كريتر نت / أبوظبي
سينطلق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري عند الساعة 5:30 من مساء اليوم الأربعاء (15:30 بتوقيت غرينتش) في رحلة فريدة ليصبح أول رائد فضاء إماراتي ينطلق إلى محطة الفضاء الدولية.
يقول هزاع إن ولعه بالفضاء بدأ منذ طفولة، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، التي نشأ وترعرع فيها… “بدأت أنظر إلى النجوم منذ طفولتي”، مضيفاً أن فكرة الاقتراب منها لم تكن فكرة مستحيلة لديه.
وكانت طموحات غزو الفضاء التي أبداها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، باستضافته رواد فضاء أمريكيين في أبوظبي في سبعينيات القرن الماضي أحد مصادر الإلهام لـ هزاع المنصوري.
ولكن في غياب برنامج فضاء إماراتي في ذلك الوقت، اتجه “المنصوري” إلى الطيران. وبعد تخرجه في الجامعة، التحق بالقوات المسلحة كطيار مقاتل، حيث قاد طائرات من طراز إف 16 الأمريكية.
وبعد سنوات، أدرك هزاع أن حلمه بالصعود إلى الفضاء يمكن أن يصبح حقيقة.
كيف أصبح رائد فضاء؟
في ديسمبر/كانون الأول 2017، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات دعوة عامة عبر حسابه على موقع تويتر للالتحاق ببرنامج رواد الفضاء الإماراتي.
وتقدم أكثر من أربعة آلاف شخص للبرنامج، وكل منهم يأمل في أن يصبح أول رائد فضاء إماراتي.
وفي التصفيات النهائية، وقع الاختيار على هزاع، ومتقدم آخر اسمه سلطان النيادي، وذلك بعد مجموعة من المقابلات الشخصية والفحوص الطبية والنفسية.
ووصف الشيخ محمد بن راشد “السلطاني” و”النيادي” بأنهما يمثلان “أوج الطموح الإماراتي”.
ويقول أستاذ التاريخ يورغ ماتييس ديتيرمان مؤلف كتاب “علم الفضاء والعالم العربي”، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن تأسيس الإمارات العربية المتحدة بالتزامن مع برنامج الفضاء الأمريكي أبوللو ألهم القادة الإماراتيين.
وتابع “فالإمارات العربية المتحدة دولة شابة، تأسست عام 1971، في أوج الحرب الباردة وسباق الفضاء المرتبط بها، وكذلك في أوج الإنجاز الأمريكي بالصعود إلى القمر… كانت هذه المرحلة فارقة بالنسبة للولايات المتحدة، التي كانت تحاول تحقيق أقصى استفادة من هذا الإنجاز العظيم، الذي ألحقته بحملة دعائية كبرى”.
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء في أبريل/نيسان الماضي أن الاختيار وقع على هزاع المنصوري ليصبح “رائد الفضاء الرئيسي” في الرحلة الافتتاحية، وأن سلطان النيادي سيكون ظهيراً له.
ومن المقرر أن يصعد “المنصوري” إلى المحطة الفضائية الدولية برفقة رائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير، والروسي أوليغ سكريبوشكا، في مهمة مدتها ثمانية أيام.
وسيجري هزاع في هذه المهمة تجارب علمية، كذلك من المقرر أن يأخذ الجمهور العربي في جولة داخل المحطة باللغة العربية، وقال “أتطلع للعودة بالمزيد من المعرفة والتجارب، التي يمكنني أن أنقلها للجميع”.
وتابع” الحياة في المحطة الفضائية الدولية ستمدني بالمزيد من المعرفة والفهم لما يجري خارج (الأرض). وربما تكون مرحلة نحو الصعود للقمر أو المريخ”.
الالتقاء للمرة الأخيرة برواد الفضاء الستة
من خلف زجاج حاجب، تمكنت وسائل الإعلام من كل دول العالم من الالتقاء للمرة الأخيرة برواد الفضاء الإماراتيين والأمريكيين والروس الستة، الذين سينطلق ثلاثة من بينهم إلى المحطة الدولية للفضاء اليوم عند الـ 5:30 من مساء اليوم الأربعاء، ومن بينهم رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري ورفيقه سلطان النيادي.
وقال “المنصوري” و”النيادي”، خلال المؤتمر الصحفي الأخير قبل الانطلاق بحسب صحيفة “البيان” الإماراتية، إن حلم الإمارات أصبح حقيقة.. شارتنا تحمل الرقم واحد، وهذا يعني أن هناك العديد من المهمات القادمة. وبديا بصحة ومعنويات عالية، وكانا يبتسمان ويجيبان بثقة وفخر عن أسئلة الصحافة الروسية والعالمية، بالإضافة إلى وفود الصحافة العربية.
وتحدث ” النيادي”، خلال المؤتمر الصحفي، عن استقبال الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، في السبعينيات لرواد الفضاء، مضيفاً أن الأمر تحوّل إلى حقيقة بفضل القيادة الرشيدة، وأن سقف الطموحات ارتفع.
وقال “شارتنا تحمل الرقم واحد، وهذا يعني أن هناك العديد من المهمات القادمة”، مضيفاً في رسالة للشباب “عليهم أن يحلموا ويعملوا للوصول إلى أحلامهم”.
مواقف طريفة
وقال “النيادي” إن الموقف الأكثر طرافة “كان خلال بعض التدريبات الجسدية مع هزاع”، في حين قال “المنصوري” إنه كان في التمرين الوهمي المتعلق باشتعال النار المفاجئ.
وطلب “المنصوري” من أحد الحضور في المؤتمر أن يقف لكي تتم تحيته، ويكشف أنه خالد الجابري، الذي قال عنه “لقد تعلمت منه الكثير، هو بمثابة أستاذ لي، وقد دعوته لكي يأتي اليوم مع أخي وعائلتي”.
هزاع المنصوريالإمارات