كريتر نت / كتب / خلدون البرحي
لا شك أن الجميع يدرك صعوبة المرحلة الحالية لواقع قطاع التعليم وما يعانيه منذ اندلع الحرب في اليمن في العام 2015 وحتى اليوم وما أفرزته الحرب أيضا من واقع غير مستقر لمختلف القطاعات واهمها التعليم بمحافظة لحج .
ولا نبالغ إذا قلنا أن الدكتور محمد سعيد الزعوري مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج قد رغب في تحمل زمام قيادة العمل التعليمي والتربوي في مثل هذا الواقع المتردي . من منطلق إيمانه بأهمية التعليم ودوره في تطويره . وهو يدرك أيضا في قرارة نفسه ما يمكن أن يواجهه من مطبات ومعوقات في مثل هذه الأوضاع .
الرجل أدرك بفطنته المعهودة وما يملكه من نظر فاحص وقارئ لمجريات الأحداث الراهنة والمستقبلية . حيث اقدم على قيادة سفينة التعليم بالمحافظة بإقدام شجاع وتخطيط مدروس ومحكم ، وهو يعرف أنه يضع تاريخه الأكاديمي على المحك إذا فشل في إدارة قطاع كبير ومهم في زمن غاب فيه اوقل المنصفون .
سنوات قليلة استطاع الزعوري أن يحافظ على مسار ثابت لسفينة التعليم رغم عتو امواج المنغصات والمشكلات الفنية والتقنية . بداية من نقص الكادر التعليمي وقلة المطبوعات الدراسية الى جانب مشكلات إدارية ذات خصوصية بالغة التعقيد . وخروج العديد من المدارس عن ممارسة دورها التعليمي بسبب ما تعرضت له من هدم وتدمير على أيدي مليشيات الحوثي .
حقيقة من يتأمل في هذا الواقع يدرك مدى صلابة عود الرجل وحنكته التي اكتسبها في سنوات العمل الإداري والقيادي . وكيف استطاع أن يوازن الواقع في ميزان الحياة العملية دون أن تختل أو تتأرجح كفتيه .
جهود العمل الملموسة في التعليم بمحافظة لحج على احباطها قدمت “الزعوري” كقيادي يحتوي الجميع وجعلت إصراره منارة يهتدي بها السائرون في مضمار العلم المقدس الذي يجب أن يكون بعيدا عن التجاذبات السياسية، والانحياز المتدثر بالتغافل عن المهملين والخانعين في تأدية رسالتهم السامية نحو اجيال المستقبل وصناع الوطن المزدهر.