أحمد الباشا
«مدرسة خالية من الألغام»، كتابة على جدران مدرسة عقبة بحي ثعبات في تعز، عند قراءتك هذه العبارة «تصاب بالذهول»، وتتساءل أي قلوب تحملها الميليشيا الإيرانية، فخخوا حاضر أطفال اليمن ومستقبلهم.
مدرسة عقبة واحدة من المدارس، التي نالت نصيبها من اعتداءات ميليشيا الحوثي، حيث توقف فيها التعليم منذ مارس 2015، بعد أن حولها الحوثيون مركزاً لقيادتهم، وثكنة عسكرية لقيادة انقلابهم ومخططهم التوسعي في المدينة بعد السيطرة على صنعاء.
أعمال نهب
تعرضت المدرسة للدمار والخراب الذي شمل معظم أجزائها، وكذلك تعرضت لأعمال نهب وسلب منهجية، هدفها إنهاء دور المدرسة، ودون رحمة أو إنسانية قاموا بتفخيخ المدرسة وزراعة الألغام في ساحتها لمنع أي تقدم إليها بعد وصول القوات اليمنية إلى القرب منها، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الوصول إلى المدرسة وتحريرها وتطهيرها من ميليشيا الانقلاب.
منذ العام 2016 أدخلت ميليشيا الانقلاب مدرسة عقبة في دائرة الإيقاف الإجباري وزادوا من معاناة السكان من حولها بالذهاب إلى مناطق بعيدة لتعليم أطفالهم بسبب خطر الألغام المنتشرة في باحاتها وفصولها.
حتى سبتمبر الجاري ومع بداية موسم العودة إلى المدارس تدخل المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، لينفذ حملة لتطهير المدرسة من الألغام، استمرت الحملة لأسابيع استطاعوا من خلالها تطهير المدرسة من جميع الألغام المزروعة بعد عملية فحص واسعة شملت جميع أجزائها، وبعد الانتهاء من الحملة تم تسلميها إلى مكتب التربية والتعليم ودخول فرق لبدأ أعمال الترميم استعداداً لعودة المدرسة لممارسة دورها التعليمي في تنوير أطفال اليمن وسط فرحة للأهالي والسكان في المنطقة بزوال الخطر الذي يحدق بأطفالهم وإنهاء معاناهم للذهاب إلى مناطق بعيدة لتلقي التعليم.
عمل إنساني
ويقول رئيس المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام إبراهيم سنان لـ«البيان» عملنا في نزع الألغام عمل إنساني هام من أجل فتح الممرات والطرق، من أجل عودة السكان إلى منازلهم والطلاب إلى مدارسهم، وقمنا باستهداف مدرسة عقبة في منطقة ثعبات على مدى أسابيع طويلة بفحص المدرسة وتطهيرها من الألغام وفحص كل متر مربع داخل المدرسة.
وأضاف أن الفريق استطاع استخراج أكثر من عشرات الألغام المخصصة للأفراد من باحة المدرسة المخصصة كملعب للأطفال والطلاب وساحة للاستراحة، وأنهم استخرجوا كذلك عبوات ناسفة وألغاماً مخصصة للآليات العسكرية، وتم تعديلها محلياً لتكون ألغاماً فردية، حيث يكون انفجارها كبيراً وقاتلاً ولا يكتفي ببتر أحد أطراف الضحية.
القاتل الخفي
كما أكد سنان خطورة الألغام والتي أسماها «القاتل الخفي»، الذي يتربص بالضحية لسنين طويلة قد تصل إلى 50 عاماً، ليكون ضحيتها من المدنيين إما طفلاً وإما معلماً أو عابراً للسبيل.
اليمن يعد واحداً من الدول التي انضمت إلى اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد «اوتاوا»، ولكن هذه الألغام وقعت بيد الميليشيا الإيرانية، التي لا تعترف بالمعاهدات الدولية ولا تعيرها أي اعتبار، وتنتهك الإنسانية بالقتل والقصف والاستهداف المستمر للمدنيين.
يمن الغد