اما الدولة القاسمية الزيدية نعم غزت وحكمت الجنوب في القرن السابع عشر لكن تصدت لها سلطنات وامارات الجنوب العربي واخرجوا الاحتلال الزيدي بعد تقريبا 25 سنة.. ولم يعود اي احتﻻل يمني للجنوب غير احتﻻل 94م والثورة مستمرة لطرد بقاياه..
ثم اليمن نفسه كدولة لم يظهر غير عام 1918م
قاليمن كدولة اكبر كذبه في تاريخ الشعوب والدول.. المعروف ان اليمن تسمية جهوية مثل الشام وليست اسم وهوية لدولة وشعب بعينة ..
الجنوب العربي او كما كانوا يسمونه الرحالة والمستشرقون الروم واليونان *العرب الجنوبيون*
هزموا المعانيين السومريين والبعض ينسبهم ارام في ظفار عمان سنة3200 ق.م
واعتمدوا ظفار في عمان حاليا عاصمة لهم ‘وميناء سمهرم ميناء لتصدير منتجاتهم .. ثم نقلوا العاصمة الى ريبون حاليا اسمها حريضة في محافظة حضرموت..
واعقبت هذه المملكة ‘ مملكة حضرموت الكبرى التي اسسها احرار ال يهبئر الحميريين عام 1300ق.م
وعاصمتها *نقب الهجر ميفعة* ثم لاحقا شبوة وميناء تصديرها الرئيسي *قنأ*.. وهذا البحر العربي وهذا خليج عدن واسمه قديما خليج العرب..
اما حرافيش اليمن فمعظمهم شعوبيين ليسوا عربا فهم احباش وفرس وغز وترك وقليل من العرب قحطانيين وعدانيين يقلون عن نصف سكان الشمال..
والفرس هم افضل تلك الاقوام الشعوبية التي غزت ما يسمى باليمن التي اسماها الاحباش ارض الحبشة في احتلالهم الاول.. لكن هؤلاء المعانيين عادوا مرة اخرى وشيدوا لهم مملكة عام 525 ق.م
في الجوف على حدود مملكة حضرموت الكبرى الشمالية الغربية.. وحدث انقلاب في هذه المملكة عام 350 ق.م قاده كرب ايل وتر كاهن المعبد ثم غزا ارض سبأ التي هي مأرب في نفس العام وانتسبوا الى الارض سبأ وتخلوا عن اسمهم *المعانيين*..
وعمدت هذه المملكة على اثارة النزاعات والخلافات داخل *مملكة حضرموت الكبرى* والممالك التي تدور في فلكها – الدولة الاتحادية بمصطلحات اليوم – مثل *مملكة اوسان ومملكة النبط ومملكة قتبان* ..
واستطاعت مملكة حضرموت الكبرى استعادة حكمها على الاجزاء منها ‘ المتمردة عليها ولم يبق الدور غير على مملكة سبأ الكذب والغدر- لاحظ نفس السرقة والكذب والغدر يجري اليوم باسم اليمن واليمننة – فأحس ملكها اشعر وتر ان الدور عليه فلجاء الى الحيلة ‘ وتقدم ملك سبا اشعر وتر في احتفالات النصر بالعقلة وامام وفود الهند وببزنطة والصين وكلدان والحبشة بطلب يد شقيقة الملك العزيلط والمصاهرة مع ملك حضرموت الكبرى العزيلط ولكن اشعر وتر غدر بالملك العزيلط تقريبا عام 150 ق.م واحتل الجنوب – المشرق- ارض مملكة حضرموت الكبرى.. ولقب نفسه ملك *سبا وحضرموت..*
*ظهور الريدانيون الحميريون- حمير الكبرى .*
وتصدى للاحتلال السبئي الريدانيون الحميريون وهم امراء رملة السبعتين في عهد مملكة حضرموت الكبرى وعقدوا مؤتمر حميرم في حصن العر بشبام الاحقاف عام 135 ق.م واعلنوا الثورة بقيادة ملكهم ياسر يهنعم الاول وابنه الملك شمر يهرعش الاول على من اسموا انفسهم – سبئيين وغزوا ارض مملكة حضرموت الكبرى بالغدر والحيلة – و وفي هصه الثورة هزموهم واصبحت ارض المشرق من حضرموت محررة من الاحتلال السبئي فلقب نفسه ملك *ذو ريدان وحضرموت* ..ثم حرروا مارب التي اسماها العرب “سبأ” على اسم جدهم سبا بن يشجب بن يعرب’ واضاف الى لقبه *وسبأ*
*- اي ملك ذو ريدان وحضرموت وسبأ- لاحظوا كيف التسميات يتم تبادلها وتوظيفها ولاسيما الأسم سبأ التي سلخت مارب اسم سبأ بن يشجب عليها*
ثم حرر مايسمى بالشمال – اليمن- اليوم وظغر بالسبئيين – المعانيين- في ظفار تهامة عام 115 ق.م واتخذها عاصمة وابقى مدينتهم *ميفعة عاصمة ثانية* واضاف الى لقبه “ويمنت” وهكذا مع التهائم ونجد التي هي الطود – بنظام فيدرالي او كونفيدرالي بمصطلحات اليوم – .
وهذه المملكة تم الاصطلاح على تسميتها *بحمير الكبرى* وقد حكمت بلاد الجزيرة والخليج والشام والعراق وبلاد فارس والحبشة -ولاحقا “نصب *التبع الحميري حسان* على الطود وحجر الغمر” ملك كندي هو الملك *حجر اكل المرار ثم توسع ملكه اي اكل المرار* حتى وصل العراق ومايسمى بارض كهلان الارض الممتدة من صنعاء الى جبال الحجاز بتنصيب احد ابناءه ملكاعليها – وانتهى حكم هذه المملكة الحميرية الكبرى بنهاية حكم الملك الرعيني الصي اتخصه عاصمته في وادي المعلا ‘ واستولى على الملك في ظفار تهامة العاصمة ‘ لخيعة ذو الشناتر عام 510م وهو ليس من ابناء الملوك وانما من ابناء المقاولة ..
*الاحتلال الحبشي..*
واستغل الاحباش والروم ضعف هذا الملك ومجونة ونشروا اولا النصرانية في ظفار عاصمة مملكة حمير وفي تهامة وفي صنعاء وفي محطة استراحة قوافل التجارة الجنوبية نجران. وفي عام512م احتل الاحباش ظفار وصنعاء وتعز وتهامة ونجران.. بينما ظل ذو الشناتر ملك شكليا – كوز مركوز في ظفار –
*ظهور اليزنيون – حمير الصغرى – محررين*
وفي هذه الاثناء ظهر على مسرح الاحداث اليزنيون بقيادة الملك يوسف اسار يثار ذو نواس – يهودي الديانة- واليزنيون كانوا امراء وادي ميفعة في عهد مملكة حضرموت الكبرى مثل اخوتهم الريدانيون كانوا امراء رملة السبعتين في عهد مملكة حضرموت الكبرى ‘ وبعد وصول الملك – الى الريدانيين توسعت امارة اليزنيين الى عبدان وضراء – وانطلقوا من الجنوب “ارض المشرق” وقتلوا الملك ذو الشناتر في العاصمة ظفار عام 516م وواصلوا حروبهم ضد الاحباش وحرروا صنعاء وتعز وتهامة ونجران عام 518 م وتم اجلاء الاحباش من الجزيرة العربية.
*عودة الاحتلال الحبشي الثاني*
ولم يتقبل الاحباش وحلفاؤهم الروم الهزيمة فجهزوا جيش حبشي قوامه 70 الف بقيادة ارياط وعبروا به البحر الاحمر واشتبكوا مع جيش الملك ذو نواس عام 525م
وقتل في هذه المعركة الملك ذو نواس والكثير من قادته واقياله والارحبيين واعراب كندة – ويذهب الباحث هنا ان المقصود باعراب كندة هم حاليا قبائل باكازم – .. وانسحب خليفة الملك ذو نواس ‘ الملك سميفع اشوع الثاني وهو صهر الملك ذو نواس’ شقيق زوجته ‘ وكل اهل المشرق الى عمق موطتهم في المشرق وتحصنوا في /حصن عرنت ماويت/ حصن الغراب حاليا في بير علي على ساحل البحر العربي بينما ذهب الاحباش وحلفاؤهم من العرب في الهضبة يحتفلون بنصرهم في عاصمة حمير ظفار..
*اتفاق الملك سميفع مع ملك الحبشة على الصلح*
وادرك الملك الحبشي كالب وقائد جيشه ارياط ان جيشهم في حاجة الى التجمع الدفاعي وليس الى التوسع والانتشار فعقدوا اتفاق مع الملك سميفع اشوع الثاني عام 525 م ان لايتوغل الاحباش نحو الجنوب وان يكون هو عاقب للملك كالب الحبشي -اي نائب – وهكذا توقف الغزو للمرة الثانية عند مايسمى حاليا بالشمال الى مارب.
*انقلاب ابرهة على الاتفاق وعلى ملك الحبشة*
وبمساعدة من ذو جدن وحيانة منهم ‘ وهم اخوة ذويزن تمكن ابرهة من قتل الملك سميفع في احد القلاع العسكرية بكدور او جدو الذييبي عام538م.
*ثورة اليزنيون ويزيد بن كبشة واهل مارب..*
جمع ولي العهد معد كرب يعفر ابن الملك سميفع اشوع
الثاني اليزنيين وقتلوا عامل ابرهة في مصنعة كدور واعادوا تشييدها وترميمها وتحصنوا فيها.. وتمكن يزيد بن كبشة الكندي من خطف والي ابرهة على شبام الى العبر الذي كان هو واليا عليها ‘ لكن لم تلتف كندة معه كاملة في هذه الثورة واعاد التفاهم مع ابرهة الذي كان يعتمد سياسة اللين والشد في تعاملة مع اوضاع الجنوب ‘ واطلق بزيد بن كبشة سراح والي شبام وفق تفاهمه مع ابرهة بينما تم قمع ثورة السبئيين في مارب بسرعة لقربهم من معسكرات الاحباش ..
وتحصن كل بنوا اسلم اليزنيون في مصنعة كدور خلال الفترة 542/543م حتى طال الحصار عليهم ونفذ المخزون مما اضطرهم للتفاوض مع ابرهة على شروط وقبلها ‘ وذهبوا اليه في مارب..
بينما ولي العهد معد كرب يعفر غادر ومعه احد ابنائه الذي لم يبلغ سن التبكر متحهين الى امبراطور الروم بحكم روابط الدين الذي يجمعهم – النصرانيه- لكن الاحباش هم ايضا نصارى فلم يتحصل على طلبه ..
فاتجه الى صديقه النعمان بن المنذر ملك الحيرة للتوسط له لدى كسرى فارس لكن كسرى تردد بسبب الحاجز المائي وصعوبة العيش في ارض الصحراء ‘ ومات ولي العهد معد كرب يعفر هناك.. ولكن تمكن ابنه الذي هو لاحقا الملك سيف بن ذو يزن واسمه الصحيح *سميفع* على اسم جده *الملك سيفع اشوع الثاني* بحصوله على المعونة على 8 سفن غرقت منهم سفينتين وارست في ميناء مثوب شرق بير على حاليا 6 سفن عام 565م
والتحقت به جموع القبائل في المشرق وحرر الجنوب واتجه الى مارب *- سبأ-* وقتل ابن ابرهة الذي خلف والده بعد حادثة الفيل..
وتواصل الزحف التحرري على الاحباش الذي اسموا ارض الشمال *-ارض الحبشة-* في احتلالهم الاول لها وتحررت مايسمى بالشمال بعد الجنوب وتم تنصيب الملك سيف ملكا واتخذ من غمدان مقرا لملكه..
وقد قدمت عليه وفود العرب تهنئه بالنصر وبالملك ومن اشهر تلك الوفود وفد قريش وفيه *عبدالمطلب بن هاشم* الذي كان هو متحدث الوفد امام *الملك سيف* ثم دعاه الملك لاجتماع معه بدون اصحابه ‘ وقص عليه قصة ظهور *نبي عربي في تهامة* واعطاه كل الصفات فقال *عبدالمطلب هو في بيتي لابني عبدالله*’ وادناه الملك منه وحذره من رهطه الذي معه في الوفد ومن احبار اليهود ورهبان النصارى ..
ومات *الملك سيف* في ظروف غامضة على خلاف في التاريخ عام599م..
المراجع:
1-اليزنيون موطنهم وادوارهم في تاريخ اليمن- الاستاذ الدكتور / ناصر عبدالعزيز يسلم بن حبتور..
2- المفصل في تاريخ العرب ج2 الدكتور جواد علي
3- تاريخ الشرق القديم
للدكتور حلمي..
4- صفة الجزيرة العربية-
الهمداني..
4- روايات بعض الاخباريون القداماء
5- مفالات للكاتب السياسي والباحث في التاريخ- صالح احمد البابكري
6- منشورات متفرقة اخرى..