كتب / محمد النقيب
اعتقدت المليشيات الاخوانية انها وبسيطرتها على عتق عاصمة شبوة قد أمنت مصالحها بالمناطق النفطية التابعة لشبوة وتعتبر ذلك إضافة هامة الى جانب إستحواذها منفردة منذ اعوام على المناطق النفطية بأرب .
خمسون عاما ونيف مضت منذ ان اللتزمت جماعة الاخوان المسلمين باليمن لمرشدها المؤسس حسن البناء بتنفيذ دستور الجماعة الذي صاغه بكتاب – معالم في الطريق – كتاب الانفجارات والدم ااذي نسمعه الان والذي اوجب على من وصفها بالطليعة ويقصد جماعته الاخوان المسلمين تحرير ثروة الامة من الطاغية الاجنبي والعربي على حد سواء كما ورد في ذات الكتاب العنيف في الصفحة 31 : ” وليس الطريق أن نخلص الأرض من يد طاغوت روماني أو طاغوت فارسي إلى يد طاغوت عربي، فالطاغوت كله طاغوت، إن الأرض لله .. وليس الطريق أن يتحرر الناس في هذه الأرض من طاغوت إلى طاغوت! .. إن الناس عبيد الله وحده .. لا حاكمية إلا لله، لا شريعة إلا من الله .. ولا سلطان لأحد على أحد .. وهذا هو الطريق ”
في لقائه بالامام احمد بصنعاء عقد حسن البناء مع النبتة الاصل لحوثي اليوم إتفاق مفتوح النفاذ -وحتى يمهد الله له اسبابه – وكان جوهر الاتفاق ان تكون اليمن اقرب الطرق للسيطرة على مكة، اثمر الاتفاق وقتها بتحويل ثورة 1948 الى حركة اصلاحات دستورية وبمقابل الاتفاق وجه الفضيل والرتاني الجزائري الاخواني إخوان اليمن بالقبول وكان طاعة امره من طاعة الله وما زال ، وبعد عقد ونصف عقد تم تقويض الاصلاحات الدستورية بإنقلاب إستهدف الحكم الامامي شكلا واستهدف المملكة السعودية في مضمونه لكن لم يتغير الاتفاق وظل قائم يترقب الفرصة المواتية ، وقد جرى إحيائه في محاولات طائشة كان ابرزها حادثة مسجد الحرم المكي ونظرا لفداحة إنكشافها قدم إخوان اليمن انفسهم للمملكة كمشيخ قبلي وتعمموا لها بعمامة العربي الاصيل المفطور على براءة الموقف والباحث عن مكسب عيش ونفوذ سياسي
في المملكة السعودية إنكمشت اسرة آل حميد الدين كؤسرة لاجئة مثلها مثل سلاطين وامراء الجنوب، وهذه هي الحلقة المفقودة لتنفيذ إتفاق حسن المرشد واحمد الامام وكان لابد من ان يدور محرك البحث عن إمام كهنوتي بديل يشارك الاخوان في تحين الفرصة لإرساء حكم الله بدلا من حكم البشر وتحرير ثروات الامة من سيطرة الملك الحاكم الطاغي حسب ما نص عليه تي ان تي الامة الاسلامية – معالم في الطريق- ، استمر البحث لعقود تالية حتى بعث من صعدة شيئ اسمه الحوثي ، اسندته جماعة الاخوان المسلمين بما يجب ان يكون عليه وجلبت له الدعم القطري لسنوات وعلمته كيف يقف على قدمية ويتوجه بمشروعه الايراني الى البوابة الجنوبية للمملكة العربية السعودية ودول الخليج لكن هذا الشيئ الحوثي شطح على محددات الشراكة والاتفاق ووضع إخوان اليمن في موضع الانكشاف الكامل ليبتعدو عنه بمقدار ما يحجب ما تكنوه في مضمونهم للمملكة .
إشتغلت إخوانية اليمن بالطريقة المعاكسة المتفق عليها مع الحوثي وقطر وايران على الدفع بالمملكة لخوض حرب على الحوثي الايراني في اليمن واتخذت من الرياض مهربها لتتمكن من منح الحوثي كتلتها الشعبية القبلية والعسكرية في الشمال ومن جانب آخر إستطاعت من تتولى حارس البوابة لكل الدعم السعودي للمقاومة اليمنية والجيش الوطني ضد الحوثيين ، لتكبح جماح المقاومة الجنوبية الصادقة في تحالفها مع التحالف العربي وتحفر في فناء ذات الموقع انفاق وقنوات مكنت الحوثي من الإشتراك غير المباشر في تقاسم ذات الدعم السعودي لشن هجمات على السعودية من حدودها الجنوبية .
وبإختصار للمراحل ثمة خمسة الف آلية عسكرية تسلمتها قوات الاخوان في مارب بقيادة العجوز الاحمر دفعة واحدة وكان نصيب الحوثي الايراني منها على ضوء ما اتضح للقاصي والداني مخازن تسلمها في الجوف وعشرات الاليات منها ما يستخدمها للإستعراض العسكري بميدان السبعين اما ما ادخر منها في معسكرات جيش مأرب واضيف إليها آليات سعودية اخرى منها سلاح الدروع فقد تم توقيتها للحظة إحياء ما نص عليه دستور الاخوان باب السيطرة على ثروة الامة وكان ذلك في إجتياح مدينة عتق عاصمة شبوة الجنوبية الثرية بالحقول النفطية .
إجمالا .. بالسلاح والمال السعودي هل وجد إتفاق المرشد حسن البناء والامام احمد اول معالم الطريق للسيطرة على مكة و ثروة الامة كما ورد في الاتفاق وتضمنه دستور الاخوان في كتاب معالم في الطريق؟!
بعد شبوة يطمع الاخوان والحوثي بحضرموت وموقعها وثروات باطنها وفي حال كسب ذات المعركة من غير ان تغير المملكة من إستراتيجيتها وتتبع الاستراتيجية الاماراتية في دعم المقاومة الجنوبية فإن هذا التحالف الحوثي الاخواني اليمني القطري الايراني لن يخوض بعد احكام السيطرة الكاملة على حضرموت حربا مع المحيط الهندي لإن صحراء الجزيرة العربية ومكتنزاتها النفطية وجهته التالية غايته لتمكين الامة الاسلامية من ثروتها حسب تأصيلهم الفكري الضال وفتنه التي اشعلت الحرائق حول هذا الجزء الهام من وطننا العربي.