كريتر نت / متابعات
انتخب التونسيون رئيسهم الجديد قيس سعيد 61 عاماً، ليصبح سابع رئيس للجمهورية منذ إعلانها في يوليو 1957 بعد كل من الحبيب بورقيبة، وزين العابدين بن علي، وفؤاد المبزع ومنصف المرزوقي، والباجي قائد السبسي ومحمد الناصر.
يعتبر قيس سعيد حالة فريدة من نوعها، إذ إنه لم يسبق له أن انتمى إلى أي حزب سياسي أو حركة نقابية، ولم يكن معارضاً لنظام بورقيبة أو بن علي، ولم يتولّ أية مسؤولية سياسية في صلب الدولة التونسية، ولم يكن له أي طموح سياسي يذكر، إلى أن برز في وسائل الإعلام كخبير في القانون الدستوري لتحليل قضايا ذات علاقة بمجال تخصصه لغة عربية فصحى، عرف عن قيس سعيد أنه لا يتحدث إلا اللغة العربية الفصحى بصوته الجهوري وبلكنة مشرقية، وهو ما أثار فضول من كانوا يتابعون مداخلاته عبر الإذاعة والتلفزيون، وبينما يؤكد طلبته أنه يعتمد الفصحى في محاضراته بالجامعة، يشير المقربون منه إلى أنه يتحدث العامية في حياته الأسرية ومع أصدقائه، ولكن الفصحى هي التي تسيطر على خطابه.
أستاذ مساعد
أحيل سعيّد على المعاش بعد 32 عاماً من العمل كأستاذ مساعد بالجامعة التونسية في مجال القانون الدستوري، وعندما سئل عن الأسباب الكامنة وراء عدم ارتقائه إلى رتبة أستاذ قال إنه سبق له أن أعد أطروحة الدكتوراه ولكنها سرقت منه، وقال في مقابلة صحفية: “مجهوداتي تم السطو عليها، لدي بحث في إطار أطروحة حول لفظ الدستور بقيت سنوات وأنا أبحث عن أصول الكلمة في لغات متعددة كمن يقتفي أثر الطير في السماء، هو يعود إلى اللغة الفهلوية وكيف ظهر في ظل الساسليين في الديانة الزراشستية وكيف انتشر في بعض اللغات الأخرى وجزء من الأطروحة موجود”.
نزيه وحازم
يقول أنصار قيس سعيد إنه رجل معروف بنزاهته وصرامته وحزمه، لذلك انتخبوه، وهم يرون فيه مثالاً لنظافة اليد التي ستنعكس على عهدته الرئاسية في بلد ينخره الفساد بشكل غير مسبوق في تاريخه، ويشير الأخصائيون النفسيون إلى أن سعيد بات يمثّل رمزية المربّي المستقيم الذي يحظى بثقة طلبته بعد أن كان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي يمثل رمزية الأب.
20 دولاراً
قال قيس سعيد إنه ساهم بـ 50 ديناراً (أقل من 20 دولاراً) في دفع الائتمان الانتخابي الذي يبلغ 10 آلاف دينار، وأن بقية المبلغ دفعه أصهاره والمقربون منه في سبيل الإقراض، متعهداً بأنه يعيد إليهم المبلغ، علماً وأن راتب رئيس الجمهورية في تونس يبلغ 30 ألف دينار أي حوالي 11 ألف دولار.
تبرعات
ولم تتجاوز تكاليف الحملة الانتخابية لقيس سعيد 100 ألف دينار أي حوالي 34 ألف دولار أمريكي، وهي أرخص حملة انتخابية على الإطلاق توصل مرشحاً لرئاسة بلاده، وقد تم جمع المبلغ من تبرعات أنصاره التي كانت زهيدة، بينما رفض تبرعات رجال الأعمال والأحزاب، لا يسافر رغم أن صلاحية جواز سفره انتهت في العام 2014 إلى أن قيس سعيد لم يجدّده، وهو ما يعني أنه قليل أو نادر السفر إلى الخارج، وليس له علاقات خارج بلاده.
لم ينتخب في حياته
من أطرف ما يمكن معرفته عن الرئيس التونسي الجديد أنه لم يدخل في حياته مكتب اقتراع ولم يشارك في أية انتخابات قبل 2019، وقبل الرئاسيات التي دفعت به إلى قصر قرطاج قال إنه لن يصوّت حتى لنفسه وسيكتفي بوضع ورقة بيضاء في الصندوق.
التواصل الاجتماعي
كانت وسائل التواصل الاجتماعي الآلة الأبرز التي وقفت وراء وصول قيس سعيد إلى الرئاسة وخصوصاً الفيسبوك الذي كان ينشر مقولات ومواقف في صفحات تحمل اسمه، قبل أن يعلن أنه لا يمتلك أية صفحة، وأنه لا يجيد التعامل مع التقنيات الحديثة.