كتب : عبدالله فرحان
فعلى القاعدة نفسها يقولون : اذا ابردت بريدا فابرد حسين الوجه طيب اللسان !
وبالبلدي يقولوا ارسل الفتى ولا تعنيه !
فلم يكن ابتعاث الرسول للامام علي الى صنعاء الا اختيار لحكمته ولم تكن ولاية الرسول لمعاذ بن جبل كممثل عنه الى الجند الا اختيار لحسن الخلق والنزاهه وسعة الصدر المسؤل المستوعب للجميع ..
لن يختلف معي احدا على تلك الثوابت التي تعد اهم ركائز الاختيار في التمثيل بالانابة لمسؤل الدولة الاول او قائدها الاعلى ليتمكن من خلال ممثليه تحقيق النجاح وبناء اركان الدولة وتحقيق مبعوثه للمهام مهما كانت جسام وفي اي ظرف كان ؟!!
فعلى سبيل المثال واسقاط لتلك الثوابت على واقعنا اليوم وفي اطار سلطات الشرعية في اليمن واختيار الرئيس هادي لممثليه في الابتعاث الخارجي بدأ بوزير خارجيته وسلكه الدبلوماسي وانتهاء بممثليه في المحافل وطاولة المفاوضات الدولية ..
يقتضي ايضا حسن الاختيار لطاقم الحكومة من وزراء ومستشارين ولدى المحافظات سواء في اجهزتها التنفيذية او مؤسستي الجيش والامن .
فهنا ومن خلال مدى الالتزام بمعايير حسن الاختيار سيسهل على الجميع اصدار الاحكام المبكره على الجدية لتحقيق النجاح او السير نحو طريق الفشل وانهيار ما تبقى من اشلاء دولة يتزايد احتقان رفض القبول بها دوليا ومحليا على مستوى جمهورها الشعبي وحاضنتها المجتمعية ..
فلنذهب بشيئ من الشخصنة لسرد نماذج تجسدت فيها كارثة انعدام حسن الاختيار في قرارات تمثيل قيادة الشرعية لدى
التالي :
1 _ خارجبا ، فبعد الفشل الذريع للاختيار السابق لوزير الخارجية وتنحي الوزير اليماني كممثل فاشل للمنصب والذي لم يتم اختيار بديل له حتى الان رغم مرور قرابة نصف عام وليظل الرئيس هادي دون ممثل له خارجيا في ظل اوضاع محورها العلاقات الخارجية .. !!
التمثيل خارجيا ايضا لدى السلك الدبلوماسي في معظم السفارات استند الاختيار فيه على معيار المجاملة مع الاقرباء والاصدقاء من جهة ومعيار التجارة وفرص الاستثمار من جهة اخرى .!!
الحال نفسه في اختيار ممثلي الحوار والتفاوض والمشاورات الدولية بالانابة عن الشرعية بتقديم نموذج فشل الاختيار وتحويل المهام الى زيارات وفسح وتنزه تحت مسمى وفود مفاوضات !!!
2 _ داخليا : فعلى مستوى بعض وزراء الحكومة باختيار مفتقر لمعيار النزاهه واخر حزبي ومناطقي مشحون بالعنصرية وتصفية الحسابات ..
فعلى سبيل المثال :
لم يكن الاختيار موفقا ولو بنسب ضئيلة لدى وزارة الاعلام في شخصية وزير جل همومه العواطف ومتعلقاتها ..
لم يكن موفقا في وزارة الداخلية بوزير مشحون بالمناطقية ونزعة الانتقام كان عاملا رئيسا للتشظي وانفجار الاوضاع في العاصمة عدن التي يضمر ضدها بأثر رجعي كثير من الانتقام ضد ابنائها .. !!
ناهيك عن كونه وزير ماضيه السياسي والاداري عنوانه الفشل وعلى مستوى مهامه الحزبية . ولعل ماضي مهامه التنظيمية في اطار حزب المؤتمر للعام التنظيمي 1999 _ 2000 لدى فرع المؤتمر الشعبي بتعز عندما عمل الميسري كممثلا للامانة العامة لادارة واشراف اجراء الانتخابات الداخلية لهيكل المؤتمر في ظل مرحلة كانت نتائج الانتخابات الداخلية للمؤتمر تمثل قضية جوهرية يترتب على ضوئها تغيير مسار الوضع العام للوطن والقضايا الوطنية .. فكان حينها الميسري وزير داخلية هادي حاليا وممثل صالح حينها حزبيا في تعز .. كان وللاسف ادنى بكثير من مستوى كونه مكلفا بادارة انتحابات فروع المديريات وقيادة الفرع في المحافظة وتصعيد ممثلين الى اللجنة الدائمة . حيث غير وبدل وشقلب ولخبط وبعثر كل المعايير واللوائح الداخلية حتى جعل النتائج الانتخابية تفرز وفق معيار العزومات والمناطقية بيعا وشراء ليزرع بذلك بذرات مناطقية على الطريقة التي يستهويها في سياسته حاليا كقيم راسخة في قناعاته للتعامل مع الاخرين .!!
وهو الحال نفسه لسلوك الوزير الميسري في وزارته وواقع عدن ومحيطها التي عصفت بها الاحداث بفعل هفوة اختيار الشرعية للميسري كممثلا لها لدى جهاز الداخلية والامن !!!
وزارة الدفاع وهيئة الاركان وقيادات المناطق العسكرية وصولا الى قيادة الالوية .. فجميعها هي الاخرى كوارث سوء اختيار قيادة الشرعية في التمثيل لها في لدى اهم واخطر هيكل مؤسسي على الاطلاق يتحدد على اساسه صناعة الاوضاع ومستجداتها ورسم خارطة الجغرافيا للوطن واستقراره .. والتي كانت في معظمها اختيارات مناطقية وجهوية وحزبية وفرض ولاءات لمتنفذين بعيدا عن المعيار الوطني المستبدل بمعيار التجارة والاستثمار …
فهكذا هي الاختيارات الفاشلة للرئيس هادي وهكذا هو الواقع الذي تعيشه الشرعية حاليا كنتاج طبيعي لذلك الاختيار .