كتب : عبدالستار سيف الشميري
جماعة الإخوان، بذراعيها العسكري والسياسي، اختطفت تعز المدنية، قزمتها وصنعت منها إمارة خاصة.. واليوم تحرك جهازها الإعلامي المدعوم قطرياً لتشويه أبرز رجالها ومن يرفضون هذا العبث الإخواني المتواصل بحاضر ومستقبل تعز.
لقد قدم الإخوان تعز للعالم كحاضن للجماعة والإرهاب،
وصمت الجميع خوفاً من الإخوان أو طمعاً، وبلعت النخب ألسنتها، وانساق البعض يبرر ويقلل من خطورة الوضع.
لكن بعض المخلصين لم يصمتوا.. إنهم القلة من قيادات تعز الذين قالوا لا للجماعة بكل شجاعة، واصطفوا مع من يقاومون هذا العبث، ولا يرضون بهكذا اختطاف، إنهم اليوم يتعرضون لتشويه ممنهج كضريبة للموقف أولاً، وكوننا نراهن عليهم ثانياً في أن يكونوا درعاً وحماية لتعز من رجال قطر وعبث الإخوان.
إن واجب اللحظة الراهنة هي أن نستحث رجال تعز الذين يمكن أن يكونوا طوق النجاة الأخير لانتشالها من جنون رجال قطر الذين يحكمون تعز اليوم، وبها يعبثون باسم المقاومة والدين والوطن.. فمنهم من قام بالنهب وفر إلى تركيا والسعودية وقطر، ومنهم من لا يزال ينهب ويسفك الدماء.. لقد حولوا تعز إلى مركز لتجارة الحرب وقدموها كمركز للفوضى والفساد.
تعز تحتاج إلى قيادة محبة لها، يلتف خلفها الجميع، ويساندونها بوعي، هناك نخبة كبيرة قادرة إن هي تكاتفت وصنعت لها قيادة أن تنقذ ما يمكن إنقاذه.
ماكينة الإصلاح اختارت أبرز شخصيتين لهما من القدرات والحضور في أن يقلبا الطاولة على الإخوان في تعز، حيث وإن نخبة تعز تراهن عليهما وترى فيهما النسق الأخير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهما: الشيخ سلطان البركاني، واللواء حمود الصوفي.. أكاد أجزم أنهما آخر أمل في حصاد النخبة التي آثرت الصمت والسكوت.. وهما ميراث تعز وامتدادها الطبيعي لأحمد عبده سعيد والنعمان والفضول وكل رجال العمل والتنمية، مع اختلاف الظروف والقضايا أو تشابهها أحياناً، ولكل زمان دولة ورجال.
فالشيخ سلطان معزز بكتلة برلمانية تتعدى تعز وحضور نوعي وقبول كبير، كان الإخوان يظنون أنهم لكثرة الحروب الإعلامية عليه قد أحرقوه، فيظهر مارداً جديداً يعيد التوازن لتعز ويعطي نخبتها أملاً بعدم اليأس.. ولذا تنال منه أقاويل السفهاء، لأنهم يعلمون أنه رقم صعب، وأحد رجالات تعز الذين يمكن الرهان عليهم.
كذلك اللواء حمود خالد الصوفي، المثقف والإنسان، يمثل طوداً كبيراً وشبحاً مخيفاً لرجالات قطر، وبكل شجاعة يظهر ليقول لا لمن يعبثون في تعز في أكثر من تصريح.. لم يسلك سلوك الذين يمسكون العصا من النصف، أو يجيدون لعب التوازنات من أجل ضمان أدوار مستقبلية.. لا يخاف الحسابات ولا يكترث لفقدان الامتيازات والفرص، حتى الإصلاح يهاب مواجهته بصورة مباشرة بشخوصه المعروفين، فيذهب بتسليط بعض السفهاء من الدرجة الثالثة والرابعة ممن يستخدمهم الإصلاح كمتافل وممن يدعون أنهم ينتمون إلى أحزاب اليسار وهم مجندون مع الإصلاح أو اصلاحيين تحت الطلب وبغايا للإيجار في سوق الإعلام والسياسة متواضعي القدرات والأخلاق، وهذا النوع من الأشخاص يستفيد منه الإصلاح كثيرا، يجندهم بسعر زهيد ويكلف أي قيادي إصلاحي فارغ بادارتهم لهم نماذج كثيرة تعرفهم بزعيقهم الدائم على خصوم الإصلاح.
يمتلك حمود كاريزما فريدة عرفها كل من اقترب منه أثناء إدارته لمحافظة تعز والوزارات التي تقلدها، ويمتلك من روح الشهيد الحمدي الكثير أبرزها شيء من الإصرار والمغامرة. ويمتلك من علي صالح المكر والمرونة. وله في شعاب السياسة باع والإدارة والقانون كذلك يعشق النجاح ويقدمه على المكاسب الأخرى، وهذه ميزة وقيمة مضافة.
يمكن أن يكون الورقة الرابحة التي تقدمها تعز لأي تمثيل لها مستقبلا كنائب رئيس أو رئيس وزراء، ولو كان سيسمح لتعز برئاسة اليمن فلن نجد أفضل منه على الأقل لو استعرضنا كل الأسماء الحالية لنخبة تعز. يشكل الثنائي سلطان وحمود مغناطيس تعز الجاذب لكثير من النخبة التعزية بل واليمنية، وإذا انضم إليهما شخصيات كأمين محمود وشوقي هائل ورشاد العليمي وعبدالسلام الدهبلي ومارش عبدالجليل وعبدالله نعمان وعدنان الحمادي وعبدالولي الشميري وأحمد محمد عثمان وأعضاء مجلس النواب عن تعز ووجهات ومشايخ تعز وناشطي واعلاميي تعز الأحرار فلا شك أن هذا الجمع والاصطفاف هو من سيخلص تعز من رجالات قطر، الذين يتكسبون باسم الحرب والجرحى والشهداء، ولابد لهكذا اصطفاف أن يكون كي تعود تعز التي نحب حاضرة المدنية ومدينة السلام والتعايش.
ما نحتاجه اليوم ليس الدفاع عن سلطان البركاني وحمود الصوفي من بعض حماقات الإخوان، فذلك يزيدهما شرفاً، كونهما غير مرضيين من العصابة وحشد القطيع.. إن ما نحتاجه هو الاصطفاف معهما والايمان بهما كقيادة للخلاص.
كانت مشكلتنا في تعز هي القيادة الشجاعة، واعتقد انها تخلقت من رحم الصعاب والحرب والمواقف واننا في مرحلة نحتاج القوي الأمين الذين لن يداهنوا جماعات العنف وسيقفون بشجاعة مع محافظتهم دون خوف أو وجل.
قد يقول البعض إن هناك عشرات الشخصيات ممتازة قد توازي من اكتب عنهم اليوم. وهذا صحيح، لكن الصحيح أيضا أنها ليس لها قدرة التواجد والتأثير وإمكانياته وشروطه الموضوعية كما للشخصيتين على الإطلاق، فدائما هناك شخصيات حباها القدر ملكات وحباها الحظ حضوراً وامكانيات، وحباها إصرارها خبرة وقدرات في مواجهة رجال قطر الذين صنعهم الإخوان واستثمرتهم قطر على عجل وجندتهم لمشروعها الخاص، وجعلت منهم نماذج التكسب الرخيص، كونهم من ذوي القدرات الضحلة.
لقد أفسدوا وهم يدعون أنهم يحسنون ويقاومون، لا يستوي الذين يقدرون والذين لا يقدرون ولا الذين يفسدون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا والذين يبنون تعز بجهودهم سابقاً ولاحقاً.
يستطيع حمود الصوفي وسلطان البركاني أن يكونا ملهمين للكثير وأن يقودا زمام المبادرة باسم تعز ويعبرا عنها، ولا يحتاجان منا الدفاع عنهما من بالوعات القطيع وحشدهم الشعبي بقدر ما يحتاجان أن نقول بصوت جمعي واحد إنا معكما عسراً ويسراً من أجل تعز.
وإن غداً لناظره قريب..