كريتر نت / كتب- جهاد عوض
مع الأحداث والتوترات السياسية والعسكرية, تبرز وتلعب وسائل الإعلام الدور الأكبر في نقل وتغطية ما يحدث من أخبار وأحداث, من مكان وزمان الحدث على المتلقي والمتابع لها, كون هذا من صلب عملها ومهامها, وبصورة حيادية ودون انحياز لأي جهة وطرف.
إلا أن كثير من القنوات والصحف تنحرف عن هذا, ولا تلتزم بالحياد المطلق في نقل ورصد الخبر وتحليله, بل تتبع وتنتهج سياسات وتوجهات دولها ومالكيها, ومنها قناة الجزيرة الإخبارية كمثال, والتي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة في الوطن العربي, حيث نجد أنها في الأحداث الأخيرة في عدن, انحازت وخرجت عن مهمتها وهدفها الاساسي في نقل الأخبار من موقعها ومصدرها وبكل مصداقية ومهنية, بغض النظر عن كل ما يحمله الطرفان المتنازعان, من حجج وبراهين وأي منهما على حق وصواب.
حيث حاولت بشتى الوسائل وما تملكه من تأثير وانتشار على المتابع, خلط الأوراق وحرف الحقيقة عن الطريق في عملها الإعلامي, لتشكيل راي عام, في النزاع الأخير والقضية الجنوبية بشكل عام, بتسخيرها الوقت والامكانيات اللازمين, من خلال التغطية المباشرة للحدث وعلى مدار الساعة, وتضخيم الأخبار المغلوطة وشيطنة طرف على طرف اخر, واستضافة ما يسمى محللين من عواصم شتى, معروف عنهم انتماؤهم وتوجههم السياسي, في صورة مفضوحة ومكشوفة في الدعاية الإعلامية السمجة, لتعزيز موقفه ورفع معنوياته لمواصلة القتال والعنف لأطول فترة ممكنة.
وبهذا الموقف والتصرف والغير معتاد منها, خسرت الكثير من مكانتها وثقة متابعيها, وجعلها عرضه للانتقاد والاتهام بانحيازها لطرف معين بوضوح, وايجاد العذر والمبرر لافتعاله الازمة وعدم تحمله مسؤلية تبعات ما حدث.
وهذا ما زاد الفجوة بينها ومتابعيها, – – وعليها مراعاة والتدقيق في ما تقدمه من مضمون ومحتوى أخباري , دون تهويل أو تهوين, وأن المتابع أصبح اليوم أكثر ألماما وادراكا بما يحدث محليا, مع ما يملكه ويتوفر بين يديه من وسائل التواصل الاجتماعي, التي تنقل اليه الخبر بالصوت والصورة مباشرة, قبل ما يظهر وتبثه القناة في كثير من الأوقات.