كريتر نت / أرم
أثار بروز أصوات في الحكومة اليمنية تنتقد التحالف العربي لدعم الشرعية، سيلا من الجدل، على مواقع التواصل الاجتماعي، شغل مساحات واسعة من النقاش حول الوضع في البلاد، منذ أحداث عدن الأخيرة، وسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على المواقع الحيوية في المدينة.
وبعد خروج وزير الخارجية السابق، مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي في تغريدات على موقع ”تويتر“ يوم أمس الخميس، تصل حدّ القول إن ”اليمنيّين فقدوا ثقتهم في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن“، جاء وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، مساء اليوم الجمعة ليقول إن ما سماه ”التماهي مع انقلاب المجلس الانتقالي في اليمن، يسقط مبررات تدخل تحالف دعم الشرعية لمواجهة انقلاب المليشيات الحوثية“.
وأجّج ارتفاع سقف الانتقاد للتحالف العربي الصادر من مسؤولين بهذا المستوى في الشرعية، النقاش حول مواقف أطراف في الحكومة اليمنية اعتادت الغمز في قناة دول التحالف، في أي مناسبة، ما يشي بتأثير جهة معينة في الخطاب الذي يصدر عن الحكومة الشرعية، بحسب مراقبين.
وتعليقا على الجدل الدائر غرّد المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر قائلا“ ”الأصوات المحسوبه على الشرعية اليمنية وتهاجم التحالف العربي، وتارة تهاجم السعودية، وتارة تهاجم الإمارات، هؤلاء لايختلفون عن الحوثي الإرهابي، الفرق أن الخطر الحوثي واضح، بينما هؤلاء يتسترون خلف الشرعية، يجب على الشرعية أن تتطهر من هذه الأصوات التي تحاول الطعن في التحالف العربي“.
وردّا على إقحام اسم التحالف في النزاع الدائر بين المجلس الانتقالي والشرعية قال الكاتب السعودي عضوان الأحمري، في تغريدة على تويتر: ”التحالف اسمه التحالف لدعم استعادة الشرعية، لا لدعم استقلال الشمال أو الجنوب، تقرير مصير الجنوب شأن يمني بحت، لكن لكل شيء وقته وتوقيته. لا أحد مستفيد مما يحدث سوى إيران والحوثي، الحوثي يحشد مليونية أيضاً! هل تسميه شرعية؟“.
وفي نفس الاتجاه كتب الكاتب والباحث السعودي فهد ديباجي: ”خلاصة حال اليمن: التحالف يدعم الشرعية وقدم الكثير من أجلها، لكنها مخترقة من الإخوان الذين يتسترون بالشرعية وبعضهم يحاول تعطيلها وعودتها، بينما المجلس الانتقالي يرفض تأمرهم عليه ويجد نفسه أنه وحده يضحي في الميدان، ويرى من حقه الانفصال في ظل ترهل الشرعية التي تفرغت له وتركت الحوثي“.
وحاول الكاتب الكويتي فهد الشليمي، تقديم وصفة للحل بعد أحداث عدن، وقال: ”الشأن اليمني: بكل إختصار وشفافية تجلس الشرعية مع المجلس الإنتقالي وبرعاية سعودية وتقييم دور حزب الإصلاح الإخونجي وكوادره في الشرعية، هل هم مع التحالف ام متكسبين كعادتهم، لإثبات صدق نواياهم على حزب الإصلاح وكوادره حمل السلاح ورمي اللافتات والشعارات والإتجاه لمقاتلة الحوثي في صنعاء“.
وحول توقيت مهاجمة مسؤولين في الحكومة اليمنية للتحالف كتب الصحفي الإماراتي جمال الحربي: ”كشفت أحداث عدن عن العلاقة بين الشرعية والنظام القطري وجماعة الإخوان، فجأة انبرى مسؤولو الشرعية لمهاجمة التحالف العربي واتهام السعودية، وكأنهم كانوا ينتظرون الوقت المناسب فقط لإعلان خيانتهم“، حسب قوله.
ويبدو أن بعض الإعلاميين المحسوبين على قطر اختاروا الدخول على خط الجل، عبر خطاب تحريضي يعكس وجهة نظر الدوحة، حيث كتب الصحفي في قناة الجزيرة محمد كريشان: ”تصريحات شخصيات عديدة من الحكومة الشرعية اليمنية عن فقدان الثقة في التحالف السعودي-الإماراتي الذي ’ذبحهم من الوريد إلى الوريد’ لا معنى لها اذا لم تُتبع بقرارات عملية واضحة.. فماذا يمكن أن تكون؟!“.
ويأتي ذلك بينما تترقب الأطراف اليمنية حوارا دعته له السعودية في العاصمة الرياض، لحل الأزمة الناجمة عن الأحداث الأخيرة التي عرفت مدينة عدن. غير أن المصادر اليمنية تحذر من أن تصاعد الأصوات المنتقدة للتحالف يهدف بالأساس إلى إفشال جهود التحالف بقيادة السعودية، والهادفة إلى إنهاء الخلافات وتوحيد الصف لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.