كتب : عبدالستار سيف الشميري
أدرك أبناء الجنوب أن الخطوة الأهم بعد تحرير أرضهم من الحوثيين.
لكي يمضوا إلى الأمام هي إنهاء الوجود الإخواني في الجنوب المتخفي باسم الدولة، على شكل معسكرات ومؤسسات تحت غطاء الشرعية الذي يتدثر به الإخوان في الجنوب وفي تعز ومأرب ايضا، حيث يبنون إماراتهم الخاصة التي لا تمت للدولة بصلة.
هذا التدثر والتخفي الإخواني لم يفلح في الجنوب كما هو ماثل في مأرب وتعز، التي يعاني أهلها ويلات التهجير والسجن والإذلال لكل من يخالف الإخوان.
حقق الجنوبيون النصر والخلاص من جرثومة الإخوان المسلمين مثلهم مثل الشعب المصري العظيم الذي يوم أن تخلص من نفس الجرثومة.
تنفس الصعداء بعد عام إخواني حافل بالفتن والمحن كاد أن يجر مصر إلى حرب أهلية.
فبرغم كل ما أحدثه الإخوان من ألغام أمام حركة الحراك ونضاله المشروع وما أحدثه الحوثي من دمار.
ورغم المحن الصعوبات التحديات المعوقات الأن شباب الجنوب بقياداتها الجديدة التي استفادة من درس الماضي وقيادات الماضي ووضعتهم في مكانهم الذي يليق كمرجعية ومستشارية لم تعاديهم ولم تنقصهم حقهم بهذه الروح الجماعية،
وبروح النضال الماثل في شباب المقاومة وبالدم الزكي الذي عطر تراب الجنوب وبأقلام كتابه وأغاني وأهازيج الفنانين العظام وبوحي من مفكريه وقادة الحراك الأوائل.
يمضي الجنوب اليوم وهو واثق الخطوات وأكثر تماسكا رغم نقاط الاختلاف العارضة بين نخبه السياسية والاجتماعية، حقق مكسب التوافق والتفويض لمجلسه الانتقالي كرافعة سياسية أخذت شرعيتها من حاضنتها الشعبية ومن الدم الممهور عل الأرض انها شرعية الأرض والدم وهي أعلى مراتب الشرعية حيث الأرض والإنسان.
رغم جراح الأمس ورغم كيد الحوثيين والإخوان والقاعدة ومشتقاتهم.
يمضي أبناء الجنوب بكل ثقة.
رغم كل الصعوبات والاستعداء الذي تسلكه معهم قيادات الشمال البائسة من سكان الفنادق والمنتجعات والمتاجرين بالدماء.
وممن فشلوا أن يحققوا مكاسب على الأرض في الشمال ومن غيرهم من دول وتنظيمات دولية واقليمية.
لقد تخطى أبناء الجنوب كل هذا الاستعداء والكوابح بروح الفلاح الواثق من أن الحصاد بعد الزرع سيأتي لا محاله وهاهم اليوم يمضون نحو أمل بات قريب
بعد أن ضحوا بعشرين عاما من الكفاح المرير وبرجال صادقين قدموا الغالي والنفيس كانت حركة الحراك في البداية غريبة وكان رجالاتها يبدون كمجانين فارقهم الحلم والرشد سخر منهم من سخر ووقف ضدهم القريب قبل البعيد لكنهم كانوا يمضون ببطء وثبات. سنه بعد اخرى جيل يرفد جيل.
خبرات الشيوخ ومهارات الرجال وحماس الشباب واليوم تحتشد الملايين لمواصلة المسار بعد طول انتظار يبدوا الجنوب اليوم أكثر تماسكا وأقرب للواقعية وأحنك في التعامل مع الاشكالات والفخوخ وأقدر على التعبير عن هدفه بوضوح واكيس للتعامل مع الواقع الإقليمي والدولي وواقع الحال الوطني وابعاد كل خطوة يتخذها، وأصبح أكثر مراسا.
يسير بالتدرج الذي لا يفقد الحقوق ولا يودي في الوقوع في المنزلاقات في الأرض التي لم تسوى بعد يمسك بالأرض ويشارك في رسم المسار يتنازل حين يكون في التنازل حكمة ويمضي عندما تكون الدروب سالكة.
اثبت الجنوبيون انهم يستحقون تقرير مصيرهم بالطريقة التي يريدون حين وجدوا شرعية مترهلة يدب فيها الفساد وأحزاب في الشمال يسير معظمها خلف المركز المدنس ونخب ليست بقدر من الشجاعة كي تمد يدا بيضاء لحوار حقيقي دون الغاء او اقصاء..
سيكتب التاريخ أن حركة الحراك الجنوبي واحدة من أبرز حركات النضال في العالم في العصر الحديث سلمية وتضحية وشرف. وغاية ووسيلة.
نضجت على مهل ودونما عجل واوشكت على ان تؤتي اكلها في القريب.
كمواطن من الشمال اشعر بأسى بالغ تجاه فشل مشروع سامي كالوحدة.
لكنني كإنسان اصطف مع حق الإنسان في الحياة والوجود وتقرير المصير.
والوحدة ليست مقدس إنما الحرية هي المقدس الوحيد.
وإذا كنا فشلنا شمالا ولا نزال نحمل عوائق الحوثي والإخوان فليس من الصواب أن نجر معنا بلدا مكتمل الأركان إلي اكواخنا العفنة ومركزنا المدنس ودسائس حزب الإصلاح والحوثي وويلات علي محسن واتباع القاعدة ومشتقاتها.
ليس من الصواب أن تمنع ولدك من التعليم والتفوق بحجة غباء وفشل أخيه دع كل منهم يشق طريقة ولا تزروا وازرة وزر اخرى فكيف لنا ببلد وشعب كان له دولة وكيان ومشروع حطمته عصابات القبيلة والدين.
كيف نريد له ان يساق شعبه كالقطيع مع الشمال الي المجهول بورك الجنوب شعبا وارضا.
طل الصباح
وانشق فجر الحرف
وانزاح الدجى
وتساقط (الاخونج)
وانهار القطيع
وتجلت البشرى
بميلاد الجنوب..