كريتر نت / واشنطن
أكدت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة في تقريرها السنوي عن الإرهاب أن إيران زودّت ميليشيات الحوثي في اليمن بأسلحة اعتبرتها “فتاكة”. وقالت إن المتمردين في اليمن استخدموا تلك الأسلحة في ضرب أهداف سعودية.
وكشفت أن ميليشيات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني والتي يقودها الجنرال قاسم سليماني، زودت جماعة ‘أنصار الله’ (الحوثيون) في المين بأسلحة فتاكة.
وجاء في التقرير أيضا أن طهران استخدمت قوات فيلق القدس لدعم وكلائها في المنطقة وتوفير غطاء لعمليات استخباراتية، تدفع لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال التقرير “استغلت قوات الحرس الثوري الإيراني وعناصر تابعة لحزب الله في لبنان، حالة الفراغ الأمني في اليمن، لتقديم دعم هائل إلى الحوثيين وهو ما وسع نفوذ الحرس الثوري الإيراني في اليمن”.
كما أشار التقرير أيضا إلى أن حزب الله اللبناني قدم بدوره دعما كبيرا للحوثيين خاصة في مجال تطوير الطائرات المسيرة أو الصواريخ الباليستية وهي أسلحة استخدمها الحوثيون في استهداف أهداف مدنية واقتصادية في السعودية.
وكانت تقارير سابقة قد أكدت أن حزب الله قام بتدريب الحوثيين على استخدم منصات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي ضربت أهدافا في المملكة.
وتعرض مطارا أبها وجازان السعوديين لهجمات في أكثر من مرة انطلاقا من اليمن كما تعرضت منشآت نفطية حيوية لهجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة. وكان أعنف هجوم تبناه الحوثيون ذلك الذي ضرب في 14 سبتمبر/أيلول الماضي منشأتي نفط تابعتين لأرامكو ما تسبب في توقف مؤقت لنحو نصف إنتاج المملكة من الخام.
لكن الرياض وواشنطن أكدتا أن كل الدلائل تشير إلى أن إيران ضالعة في ذلك الهجوم وهو ما نفته طهران.
وذكر تقرير الخارجية الأميركية عن الإرهاب أن إيران تبقى أسوأ دولة راعية للإرهاب في العالم، مضيفا “لقد أنفق النظام الإيراني نحو مليار دولار في السنة لدعم الجماعات الإرهابية التي تمثل وكلاءها في المنطقة وتوسيع نفوذها الخبيث في جميع أنحاء العالم”.
وتابعت أن طهران قامت “بتمويل جماعات إرهابية دولية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني”.
وصنفت الولايات المتحدة حزب الله تنظيما ارهابيا وفرضت عليه حزمة عقوبات كما تصف حماس والجهاد الفلسطينيتين حركتان “إرهابيتان”.
وبحسب التقرير الأميركي شاركت إيران في التخطيط لاعتداءات إرهابية في جميع أنحاء العالم خاصة في أوروبا، مشيرا إلى إحباط السلطات في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا مخططات إرهابية من تدبير إيران من ضمنها محاولة تفجير تجمع للمعارضة الإيرانية في باريس.
وقالت الخارجية الأميركية أيضا إن طهران استمرت في السماح لشبكة للقاعدة بالعمل في الأراضي الإيرانية والتي ترسل المقاتلين والمال إلى مناطق الصراع في أفغانستان وسوريا ، وقد وفرت ملاذا لأعضاء القاعدة المقيمين.
واعتبرت أن القاعدة وفروعها الإقليمية مرنة وتشكل تهديدا مستمرا للولايات المتحدة ولحلفائها وشركائها ومصالحها حول العالم.
كمل لفت التقرير الأميركي إلى أن تنظيم القاعدة يسعى إلى إعادة التشكل على أنقاض ونكسات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كطليعة للحركة الجهادية العالمية.
وتابع “على الرغم من الجهود المستمرة التي بذلناها منذ 11 سبتمبر (أيلول) 2001 ، والخسائر القيادية للمجموعة، تواصل الفروع التابعة للقاعدة توسيع صفوفها والتخطيط لهجمات وتنفيذها”.
وأشار أيضا إلى أن القاعدة تواصل جمع الأموال وتجنيد مسلحين جدد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الافتراضية.
وقال إن الشبكة العالمية للقاعدة تشمل فلولا من قادة التنظيم في أفغانستان وباكستان وجبهة النصرة في سوريا والمتطرفين الآخرين المرتبطين بالقاعدة في سوريا والقاعدة في شبه الجزيرة العربية والقاعدة في المغرب الإسلامي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وحركة الشباب الصومالية والقاعدة في شبه القارة الهندية.
كما أكدت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة وشركاءها قطعوا خطوات كبيرة لهزيمة التنظيمات الإرهابية الدولية، مشيرة إلى “تحرير جميع الأراضي التي كان تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر عليها سابقا في سوريا والعراق”.
لكنها حذّرت في الوقت ذاته من أنه على الرغم مما تحقق من انجازات في مجال مكافحة الإرهاب “ظل المشهد الإرهابي معقدا في عام 2018. وحتى مع فقد داعش كامل الأراضي التي كان يسيطر عليها، أثبتت الجماعات الإرهابية قدرتها على التكيف خاصة من خلال جهودها لإلهام أو توجيه المتابعين عبر الإنترنت”.