كريتر نت / كتب/محمد مرشد عقابي
يعتبر المناضل محمد علي احمد مانع الحوشبي قائد قطاع الحزام الأمني بمديرية المسيمير الحواشب محافظة لحج واحد من الرجال القلائل الذين صنعتهم ميادين الثورة والكفاح والنضال المختلفة، اثبت ابن الحاج علي احمد مانع بإن الرجال تظهر معادنها عند الشدائد، فعندما يتعرض القادة لنار المحن منهم من يذوب وينصهر، ومنهم من يزيده الإحتراق شجاعة وإقدام وزهواً ولمعان، وتبرز قيمة القائد عندما يتم وضعه ما بين المطارق والسنادين، فمنهم من يهتز ويضعف، ومنهم من يصنع أروع الملاحم ويجترح البطولات العظيمة، القائد الفذ محمد علي الحوشبي او كما يحلو لي ان اسميه (مغوار الحواشب) وأحد من اولئك القلائل ومن منا لم يرى تلك المواقف الشجاعة التي نقشت في شغاف المقاومين الأبطال أسمى معاني الصمود والثبات والبطولة والتضحية في أرض المعركة الأخيرة لتطهير عدن من فلول الإهارب وغيرها من الملأحم الإسطورية الخالدة التي اجترحها هذا البطل الهمام ولن تمحى او تتأخر بتقادم المتغيرات، وما يعلنه دوماً عبر وسائل الإعلام من تصريحات تشد من أزر المرابطين في ثغور الجنوب العربي بإنه لامجال للتراجع ولامكان للأيدي العابثة والمرتعشة والقلوب المرتجفه وهو الأمر الذي بعث في النفوس املاً بقرب ولوج فجر الحرية والإنعتاق وتحقيق حلم الإستقلال الذي بات يلوح في الأفق القريب، ان تلك الرسائل التي بعثها ولا زال يبعثها القائد ابن الحاج علي الحوشبي فيها من المعاني والدلالات التي توقد جذوة النضال في قلوب ابناء الجنوب الأشداء وتعيد الروح للنفوس بعد لحظات طائشة من اليئس والقنوط وما يشوبها من هلع وذعر وفزع مصطنع تنتجه احيانا حالة الفراغ الذي تمر به الساحة وخلوها من القادة المؤثرين والفاعلين على هذا الإطار وهو ما حصل مؤخراً في ارض الميدان ولما سببته الهالة الإعلامية المضادة من اخبار وتلفيقات وشائعات عبر القنوات الفضائية ووسائل التواصل والتي كادت ان تؤدي هدفها على اكمل وجه في خلق الفوضى والإرجاف والبلبلة وإرباك المشهد المستتب وتثبيط عزائم الرجال الأمر الذى اصاب الكثيرين بالذهول لكن يقظة مغاوير الجنوب ورجاله الأشاوس ابطلت مفعول ما تم تدبير خلف الكواليس، لطالما كان ابن الحاج علي بعيداً عن عدسات الإعلام ومنزوياً بإنجازاته عن مظاهر البهرجة الدعائية التي يستخدمها كثير من الناس في وقتنا الحاضر لأغراض ومآرب معينة، هكذا هم الأبطال المغاوير الذي لا ينتشون ولا يغترون بأعمالهم وإنجازاتهم وتضحياتهم الجسيمة التي سطروها في مختلف ساحات الردئ، وهكذا هم جنود الله من يطلبوة المانيا في رحاب داعي الحق، عند الكثرة والغلبة يقل كلامهم وظهورهم وعند الشدة والمحنة يسمع زئيرهم، فإذا نظرنا الى تاريخ هذا البطل سنجده مرصع بالبطولات وخوض المعارك المصيرية وتحمل عبء المهام الصعبة، ابن الحاج علي ورجال قطاع الحزام الأمني بمسيمير لحج يشهد التاريخ بوجودهم دوماً في مقدمة الصفوف المدافعة عن الحق والمناصرة لكل هوية جنوبية، هؤلاء هم من اسهموا مع باقي التشكيلات العسكرية والجنوبية في تحقيق منجز التحرر من براثن مليشيا الحوثي التابعة لنظام الإحتلال اليمني والمدعومة ايرانياً.
حديثي هنا لا أقصد منه التقليل من شأن وقيمة الآخرون ولكن قد يتعرض بعض القادة في لحظة ما للفعل المتردد أو قد يؤدي الفزع وحدوث الطارئ لإختلال الموازين وعدم القدرة على حسن التصرف وغيرها من ردود الأفعال والقرارات الإرتجالية، لكن الكفوء وصاحب الخبرة هو من يستطيع احتواء تداعيات وتبعات هذه الظروف والطقوس العارضة واصدار القرار الصائب خاصة في المواقف العصيبة والحرجة وغيرها من المحطات الفاصلة من حياة الشعوب وتاريخها الإنساني.
وهناك دلائل كثيرة في تاريخنا الإسلامي تثبت ما نقول كموقف الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي هدد وتوعد كل من يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات في حين كان لابوبكر الصديق رضى الله عنه قول آخر كان لزام لذلك الموقف وهذا لا يعني التقليل من قيمة ابن الخطاب رضي الله عنه ولا يحسب عليه بقدر ماهي ردة فعل لصدمة النبأ وعظمة المصاب وهذا شيئاً طبيعياً لا يحتاج الوقوف امامه للتأمل كثيراً.
في الحاضر والمستقبل يحب ان نتذكر كل المواقف الشجاعة والإقدام البطولي والتسابق نحو حجز الصفوف الأمامية عند أي مهمة وطنية توكل الى ابن الحاج علي ورفاق دربه المناضلين الأوفياء من ابطال الحزام الأمني الذين يقدمون ارواحهم في سبيل الذود عن حياض تراب هذا الوطن الغالي، لقد اثبت هذا القائد قدرته على إدارة المسؤوليات الأمنية في اصعب الظروف والأوضاع وتمكن من انجاز وتحقيق العديد من المكاسب التي ينتفع بها الجميع في المسيمير، هذا القائد البطل يتصف بقوة الشخصية والإقدام والبئس والهمة العالية والروح التواقه لنيل رضأ الرحمن.
طالما كان هذا الفحل المتبتل يسبق الكل في التضحية والفداء في رحى ساحات الوغأ وميادين العزة والكرامة، ولا يسعنا في ختام هذا المطاف إلا ان نشير الى ان قطاع الحزام الأمني بمديرية المسيمير الحواشب محافظة لحج كان ولايزال الصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن والتي يحاول من خلالها بعض المأزومين النيل من مكتسبات الثورية الجنوبية المباركة.
الحزام الأمني هو الرقم المهم في المعادلة الأمنية للجنوب وهو رمانة الميزان التي تحفظ إتزان الأمن الإستقرار، وهو العلامة البارزة والفارقة التي بها تتحقق كل الإنتصارات ومن خلالها تنجز كل المتغيرات والتحولات والإنجازات الجنوبية العظيمة.
ودور هذا القطاع الهام بالمديرية تمثل بتلبية نداء الواجب الوطني الجنوبي والتضحية دوماً وفي كل مرحلة او ظرف او منعطف من اجل الجنوب، فنرى في كل معركة بان لرجال الحزام الأمني بالمسيمير إسهام فاعل وبارز في رسم لوحة النصر فيها، فهذا القطاع المؤسسي الجنوبي هو من يدفع الكلفة الباهضة من رصيد رجاله الذين يسقطون ذوداً عن تراب هذا التراب ولحفظ عزته وكرامته ما بين شهيد وجريح، فاستمروا بالمضي قدماً يارجالنا الأبطال وبواسل قطاعنا الأمني ولا تهابوا العراقيل والمعوقات التي يفتعلها بعض مرضى النفوس الذين لا يروقهم الألق والتألق والجهاد واستتباب الأمن ونفوذ سلطته القانونية.