كريتر نت / كتب- محمد عبده سعيد
استغلو حماسك ووطنيتك واحرقوك في محارقهم الوحشية التي لاترحم احد .
زجو بك في معارك المدرسين الذين لاعلاقة لهم بالخبرة العسكرية لامن قريب او من بعيد, كغيرك من مئات الشباب.
قتلوك بالبطي يا ابن عمي ,اتعلم لماذا؟ لانك زنديق امامهم, فانت لم تتربى التربية الاخوانية التي تجعلك عبدا مطيع مخلص لهم, لم تكن تتسول امام جمعياتهم, يتصدقون عليك بفضلاتهم, وبقاياء طعامهم, ارادو قتلك يا ابن عمي لإنك لم تكن تقاتل من اجل الإصلاح ومشروعه المقدس في سبيل إستعادة الخرافة الزائفة لقد كنت تقاتل من اجل الوطن والمواطن.
ارادو قتلك يا ابن عمي, لانك ذلك الشاب المعاند الجري والصريح في مواجهتهم, لقد كنت تخيفهم ,ترعبهم, تقلقهم, واردو ان يتخلصو منك .
اتذكر يا ابن عمي نصائح شيوبة القرية منهم من نقول رحمة الله عليهم, ومنهم من نقول لهم اطال الله في اعمارهم, فقد كانو جميعهم صادقين معك يا ابن عمي, تذكر نصائحهم بشكل جيد عندما ارادو إعادتك وثنيك عن الذهاب صوب محارق الإصلاح, تذكر عندما قالو لك بان لاتذهب فانت اليتيم الذي لن يلتفت لك احد لو حصل لك مكروه, سيتركوك الجميع, الجميع, كل من تقاتل تحت لوائهم, اتذكر يا ابن عمي عندما اتيت بنفسي إلى مترسك في الجبهة الشرقية, وطلبت منك ان ترافقني لنعود إلى القرية, واخبرتك بانك انت الضحية فقط, عندها كان ردك صادم, فقد طلبت مني ان اذهب من حيث اتيت, فانا ضعيف ايمان حسب وصفك, كان ذلك قبل اصابتك باسابيع قليلة, عدت إلى القرية وماهي إلا ايام حتى صدمني خبر اصابتك التي ستقعدك في الفراش لسنوات وباهمال من كنت تقاتل تحت لوائهم.
اتعلم يا ابن عمي بان من كانو يدفعوك للمحرقة ويحرضوك لقتال الروافض, هم انفسهم من كفرو اباءك واجدادك, وكانو يعتبرونهم ملحدين, ولايثقون بهم, فابنائهم واحفادهم اليوم لاتختلف ثقافتهم عمن سبقوهم, فانت لاتزال عندهم مجرد مشكوك بك, سيحققو بك مايريدون وسيجدلون بك خلف حائط النسيان.
اتعلم يا ابن عمي بان من كنت تعتبرهم قدوتك, اطفالهم في المدارس الخاصة ويعيشون في نعيم الدنياء وجنتها, وانت من قاتلت وتجرعت مرارة البرد في ليالي الشتاء القاحلة, وقطعت المسافات من قريتك حتى تصل إلى قلب مدينة تعز لتقاتل المجوس لاتجد قيمة حبة مهدى للالم الذي اصبت به.
اتعلم يا ابن عمي بان اطفال قيادات الإصلاح الذين زينو لك الحرب وجعلوك تحمل البندقية فوق عنقك وتتجه لتحارب المجوس لاتقل تكلفة قات الطفل فيهم عن عشرون الف ريال, وانت تعاني الم الإصابة والوجع والنسيان.
كم كنت شجاع يا ابن عمي وانت تقاتل من اجل وطنك, من اجل الاطفال والنساء الذين ارعبوهم جحافل الغزاة لارضك, اعبوهم برصاصتهم القاتلة, بقذائفهم التي تحمل الموت في احشائها, لكنك اليوم تجزى وتعاقب لبسالتك وتضحيتك وصمودك في وجه جحافل الغزاة.
كم انت وحدك اليوم يا ابن عمي!, اليوم لم نعد نشاهد احد بجوارك من من كانو يدفعوك ويشيدو ببطولاتك التي قادتك للهلاك .
اتعلم يا ابن عمي بان جميع من كانو يشيدو بك اليوم ذهب لإقتسام تضحياتك وبطولاتك, بل ستجدهم في الغد يتقاسمون وجعك مع من حاربتهم وقاتلتهم, وكانو سبب معانتك واوجاعك.
اتعلم يا ابن عمي بان امك الشخص الوحيد الذي لايزال يقاسمك الوجع, الالم, السهر, الخسارة , ومشقة الطريق, امك لاسواها, والجميع منافقون يا ابن عمي….