كريتر نت / متابعات
قال تقرير نشره موقع ميدل ايست اونلاين البريطاني ان “العاصمة الجنوبية عدن أصبحت اليوم حرة، يدير مؤسساتها المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدا ان ما حصل الاسبوع المنصرم في العاصمة، كانت عملية طرد الشرعية المزيفة من اجل اقامة شرعية حقيقية، معتبرا ان ذلك كان ضروريا وخطوة صائبة على طريق التحرر من نفاق الوحدة الذي استلب الجنوبيين وجعلهم يدورون في دروب متاهة لم تكن ذات صلة بمصائرهم لو أنهم حافظوا على شيء من حريتهم”.
وقال الموقع في تقرير للكاتب فاروق يوسف وهو “ناقد وشاعر وكاتب عراقي مقيم في السويد “عدن اليوم هي ليست عدن التي غُلبت بالوحدة عام 1990”.. مؤكدا ان “الوحدة كانت خطأ تاريخيا دفع ثمنه أبناء الجنوب فيما نظر إليه الشماليون باعتباره انتصارا”.
وأضاف كاتب المقالة التي اعيد نشرها في صحيفة (اليوم الثامن) “رفع المتظاهرون المؤيدون للمجلس الانتقالي اعلام جمهورية جنوب اليمن الديمقراطية. تلك الأعلام التي تذكرهم بالاستقلال الحقيقي وبالدولة الحقيقية التي سعوا إلى بنائها لتكون جزءا من العالم الحي والمتحضر”.
وقال “بعد حوالي ثلاثين سنة لم يكن هناك ما يقنع بجدوى الوحدة. فهي لم تغير من طباع الشماليين وهي في المقابل لم تحسن من أحوال الجنوبيين الذين اعتبروا في ما بعد طرفا خاسرا ومهزوما”.
وقال “اما بعد 2014 حين احتل الحوثيون صنعاء وصار على عدن بدءا من العام التالي أن تتحمل عبء صفتها عاصمة مؤقتة لليمن فقد بانت الأمور على حقيقتها بل وظهر الجانب المظلم من تلك الحقيقة”.
وذكر الكاتب فاروق يوسف “انه سبق ليمنيي الجنوب أن حذروا من خلال حراكهم الذي بدأ منذ سنوات من مغبة استرسال دولة الوحدة في سياساتها التهميشية والانعزالية والقبلية والسادرة في غيها السلطوي، وهو ما كان الكثيرون ينظرون إليه باعتباره نوعا من الدعوة للانفصال الذي يغلب المصالح الضيقة على مصلحة الشعب اليمني”.
وقال “كانت هناك محاولة لطمس الصوت الجنوبي وحصره ضمن إطار أقلوية جهوية وحزبية ترغب في إيقاف عقارب الساعة والعودة بالزمن إلى الوراء. وهو ما لم يكن مقنعا على المستوى النظري، لذلك فقد عانى الجنوبيون من سوء فهم دفع بقضيتهم إلى موقع الإهمال”.
وأكد انه “ما لم يفهمه الكثيرون أن الجنوبيين الذين ضحوا بدولتهم المستقلة ومستوى حياتهم المتقدم من أجل الوحدة صاروا يعظون أصابعهم ندما على ما فعلوه، بعد أن فقدوا حرية الحركة في شرح قضيتهم، وهم حين رحبوا في أن تكون مدينتهم عدن عاصمة لما سمي بـ”الشرعية” فقد كانوا يأملون في أن تنقلب تلك “الشرعية” على نفسها لتعترف بالأخطاء التي ارتكبتها وأدى تراكمها إلى ما أنتهى إليه الوضع في اليمن من مأساة لا يمكن التنبؤ بفصولها القادمة، غير أن شيئا من ذلك لم يقع”.
وتابع “العكس تماما هو ما وقع. فـ”الشرعية” التي استقرت مؤسساتها في عدن كانت تُدار عن بعد ولم تكن تلك المؤسسات معنية بالمدينة التي استضافتها إلا على مستوى ما حصلت عليه من ضمانات أمان سمح لها بأن بعقد صفقات مريبة مع أطراف، تعمل من أجل إدامة الحرب من أجل استمرار رخائها على حساب الشعب الذي ساءت أوضاعه المعيشية وضعف أمله في المستقبل”.
وقال فاروق يوسف “كان الرئيس الشرعي وحكومته المعترف بها دوليا يصران على الإقامة في الرياض فيما كانت مؤسساتهم تتعامل مع عدن باعتبارها مدينة محتلة، لقد أعاد ذلك السلوك النفعي والاستعلائي والمغرور فتح الجرح الذي سببته الوحدة للجنوبيين عبر ثلاثة عقود من زمن اليأس، ولم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي ليتشكل لولا عمق وقوة الألم، فالجنوبيون الذين لم يكتفوا بالدفاع عن مدينتهم وتحريرها بل ذهبوا إلى مختلف جبهات القتال ليدافعوا عن اليمن الموحدة كانت حصتهم من احتضانهم للشرعية مؤسسات تنظر إليهم باستعلاء ولا تثق بهم بل وتسعى إلى فرض صفقاتها المريبة مع جهات معادية مثل حزب الإصلاح الإخواني باعتبارها حلا نضاليا”. ومضى الكاتب قائلا “لهذا فقد كان طرد “الشرعية المزيفة” من أجل إقامة شرعية حقيقية ضروريا وخطوة صائبة على طريق التحرر من نفق الوحدة الذي استلب الجنوبيين وجعلهم يدورون في دروب متاهة لم تكن ذات صلة بمصائرهم لو أنهم حافظوا على شيء من حريتهم، عدن اليوم حرة. يدير مؤسساتها المجلس الانتقالي الجنوبي. أما “الشرعية” فإنها ستكون عاجزة عن تفسير رغبتها في استعادة مُلك لم تحافظ عليه”