محمد الحميدي
يعتبر الأمن حاجة أساسية للمجتمعات البشرية ، وضرورة من ضرورات بناء حضارتها ورقيها واستمرار حياتها.
فبدون الامن لايتحقق الاستقرار، وبدون الاستقرار ،لايتحقق الرخاء والتقدم، وبدون الرخاء والتقدم لايمكن بناء اي حضارة او استمرار الحياة .
ان الامن حالة لايمكن تتحقيقها إلا عندما يكون فيها العقل الفردي و الحس الجماعي خاليا من أي شعور بالتهديد لسلامته و استقراره ، فالإنسان منذ ولادته استشعر حاجته إلى الاستقرار بصورة غريزية و لا يهدأ باله إلا إذا شعر بالأمان والاطمئنان ، علي حالته. وهو حالنا اليوم وذلك تصديقا لقوله تعالى في سورة المعارج :﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21)
لذا… فأن الحفاظ علي الامن ليس مهمة الجهات الامنية فقط ، بل مهمة مجتمعية تلزمنا، دوله ومنظمات مجتمع، افراد وجماعات، الى حشد الطاقات و بذل كل الجهود للقيام بالمسؤوليات المنوطة بكل منا ، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأمن والاستقرار من خلال. اماكن عملنا وتواجدنا لمساعدة الدولة علي إعادة بناء المؤسسات الأمنية الكاملة ، المنوط بها تطبيق القانون ورعاية قواعد السلوك العام ، و منع الخروج عنها، خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا .
لذلك ..يجب ان تكون الشرطة في اي مجتمع علي الحياد لانها ، عماد سلطته ، وحامية مصلحته ومنجزاته ، والحافظة لامنه واستقرارة مهما تباينت النظم السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية للمجتمعات ، فالنظم متغيرة والوطن والشعب هو الثابت
لهذا فإنه من الواجب علينا شرعا” وعرفا” اخلاقا” وقانونا” ، دعم أمن المجتمع بصورة مباشرة وغير مباشر ة، لتجاوز الظروف التي نمر بها اليوم ، في المقابل يجب أن تخرج المؤسسات الأمنية عموما و الشرطة خصوصا” عن نطاقها التقليدي وجمودها القائم ، وتعييد تقييم ادائها وتفعيل اجهزتها وان تنقل عملها من الاعلام الي الميدان ، بما يمكنها من الانخراط في المجتمع وتقديم خدمات اجتماعية وامنية، تغير وجهة نظره والصورة القائمة والقاتمة في ذهنه فتنال اعجابه وتكسب حب وتقدير كافة أفراده.