كتب : عبد الستار سيف الشميري
في مظاهرة السبت في تعز أثناء رفع الشباب للافتة الحرية لأيوب الصالحي وأكرم حميد، جاء وهيب الهوري (قائد مجاميع مسلحة في اللواء 22)، وقال لهم: أيوب الصالحي قد صفوه.. ذبحه همام مرعي. وهناك تسجيل واعترافات في البحث الجنائي، على حد قوله.
هذا الموضوع خطير وجريمة لن يسكت عليها الشارع، وعلى الثلاثة الذين سمعوا الشهادة سرعة توثيق الشهادة، وقد تواصلت مع بعضهم، وأكدوا أنهم سيفعلون ذلك، وعلى المنظمات الاستقصاء لهذا الخيط والخبر، حيث كان هذا بحضور كل من: مجيب الناصري، ومختار الفهيدي، وسليمان عبدالسلام.
وأبعث هنا رسالة إلى قيادات الحزب الاشتراكي اليمني قبل كل المنظمات، فعليه مسؤولية أخلاقية لمتابعة دم أيوب، كونه عضوا قياديا في الحزب، وكون الحزب شريكا للإصلاح
في المشترك.
كما أود أن أوضح بعض معلومات عن هذا الشاب الذي كان جنديا مجهولا وثائرا بعيدا عن الأضواء.
ايوب الصالحي شاب بسيط قاده القدر أن يكون في سجون الإخوان في تعز، لأنه منذ عام 2011 يعارض الاستبداد الإخواني بكل صوره، كان دبابه المكشوف المعروف بأنه دباب النضال المتحرك يجوب الشوارع في كل المظاهرات الشبابية التي خرجت تطالب بالتغيير، وكان من أوائل الذين أدركوا أن الإصلاح عبث بأحلام الشباب وقفز إلى المنصة ليفسد الثورة ويخرجها عن مسارها كي تتحول إلى تجارة باسم الدين والوطن.
ذات يوم كنت أقود مظاهرة في تعز ضد حزب الإصلاح وكان دباب أيوب يحمل ميكرفونات المظاهرة، وفي منتصف الطريق تقطع لنا شباب الإصلاح وأغرقونا والدباب بالمياه ثم بالحجارة أمام مبنى المحافظة، ناهيك عن الدكمات بالدباب وكادوا ينزلوننا أنا وايوب من الدباب لولا تدخل أحد قياداتهم التي قدرت أن الموقف سيتفاقم وأن الشباب لدينا ولديهم سوف يشتبكون بالحجارة حيث حاول أنس النهاري، قيادي إصلاحي ووكيل في المحافظة آنذاك، تهدئة أصحابه كي نمر بسلام بعد أن كسروا الدباب التابع لايوب كان هو السائق وكنت اتحدث بالميكرفون ونهتف بعبارات ضد الإصلاح.
استمر ايوب بنفس المنوال يشارك ويتصدر مع الشباب كل الفعاليات ضد الإصلاح وكنا اقل منه مشاركة وجهدا، لم ينس الإصلاح له ذلك، كانوا يرصدون له كل حركته، يصورون ويوثقون، ويتربصون، طاله أذاهم مرات عدة، كان أبرز الذين يوزعون المنشورات ويلصقون الملصقات، طاقة جبارة لا توقفها قوة ولا تحدها حدود وبساطة شديدة، تكالبت عليه صعاب الدنيا وزادته ويلات السياسة والنضال رهقا، لكنه كان يستعذب ذلك، يصارع الدنيا ويكابد ويسير في طريق النضال، وكانت الفوضى التي احدثها الإخوان في تعز بعد الانقلاب الحوثي فرصة سانحة للإخوان للانتقام من كل الناشطين وأصحاب الرأي وفي طليعتهم ايوب الصالحي.
طالته يد الغدر ليلا فاختطفته وألقت دبابه على مقربة من المعهد الإداري بالهريش، لا احد يعرف ماذا صنعوا به وهل ما زال على قيد الحياة أم تخلصوا منه كما تخلصوا من الكثير، توالت المطالبات بالإفراج عنه وعن زميله أكرم حميد دون جدوى.
يشكل أيوب الصالحي أيقونة شبابية نقية في العطاء والتغيير، ويعتبر أحد الشواهد الحية على إجرام جماعة الإخوان، وستظل سنوات سجنه أو دمه -لا سمح الله- تلاحقهم في المستقبل.
قليلون هم من يشبهون أيوب تضحية ونضالاً ومصداقية.