كتب : صالح عبدالله مثنى
نحن الذين نعرف افراد جيش التحرير لجبهة الضالع نشعر بحزن عميق عندما نسمع برحيلهم الواحد تلو الاخر في هذا الزمان ، واليوم بألم عميق علمنا برحيل المناضل البطل علي عبيد محمدذي حران بعد عمر مديد عاشه وتركه مناضلاً جسوراً لايشق له غبار .
بين مناضلي حرب التحرير كانت هناك اسماء يشار اليهم بالبنان لانهم كانوا يتميزون بادوار خاصه في مشاركاتهم النضاليه كحملة مدافع البازوكا و الهاون اوالرشاشات البرن ، لانهم كانوا يتقدمون فرق جيش التحرير ويقودونها في العمليات العسكريه ويوجهون الطلقات الاولى للمواقع المستهدفه ، ومن بين أولئك كان اسم الفقيد علي عبيد يبرز في طليعتهم ، و بشجاعته كان لحاله يعتبر احد مدافع جيش التحريرتلك لانه كان يتقدم الى اقرب موقع في تلك المعارك طيلة سنوات حرب التحريرباكملها .
بتشكيلاتهم المنتمية الى كل قرى ونواحي الضالع مزق جيش التحرير تلك الفواصل التي كانت تفرق وتقسم الضالع الى انتماءات قبليه وزوايا جغرافيه متنافره ، وشكلوا بوحدتهم القوة التي لاتقهر والمنتصرة دوماً ، وعندما كانت بعض التدخلات الشيطانية تحاول تفكيك ذلك التلاحم الثوري كانت تفشل في نهاية المطاف ، وبذلك ارتفعت مكانة الضالع الوطنيه وبرز دورها في دعم جبهات القتال ، وبالتحامهم مع ابطال حرب التحرير في مختلف جبهات القتال في الجنوب تمكنوا من هزيمة الامبراطوريه التي لم تكن تغيب عنها الشمس ، وحققوا الحريه لشعبنا وانتزعوا بالقوه استقلال وطننا الغالي، واقاموا عليه دولة حرة مستقله وحدوا فيها اكثر من عشرين كياناً في دولة واحده ، كانت قويةو مهابة في المنطقه كلها ، حافظة على سلامة وسيادةالوطن وحريته وكرامته ، وحققت للشعب الخدمات الاساسيه في الصحة والتعليم مجاناً ، وقضة على الامية وأمنت العمل لكل الشباب والمتخرجين من مختلف مراحل التعليم ، ووفرت للمواطنين الاحتياجات الحياتيه والاستهلاكية والسكن بارخص واقل الاسعار ، واشاعة الامن والاستقرار في كل ارجاء الوطن ، وفرضت سلطةالنظام والقانون والعدالة في جميع انحاء البلاد .
طبعاً كانت هناك اخطاء وعندما كانت القيادات تفشل في معالجتها كان المناضلين والشعب يتصدون لها ويرغموها على الرحيل معها ، ولولى تنامي الخلافات الداخلية حول افضل الطرق للقضاء على التخلف الموروث ، والافتقاد الى خبرات ادارة دوله، ونقص المعرفه ، ونزعات الاستئثار والاقصاء ، والتدخلات الخارجيه
لكانت راية دولت اليمن الديمقراطية بقت خفاقه دون توقف ، وشقت مسيرتها على طريق التحول الديمقراطي والتنمية الناهضة ، وهي الاهداف التي يناضل شعبنا من اجل استكمالها اليوم بكل عزيمة واصرار .
ومع رحيل اجيال الثوره وتوالي المصائب على البلاد يفسح بعض المتضررين والمتربصين واحياناً بدون قصد المجال للتطاول على تضحيات الاباء والاجداد ويقفز انفار منهم حتى لادانة تلك الثورة ويتمنون عودة الاستعمار وكأنهم لا ينتمون لهذا الوطن ، وينسون انها لم تنزل من السماء بل كانت تتويجاً لانتفضات ومقاومات متواصله على مدى تاريخ الاحتلال البريطاني التي شارك في بدايتها حتى أولئك الحكام الشرفاء ، والوطن اليوم يفتح ذراعيه لأحفادهم الالتحام بالشعب والمشاركة بثورته الراهنه تاركين ورائهم ارث الماضي باشاعة روح الفرقه بين ابناء مناطقهم .
ان الثورة عدى ذلك مثلت تحركاً موازياً لمسيرة الانسانية كلها في التخلص من الاستعمار والتي خاضتها كل شعوب الارض على طول العالم باسره ، امتدت من ثورة الشعب الامريكي ضد الاستعمار البريطاني غرباً الى ثورة الشعب الصيني ضد اليابانين شرقاً .
ومع ذلك اذا لم يرى احداً اي انجاز لثورة ١٤اكتوبر من تلك التي حققتها وهي كثيره ، فيكفيها انها تركت ارثاً خالداًفي انهااشعلت روح الثورة الشعبية ضد الاستعمار والظلم والاستبداد ليتوراثهاالابناء جيلاً بعد اخر ،تماماً كما نراه اليوم بهذه البطولات الاسطوريه التي يحققها ابطال القوات الجنوبية في الضالع والجنوب بكل بسالة وشرف ، وكما قال الاخ الرئيس عيدروس قاسم عبد العزيز الزبيدي بانهم بهذه البطولات والتضحيات والانتصارات يجددون عهد ثورة اكتوبر المجيدة في مواجهة الغزوالعدوان ، وتصحيح مسار ها للدفاع عن حرية الوطن وكرامته واعادة بناء دولته وتامين استقراره وتطوره .
واذا كان الله قد كرّم المناضل البطل علي عبيد محمد ورفعه الى مقامه الاعلى بعشية اندلاع ثورة اكتوبر فانما ليذكّرنا جميعاً بانه احد ابطالها الاشاوس ومحرري الوطن الاماجد وان علينا تخليد ذكراه بما يليق بنضاله وبسالته ، وان على مسؤولي السلطه وقيادة المجلس الانتقالي ان يوفوا بواجبهم في رعاية اسرته ومنحه الترقية العالية المستحقه لتأمين رعاية كريمة لها ، ولابنائه واحفاده وكل افراد عائلته الكريمه واقاربه ان يفخروا بمأثره البطولية تلك ، ولهم جميعاً اتوجه باحر التعازي لرحيله ، ودعواتنا ان يتغمده الله برحمته وان يسكنه فسيح جناته وانا لله وان اليه راجعون .