي الجنوبي على أهبة الاستعداد للعب دور نشط وبناء في هذا الطريق والدفع بالحلول إلى الأمام، وتمثيل تطلعات شعبنا بشكل شرعي ومنحهم الفرصة لتحديد مستقبلهم.
*الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي
– [عدن – 12 أغسطس 2019]