كريتر نت / BBC
تناول عدد من الكتاب العرب ذكرى عاشوراء، ومقتل الإمام الحسين بالقرب من كربلاء في القرن السابع للميلاد، التي يحيي المسلمون الشيعة في العراق وفي بلدان أخرى طقوسا خاصة بها في العاشر من شهر المحرم كل عام.
وانقسمت المقالات ما بين تأكيد احتفال السُنة أيضا بذكرى عاشوراء بالصيام كما أوصى النبي محمد (ص)، وانتقاد بعض الكتاب العراقيين للتباين بين تصرفات الساسة وتعاليم الحسين.
كما كال بعض الكتاب السُنة والشيعة الاتهامات لكل من السعودية وإيران باستغلال الذكرى لمآرب سياسية.
‘له فضل كبير عند أهل السنة’
يتذكر محمد داودية في ‘الدستور ‘ الأردنية كيف كان يتم الاحتفال بذكرى عاشوراء في حارة المعانية في صباه عن طريق طهي كميات كبيرة من الطعام التي يقوم الصبية -وهو منهم – بتوزيعها على كل البيوت.
وتحت عنوان ‘عاشوراء في وجدان شعبنا ‘، يقول داودية: “يجتمع الإخوة السنة والشيعة على محبة واحترام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب.
ويشاركهم احترامه وتقديره كل بني البشر من كل الأديان والملل والنحل، الذين يرفضون الظلم والغدر والخذلان ويمجدون البطولة والمقاومة والشهادة”. قع ‘صدى المواطن ‘ السعودي، يؤكد رده بن سعيد الحرثي أهمية يوم عاشوراء للمسلمين السُنة قائلا: “هذا اليوم له فضل كبير عند أهل السُنة والجماعة لفضل صيامه وماله من فضل في تكفير ذنوب سنة ماضية”.
‘يقتل من جديد’
أما في العراق، فيكتب علي حسين في جريدة ‘المدى ‘ قائلا: “اليوم نتذكرك يا إمام الحرية، ونحن نرى ساسة يتحدثون ليل نهار عن القيم الدينية، وأخلاق الحاكم، ورضا الله والعباد، ومصطلحات وعبارات ضخمة، لكن أكثرهم لا يؤمنون بما يقولون، سياسيون تعددت صورهم وأشكالهم، بعضهم لبس عباءة الفضيلة ليداري رذائله، روائح فسادهم ملأت أروقة مؤسسات الدولة وتسربت منها إلى الشوارع والأقضية والنواحي والمدن، وتحول بعضهم إلى مصيبة وقعت على رؤوس الناس، يتحدثون في ثورة الحسين لكي يخدشوا نصاعة وجهها وروعة مبادئها، وليجردوها من أهم ما جاءت به من معاني الرحمة واحترام الحياة، يدافعون عن الفساد والمفسدين والمرتشين، ويؤلبون فئة على أخرى، ويقيمون الدنيا ويقعدونها من أجل الحفاظ على كراسيهم”.
وعلى نفس المنوال، يقول نجاح سميسم في ‘الزمان ‘ العراقية: ” الكل يصيح يا حسين ، وا حسين ورجالات الحكومة يلبسون السواد ويقيمون العزاء وأيضا يكذبون عليك بصراخهم وا حسين وأنت أعرف بهم لأنهم من شذاذ الآفاق ومحرفي الكلم. سيذهبون إلى مزبلة التأريخ كما هو حال مَنْ قاتلك وقتلك وتبقى خالداً ما بقى الزمن يا حسين”.
ويقول محمد فلحي في جريدة ‘المراقب ‘ العراقية: “يا ليتنا اقتدينا بالحسين في ترسيخ العدل والمساواة والتسامح ورفض العنصرية والعصبية القبلية الجاهلية التي استبدلها الإسلام بالكرامة الإنسانية”.
ويضيف: “يا ليتنا اقتدينا بمنهج الحسين في التعاملات الاجتماعية اليومية، فلا فساد ولا نفاق ولا كذب ولا خيانة ولا تزوير ولا خداع ولا غش ولا كسل ولا جهل ولا تخاذل”.
‘ليست مناسبة عنصرية’
على صعيد آخر، استغل عدد من الكتاب الحدث وتراشقوا الاتهامات حول من يقوم بتسييس يوم عاشوراء.
يقول خالد الغنامي في ‘الاتحاد ‘ الإماراتية: “إنها قصة تاريخية حصل مثلها كثيراً، لكن خطاب الخميني الساعي نحو تصدير الثورة قرر أن يحتفل بهذه القصة بطريقة تختلف عن احتفاء الشيعة بها على مر العصور، فملالي إيران يريدون للحسين أن يكون رمزاً خالداً للثورة والحرب الأهلية”.
أما عبدالفتاح علي البنوس في ‘الثورة ‘ اليمنية، فيقول إن “مظلومية كربلاء التي أجمع عليها كل المؤرخين والمحدثين ليست مناسبة عنصرية ولا سلالية- كما يحاول البعض تكييفها- لكنها فاجعة للإسلام والمسلمين، حيث عملت السعودية والوهابية على تغييبها عن المناهج الدراسية في المدارس والجامعات العربية والإسلامية”.