كريتر نت / اليوم الثامن
لم تمر الا أيام قليلة على إخونة السلطات المحلية والأمنية والعسكرية في محافظة شبوة، عقب السيطرة عليها عسكريا في الشهر الماضي، حتى أصدرت قرارات جمهورية جديدة تحمل توقيع الرئيس هادي، لكن وفقا لمصادر سياسية قد أكدت ان هادي لم يعد يحكم بل ان قراره اصبح منزوعا، خاصة في ظل وجود تسريبات عن قرارات جديدة تقضي بإقالة محافظي حضرموت والمهرة، وتعيين بدلا عنهما قيادات إخوانية.
ما ان انتهت مأرب في السيطرة العسكرية على شبوة الجنوبية الغنية بالثروات النفطية، حتى باشر التنظيم اليمني الممول قطريا وعبر محافظ المحافظة الإخواني محمد بن عديو، في عزل المسؤولين “غير الإخوان”، حتى وان كانوا من المؤيدين للسيطرة الإخوانية على المحافظة الجنوبية.
وذهب الإخوان إلى استكمال مشروع الإخونة الذي دشنوه منذ وقت مبكر بالسيطرة على القرار الرئاسي اليمني، بتعيين وزيرا للخارجية ينتمي الى الإخوان وهو محمد عبدالله الحضرمي.
وفقا لمصادر سياسية تحدثت لـ(اليوم الثامن) :”فقد أصدر الإخوان الذين يتحكمون في القرار الرئاسي اليمني قرارا قضى بتعيين أحد قادة التنظيم وهو محمد الحضرمي، وزيرا للخارجية اليمنية”.
وتشير مصادر أخرى الى ان الحضرمي الذي لا ينتمي الى محافظة حضرموت الجنوبية كما اشيع، بل هو يمني من سنحان في صنعاء، وينتمي سلاليا إلى بني هاشم اليمنيين القاعدة الرئيسية للحركة الحوثية.
واعتبرت مصادر سياسية القرار بأن يعد تحديا للسعودية التي تستضيف مشاورات جدة، والهادفة لتوحيد الجهود في الحرب ضد الحوثيين الذين تبنوا هجمات إرهابية استهدفت منشئات حيوية في السعودية.
ونفى مصدر في الرئاسة اليمنية نية الرئيس هادي اصدار قرارات بتعيين جنوبيين، كما روجت له بعض وسائل الإعلام، مشيرا الى ان قرارات التعيين تخضع في المقام الأول لرغبة ورضاء الإخوان الذين دخلوا في تحالف علني مع الحوثيين الموالين لإيران.
وتحدثت مصادر ومعطيات سياسية عن اتفاق ضمني غير معلن بين الرئاسة اليمنية والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وبعض أعضاء الرباعية الدولية المعنية باليمن في الشهر الماضي إلى تسريع مفاوضات التسوية المباشرة مع الحوثيين ووضع التحالف بقيادة السعودية أمام الأمر الواقع.
وتؤكد الحرب التي يشنها الإخوان على الجنوب ان تحرير الشمال من القبضة الحوثية لم تكن الهدف الرئيس لهم، بل انهم ذاهبون للاستحواذ على الجنوب، مقابل ان يكون الشمال للحوثيين.
وعلى الرغم من اجماع الكثير من الأطراف اليمنية على ان هادي أصبح غطاء إخوانيا لتنفيذ اجندة التنظيم الرامية للسيطرة على الجنوب، الا ان حلفاء الدوحة باتوا يعملون بشكل علني على وضع السعودية أمام أمر واقع يفرضه الحوثيون في الجنوب، وهو ما قد يجبرها على التعامل معهم حين يحكموا الجنوب.
لا شك ان هادي لم يعد حاكما فعليا لليمن، بل ان القرار اصبح في قبضة مدير مكتبه الإخواني عبدالله العليمي الذي يعمل لتنفيذ اجندة الدوحة الخصم اللدود للسعودية، فلا يوقع اي قرار تعيين لأي شخص ما لم يكن مؤيدا ومستعد للعمل ضمن اجندة الإخوان.
وتشير المعطيات على الأرض إلى ان هادي لم يعد يحكم، بل ان الإخوان هم الحكام الفعليون، خاصة ان هناك حديث عن عزم الرئاسة اليمنية عزل محافظ حضرموت فرج سالمين البحسني، الذين اتخذ قرارات جديدة تخدم تطلعات أبناء المحافظة الجنوبية.
استطاع الإخوان نقل المعركة من الشمال ضد الحوثيين إلى الجنوب، ضد الجنوبيين، وافساح المجال امام الحوثي لترتيب المرحلة القادمة ووضع السعودية امام سلطات أمر واقع في الجنوب للإخوان والشمال للحوثيين.
ويشير الكاتب أمين الوائلي في موقع نيوز يمن إلى تصريحات مارتن غريفيث خلال جولتيه الأخيرتين إلى عدد من العواصم ولقاءات بريطانية-
أوروبية في طهران مع وفد الحوثيين وتبلور توجهات لدى الإدارة الأمريكية تصب جميعها في نفس الاتجاه نحو تفعيل الحوار اليمني- اليمني أو بين الشرعية والحوثيين برعاية غربية وأممية”.
ويضيف الكاتب “تشير المعطيات في هذا السياق إلى تبني بريطانيا هذا المسار، والتي تلقت إفادات ومعطيات إيجابية من الرئاسة اليمنية في الرياض تستعجل خطوات عملية بصورة سريعة لإنجاز تقدم تحت عنوان “احتواء الحرب”.
ويفسر الكاتب “زيارة هادي القصيرة والسريعة والغامضة مؤخراً إلى الولايات المتحدة، لعدة أيام، وضعت في أجواء الترتيبات التي تسنى طلبها في هذا الشأن، مذكرا بأن مجمل التحركات البريطانية باتجاه الحديدة وتبني مسار السويد وقرارات مجلس الأمن نهاية العام الماضي جاءت في أجواء زيارة مشابهة أيضاً -علاجية ومطولة- للرئيس هادي إلى الولايات المتحدة ولم يعد إلا وقد انتهت لقاءات السويد.
التقارير الصحفية الغربية التي لم تكن تصل لليمن أو تنقلها الصحافة والإعلام العربيان، كانت أوضحت في تلك الفترة أن التحركات البريطانية استندت بالأساس “على طلب والتماس رسمي يمني من الرئيس المؤقت شخصياً” والذي أراد إبقاء الأمور في ما يخص موضوع الحديدة بصورة خاصة بعيداً عن أهداف وقرار التحالف.
واستشهد البريطانيون والمبعوث الخاص في أكثر من مناسبة بأن الرئيس هادي شخصياً أبدى التزامه الأكيد بعدم الرغبة في الخيار العسكري على الإطلاق.
وإلى هذا التوقيت جاءت التصريحات الأمريكية المفاجئة بإجراء حوار مباشر مع الحوثيين وحثهم الرياض على لقاءات سرية مع المتمردين الحوثيين في مسقط أو عمان، بهدف التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، بصيغة غامضة رجحت فيما يقال الرغبة الرئاسية اليمنية والتوجهات البريطانية.
كان مارتن غريفيث في نهاية جولته في المنطقة طار إلى واشنطن وقال في تصريحات منشورة إنه يعول كثيراً على دعم وجهود الإدارة الأمريكية لدفع الأطراف إلى الدخول في حوار الحل النهائي.
وهو ما يعني تجاوز عقبة واشتراطات اتفاق الحديدة وتنفيذه علاوة على اتفاقي تبادل الأسرى وتعز، وهي مخرجات محادثات استوكهولم.
ويمضي الكاتب قائلا “حدثت أشياء كثيرة على عجل، قبل أن تظهر إلى العلن التصريحات والخطوات الأمريكية المفاجئة إلى تقارب مع الحوثيين ومساعٍ بريطانية تُوجت في طهران لدى الإيرانيين بلقاء مع وفد الحوثيين، لكن الهجمات الأخيرة وغير المسبوقة في 14 الجاري على منشآت أرامكو السعودية كبحت الاندفاعة مضيا في مسار جانبي كأمر واقع.
وزادت من رغبة وإلحاح الرئاسة اليمنية على هذا المسار تفجُّر الأحداث الأخيرة في عدن ومحافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين، حيث تبلورت قناعة راسخة باتجاه الحسم السياسي على أي وجه مع الحوثيين بإدارة المبعوث الخاص والرعاية البريطانية الأمريكية.
ويقابل ذلك التفرغ من قبل الرئاسة وقيادة الشرعية لمواجهة الأحداث والتطورات في الجنوب بصيغة حازمة تعطي الأولوية للعمل العسكري، الأمر الذي يفسره إفشال وإحباط المبادرة السعودية باسم قيادة التحالف للحوار الثنائي في جدة لمرتين وانتهاك اتفاق التهدئة الأول قبل تحريك القوات صوب عدن من مأرب وشبوة.
وذكر الوائلي أن خلو إحاطة مارتن غريفيت الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي من تطورات ومستجدات التنفيذ لاتفاق الحديدة قابله التوسع والاسترسال في الشأن الطارئ وموضوع التطورات في عدن وأبين وشبوة، اعتبر بمثابة تتويج طبيعي لتفاهمات مسبقة مع الرئاسة وبعض أعضاء الرباعية في الاتجاه سالف الذكر.
وفي الأثناء من كل ذلك تزايدت مظاهر ورسائل التصعيد من داخل الشرعية باتجاه التحالف والقيادة السعودية لتحالف دعم الشرعية على خلفية مزدحمة بالتصعيد المفتوح ضد الإمارات.
وكشف غريفيث في الإحاطة أن الرئيس هادي أبلغه الشهر الماضي ضرورة إنجاز خطوات سريعة لاحتواء الحرب. وهو ما فسر الارتجالية والاستخفاف الشديد التي اتسمت بها أعمال الاجتماع السادس للجنة التنسيق المشتركة قبل موعد تقديم الإحاطة بأيام