كريتر نت /تقرير/ رائد علي شايف
خرج المجلس الانتقالي الجنوبي من معمعة اتفاقية الرياض مع الشرعية اليمنية بمكاسب كبيرة لن يسبق أن تحصل عليها شعب الجنوب منذ حرب الاحتلال في صيف العام 1994م، بعد سنوات طويلة من الإقصاء والتهميش والتجاهل التام لمطالب أبناء الجنوب وقضيتهم العادلة.
وعلى طريق الوصول إلى تلبية مطالب الشعب في الجنوب فرض المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحظى بتفويض شعبي منقطع النظير حضوره كممثل جنوبي وحيد نال الاعتراف الرسمي به كشريك أساسي في المعادلة السياسية لينهي بذلك مرحلة معقدة من اللا تمثيل للصوت الجنوبي الجامع بعد شتات طويل،وفي ظل سياسة تفريخ متعمدة للمكونات الجنوبية أدت إلى غياب الحامل الرئيسي للقضية أمام الدبلوماسية الخارجية.
هذا الاعتراف الذي أضفيت عليه الصبغة الدولية الرسمية جعل من المجلس الانتقالي الجنوبي يقف في الواجهة كشريك فاعل وند قوي وممثل رسمي للإرادة الجنوبية الجامعة، وهو ما كان يبحث عنه أبناء الجنوب منذ الارهاصات الأولى للثورة السلمية مطلع العام 2007م.
ولعل أبرز المكاسب التي سجلها الانتقالي أيضا في إتفاقية الرياض،تتمثل في المحاصصة بالتساوي بين الجنوب والشمال وهذه بحد ذاتها اعتراف دولي بالحق الجنوبي بعد كل مراحل التجاهل واللا مبالاه، وهو ما ذهب إليه الإعلامي “أحمد الصالح” الذي اعتبر أن إتفاقية الرياض ألغت كل الاتجاهات الوهمية والمسميات الكاذبة وأكدت أن اليمن شمال وجنوب فقط لا غير وهذل ما يمكن البناء عليه مستقبلا -حد وصفه-.
ومن المكاسب المحققة خروح القوات الشمالية التي قدمت من مأرب واحتلت أبين وشبوه مؤخرا، وعودتها إلى مواقعها السابقة والدفع بها لمواجهة الحوثي شمالا،وحلول قوات محلية من أبناء الجنوب في مكانها،وبالتالي ضمان السيطرة على تلك المحافظات بعيدا عن هيمنة جيش الإخوان.
كما أن إدارة المحافظات الجنوبية عمليا سيكون في متناول المجلس الانتقالي حيث على الرئيس هادي إصدار القرارات بالمحافظين ومدراء العموم بالتشاور مع المجلس الانتقالي،الأمر الذي سيعزز من الحضور القوي للقوى ذات الميول الجنوبية في هرم السلطات المحلية،مع الاعتراف بالعناصر الجنوبية في قوى الأمن وإسناد المهام الأمنية لها في كل المحافظات.
ورغم حالة التوجس التي انتابت البعض من نقطة سحب الأسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة من الطرفين- الشرعية والانتقالي- على اعتبار أن هذا الإجراء سيتضرر منه المجلس الانتقالي،إلا أن محللين أشاروا أن تلك المسحوبات سيتم جمعها إلى معسكر خاص داخل العاصمة عدن -بحسب ما ورد في الاتفاقية-، في الوقت الذي ستكون فيه عدن مؤمنة بقوى أمنية جنوبية بحته،مما يجعل كل ما سيتم جمعه في حماية وعهدة أبناء الجنوب وبإشراف التحالف،وهذا ما يزيل كل التوجسات حيال ذلك.
ويرى محللون لما ورد في مجمل الاتفاقية أن الانتقالي فرض واقع جنوبي على المناطق الجنوبية المحررة وقلص من نفوذ قوى الإرهاب الإخوانية على أرض الجنوب ودفعها للقتال شمالا مرغمة صاغرة،وعزز من حضوره الخارجي كممثل رسمي ووحيد للجنوب، إلى جانب الاستفادة من المناصفة في إطار الحكومة كمرحلة مهمة تراعي ظروف المرحلة الراهنة،وكل تلك المكاسب سيتم البناء عليها فيما هو قادم على طريق تحقيق كل ما آمال وتطلعات الشعب الجنوبي.