كريتر نت / متابعات
وجه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي مساء اليوم الأحد، خطاباً هاماً لأبناء الشعب الجنوبي بمناسبة الذكرى الـ 56 لثورة الـ14 من أكتوبر.
فيما يلي نص الخطاب:
نُحييكم تحية النضال والفداء والتضحية والبناء بمناسبة حلول الذكرى الـ56 لثورة 14 من أكتوبر الباسلة، والتي تعود ذكراها اليوم ونحن نعيش عهداً جديداً حافلاً بالانتصارات الكبيرة، التي يُشكل تحقيقها إحياءً وتجديداً لروح ثورة أكتوبر وتصحيحاً لمسارها، لتعود كثورة حق وعدل ضد كل قوى ومظاهر الظلم والقهر والاستعباد التي عاناها ومازال يعانيها شعبنا الأبي الصابر.
إننا نتذكر اليوم باعتزاز وفخر تضحيات الرعيل الأول من قادة ومناضلي هذه الثورة العظيمة التي انطلقت شراراتها الأولى من على قمم جبال ردفان الشامخة، قبل 56 عاماً من اليوم، وسقط في محرابها قوافل طويلة من الشهداء والجرحى، الذين رووا بدمائهم الطاهرة شجرة الحرية والانعتاق من نير الاحتلال البريطاني الذي جثم على أرضنا الطاهرة 129 عاماً.
إننا جميعاً نُدرك أن ثورة 14 أكتوبر التحررية، التي تُوجت بالاستقلال الناجز في الـ30 من نوفمبر العام 1967م، قد تعرضت لمؤامرات ودسائس كبيرة وخطيرة، عملت على إفراغها من محتواها وأهدافها، بهدف استدراج شعبنا وتحويل أحلامه ومشاريع ثورته في النهضة والتطور إلى مشاريع وهم ظاهرها الوحدة والعزة، وباطنها احتلال وإذلال جديد، لتدخل بشعبنا إلى مرحلة قاتمة وكئيبة تتساوى مع أو تتجاوز في مآسيها مرحلة الاحتلال الأول .
إن عظمة ثورة 14 أكتوبر تكمن في كونها أكدت وعززت روح الرفض والمقاومة للمحتل الأجنبي، والإصرار على طرده حتى تحقق ذلك بعد أربعة أعوام من انطلاقها، وهذه الروح الحية هي ذاتها من انتفضت في يوليو 2007، وفي ثورة العام 2015، حينما نهض شعبنا ليواجه وبدعم سخي من أشقائنا في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الاحتلال الهمجي المتخلف الذي كان جاثماً على جنوبنا الحبيب حتى تم دحره مع من معظم محافظاتنا.
إننا اليوم وبعد 56 سنة من عمر ثورتنا الأكتوبرية نجدد وفاءنا للأهداف والقيم النبيلة التي قامت لأجلها الثورة، كما نجدد عهدنا للشهداء الأبطال بالمضي على درب العزة والشموخ الذي سقطوا دفاعاً عنه وانتصاراً له، وفي مقدمة ذلك هدف استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الحرة الضامنة للحقوق والحريات والكرامة لكل أبناء الجنوب.