الزميل خالد ابراهيم سلمان رئيس تحرير صحيفة ” الثوري ” السابق واشهر رئيس تحرير عرفته الصحافة اليمنية مواجهة للسلطة حيث وصلت عدد القضايا التي رفعت عليه 14 قضية خلال اشهر معدودة.
في اول حوار له لوسيلة اعلامية مملية قال سلمان :
ان الكلمة مشرط وكل جراحاتنا مفتوحة على صدقيتها، ومن يخشى الحرف لا يستحق الحكم.
واشار في حوار ل ” لعدن تايم ” اجراه معه الزميل وائل قباطي ان المنصب الحكومي في بلد مشرع الأبواب على الفساد، شتيمة ووصمة ولعنة آلهة.
وعند سؤاله عن اختيار توقيت العودته للكتابة جاب قائلا :
لم اختر العودة، بل هي من اختارت، أن تغتال صمتي، وأن تكسر صدفة الخرس في، تحرر فمي من الماء، كي اصرخ بكل ما املك من بوح الكلام.
وعن المنصب في اليمن اشار سلمان الى ان المنصب الحكومي في بلد مشرع الأبواب على الفساد، شتيمة ووصمة ولعنة آلهة.
حين تنطلق المدافع ويعربد الجنون تصمت الأقلام لبعض الوقت.. الصمت في حال اليمن أبلغ من درر الكلام.. الصمت موقف شجاع ولعنة في وجه الدمامة والقبح وقتلة كل جميل في الحياة.
” كريتر نت ” يعيد نشر الحوار الشيق والجميل مع العزيز خالد سلمان.
وفيما يلي نص الحوار :
حاوره/ وائل قباطي
كنت اتعايش مع ممكنات الاغتيال بكل لحظة وحين
المنصب الحكومي في بلد مشرع الأبواب على الفساد وصمة ولعنة
من يخشى الحرف لا يستحق الحكم
إمنحوا الناس قليلا من أمل يبرر احتمال كل هذا البلاء
مهمة شاقة جدا ان تحاور صحفي مخضرم كخالد سلمان، لطالما الهمك خوض غمار مهنة المتاعب ودفعك لتواظب صباح كل خميس وقبل طابور الثانوية أمام كشك الجرائد لاقتناء الثوري وقراءة افتتاحيته النارية.
مؤخرا طوى سلمان سنوات من الصمت ليعود الى محراب صحابة الجلالة التي عركته طوال عقود شاقة من النضال في صحيفة” الثوري” التي باتت عقب حرب 94م الغاشمة اخر معاقل الحزب ودولة الجنوب المغدورة.
عدن تايم حاورت رئيس تحرير صحيفة “الثوري” السابق، الذي وصفه المفكر عبدالباري طاهر، ” رمز الحرية الصحفية” عقب محاكمته في ١٤ قضية نشر وبهاجس اغتيال، ما دفعه لطلب اللجوء السياسي في لندن عام 2006 التي وصلها ضمن الوفد الإعلامي المرافق لصالح حينها، واستقر فيها حتى اليوم.
بقدر ما هي إجابات سلمان قصيرة الا انها تخترقك كطلقة رصاص، كلماته المغصوصة مؤلمة حد الوجع تعرف طريقها لتفجير حمم براكين الغضب بداخلك.. اقرئوها جيدا:
– بداية استاذ خالد لماذا توقفت عن الكتابة لفترة طويلة؟
حين تنطلق المدافع ويعربد الجنون تصمت الأقلام لبعض الوقت.. الصمت في حال اليمن أبلغ من درر الكلام.. الصمت موقف شجاع ولعنة في وجه الدمامة والقبح وقتلة كل جميل في الحياة.
– ما سبب اختيارك توقيت العودة للكتابة الان عقب استراحة محارب طويلة؟
لم اختر العودة، بل هي من اختارت، أن تغتال صمتي، وأن تكسر صدفة الخرس في، تحرر فمي من الماء، كي اصرخ بكل ما املك من بوح الكلام.
– ما سبب نجاح وتصدر الثوري حينها؟
كي تنجح الصحيفة، مارس جنون حريتك، حتى آخر مدى، انس أن للحرية سقفها، مهما علا، عليك أن تؤمن أن الحرية منزوعة السقف، وان حريتها قبة السماء، انس أنك في اليمن المحكومة بالتخلف، واعتبار حريتك فائضة عن حاجة البلاد، وإن النقد نميمة واغتياب يجرمها القضاء البائس.
– كم عدد قضايا النشر التي رفعت ضدك في نيابة الصحافة..؟
لسوء حظي لم ازاحم السيد المسيح في الصلب بل لقد فقت آلامه.. كنت أصلب، كل على مدار اليوم، 14 قضية وغصة ووجع.
– هل طلبك اللجوء السياسي لشعورك بفقدان سند الحزب حينها اما تلقيك ما يوحي بالتصفية؟
الاخير هو الاحساس الصحيح، كنت اتعايش مع ممكناته، بكل لحظة وحين.. الموت في اليمن لصيق دمك هو لك سمير حلم ورفيق قلق، لا فكاك منه حتى يدهمك وقت يشاء.
– متى طرأت لك فكرة ترك الوطن وكيف وقع عليه الاختيار لمرافقة الرئيس صالح الى لندن؟
حين تملكنا شعور الغربة في الوطن، عندما هتف الوطن في داخلي، إرحل بعيدا عني أنا لست وطنك.
– كيف غادرت فندق الضيافة بلندن والى اين كانت وجهتك في بلد تدخله لأول مرة؟
غادرت في نهار ممطر، فتحت روحي، لإحساس ولادة جديدة، لطفل استعاد براءته الملاحقة المدفونة في أضابير القضاء المتربة، لقد تنفست ذاتي، وخرجت من وطن المقبرة الى رحاب حياة حقيقية مختلفة.
– كيف منحت اللجوء عقب تحري وبحث ام سارت الامور بسلاسة؟
هذه بلاد مسطرة القانون هو فيها دين وكتاب مقدس، لقد نلت أسرع لجوء سياسي، من جلسة واحدة، ربما كل خلجة في جسدي، تؤشر لطعنة غادرة، من وطن اعطيته بسخاء، ومنحني غربته بذات السخاء.
– حدثنا عن الفترة الماضية الاي ابتعدت فيها عن الظهور والنشر ..؟
الفترة الماضية ابرحتنا الما لازلت لم ابرأ، منها حتى اللحظة.. ولن أتحدث عن قسوتها حتى لا احرم من تهمة العيش الرغيد في فندق خمسة نجوم.
– تتوقع أن يعرض عليك اي منصب حكومي مستقبلا وماذا سيكون ردك؟
المنصب الحكومي في بلد مشرع الأبواب على الفساد، شتيمة ووصمة ولعنة آلهة.
– لماذا تخطط خلال الفترة القادمة..؟
اخطط كيف اموت بلا وخزة تأنيب ضمير أو الإحساس، بعدم الطهر والندم، جئت إليها فقيرا وسارحل منها فقيرا إلا من ابتسامة وفرح.
– كيف تقرأ واقع الصحافة اليمنية اليوم؟
صحافة تنتمي إلى ذات عائلة الموت، واغتيالات السمعة، وبيع الحرف المقدس، برخص دنيء.. أنها ابنة لحظتها، بمخاضاتها وارباحها الحربية المميتة.
– برائيك لماذا هذه الحرب الشعواء من قبل مليشيا الحوثي على الصحفيين؟
الكلمة مشرط وكل جراحاتنا مفتوحة على صدقيتها، من يخشى الحرف لا يستحق الحكم.
– كيف تتوقع مستقبل الصحافة في اليمن؟
لو كنت استطيع الإجابة، عن مستقبل وطن الحرب هذا، لكنت اجبتك صديقي، عن مستقبل صحافة، في بلاد هي الآن، على مدرب سيل، ورأس جرف وضاحية.
– ما هي الرسائل التي توجهها في ختام اللقاء..
في ظل كل هذه الرسائل المفخخة التي تنهش البلاد، أقول فقط إمنحوا الناس، قليلا من أمل يبرر احتمال كل هذا العصف، وكل هذا البلاء.