كريتر نت / لبنان
أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أن “خطران كبيران يواجهان لبنان وهما الانهيار الاقتصادي والانفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة، واكد نصر الله “نحن لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية”، واضاف إذا استقالت هذه الحكومة فمن غير المعلوم أن تتشكل الحكومة بسنة أو سنتين والبلد وقته ضيق.
وأضاف نصر الله خلال كلمة له في مناسبة أربعينية الإمام الحسين أنه يدعم الحكومة الحالية “ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة” وأن الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.
وقال “عند فرض ضرائب جديدة على الفقراء سننزل على الشارع”.
وأكد السيد نصر الله أنه على الجميع في لبنان من هم في السلطة أو خارجها تحمل المسؤولية أمام الوضع الخطير الذي يواجه البلاد.
واضاف “لن يكون هناك حكومة جديدة خلال سنة أو سنتين”، مشيراً إلى أن “أي حكومة تكنوقراط لن تصمد طويلاً ومن ينادي بهكذا حكومة سيكون أول من ينادي بإسقاطها”.
وأشار نصر الله إلى أن الحكومة الحالية إذا عجزت عن حل المشاكل الحالية “فلن تستطيع أي حكومة جديدة حلها”، لافتاً إلى أن أي انتخابات برلمانية جديدة ستعيد انتاج المجلس الحالي.
وقدّر نصر الله “صرخة المتظاهرين المعبرة عن وجعكم ورسالتكم وصلت الى الحكومة قوية جداً”، وقال إن “أهمية التظاهرات انها كانت صادقة وعفوية وتعبر عن غضب الناس”.
وأكد نصر الله أن لو نزل حزب الله الى التظاهرات “فإن الحراك سيكون في مكان آخر”، ناصحاً المتظاهرين بالانتباه الى حركتهم “ولا سيما عندما تتبنى بعض القوى هذه التحركات.. افصلوا تحركاتكم عن القوى والأحزاب”. واضاف “نطلب من المتظاهرين عدم التعرض للممتلكات العامة وعدم التعرض للجيش والقوى الأمنية”.
وتوجه نصر الله إلى القوى السياسية التي تسعى إلى خوض معركة اسقاط العهد قائلاً إنه “لا يمكنكم تحقيق ذلك”، قائلا “إذا نزلنا الى الشارع لن نتركه قبل تحقيق كل المطالب”.
الى ذلك قال نصرالله أنه “عندما يتطلب الأمر نزولنا الى الشارع سننزل ونحن نرفض اي رسوم على الطبقات الفقيرة.. فنحن إذا نزلنا الى الشارع لا نستطيع ان نتركه قبل تحقيق كل المطالب التي ننزل لأجلها”.
“قرار نزولنا الى الشارع يعني أن البلد سيسير الى اتجاه آخر وإذا جاء وقته فستجدونا في الشارع”، أعلن نصر الله وشدّد “لن نتخلى عن شعبنا ولن نسمح بإغراق البلد أو يدفع به الى الهلاك ويمزقه”.
ورأى نصر الله أن بعض القيادات السياسية “تتصرف بموقع المتفرج على التل وتتخلى عن مسؤوليتها وتلقي التبعات على الآخر”، مشيراً إلى أن “الوضع المالي اليوم ليس وليد الساعة ولا السنة ولا العهد الجديد ولا الحكومة الحالية.. بل هو نتيجة تراكم عشرات السنين وعلى الجميع تحمل المسؤولية”.
واعتبر نصر الله أنه “لا يمكن لأحد حكم البلد لعشرات السنين أن يتخلى عن المسؤولية.. فمن يتهرب من تحمل المسؤولية يجب أن يحاكم”، موضحاً أن هناك أخطار حقيقية تواجه البلد أبرزها الانهيار المالي والاقتصادي كما يحذر البعض.
وتابع السيد نصر الله لافتاً إلى أن الخطر الثاني هو الانفجار الشعبي نتيجة الممارسات الخاطئة وفرض الضرائب على الفئات الفقيرة، مستشهداً بما حصل خلال اليومين الماضيين والذي “يؤكد أن معالجة المشاكل بالضرائب سيؤدي الى الانفجار”.
كما قال نصر الله إن فرض الضرائب على الواتساب دفع الناس الى الشارع و”هذا مؤشر”، مضيفاً أن “الناس لم تعد تحتمل.. فهناك أزمة ثقة عميقة جداً من الشعب اللبناني باتجاه السلطة”.
وفي الوقت عينه، كشف نصر الله أن هناك خيارات وأفكار تعرض في مجلس الوزراء و”لبنان ليس بلداً مفلساً”، مؤكداً أنه “ليس صحيحاً ألا خيار أمام الحكومة سوى فرض الضرائب والرسوم.. وعلى البعض أن يفهم ذلك”.
وشدد نصر الله “هناك قرارات تحتاج الى جرأة لاتخاذها”، وأضاف “الممارسات الرسمية تعكس أن التضحية مطلوبة فقط من الفقراء وليس الزعماء والمصارف”.
ونفى السيد نصر الله أن يكون لدى حزب الله نية بالذهاب باتجاه تصرفات ضد المصارف “فلم نفكر أو يخطر ببالنا تنظيم تظاهرات باتجاه المصارف رغم انزعاجنا من بعضها”.
ورأى أن الشعب اللبناني سيقبل بالتضحية اذا كانت مفروضة على الجميع وليس فقط على الطبقات الفقيرة.