كريتر نت : متابعات
اقامت منظمة ساند للإغاثة والتنمية الاربعاء بصنعاء مؤتمرا” صحفياً على هامش تسليم النسر البلغاري نيلسون إلى مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تمهيداً لنقله إلى موطنه الأصلي بعد 8 أشهر من البقاء في اليمن.
وتعرض النسر البلغاري نيلسون للإصابة في مدينة تعز التي وصل إليها بعد أن ظل طريقه وفُقدت إشارة التعقب الخاصة به.
وفي المؤتمر الصحفي أكد رئيس منظمة ساند محمد حميد الكبوس أن وجود قسم خاص بالبيئة لدى المنظمة دفعها للاهتمام بقضية النسر البلغاري الذي تكلل بتسلمها له من الجهات المختصة التي تحفظت عليه طوال الفترة الماضية.
وأشار الكبوس إلى أن ساند وقعت اتفاقية شراكة مع منظمة “owap” الفرنسية المختصة برعاية وحماية الحيوانات، وقامت ساند بتقديم الرعاية للنسر طوال بقائه في اليمن حتى اليوم كما قامت بالتنسيق مع الجهات المعنية لترتيب عملية نقله إلى جيبوتي عبر البرنامج البيئي لدى مكتب الأمم المتحدة الإنمائي undp باليمن ومن ثم نقله إلى موطنه الأصلي في بلغاريا.
من جانبه أوضح المنسق الوطني الدكتور عمر علي سعيد الصغير – مرفق البيئة لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن اليمن بلد مهم لهجرة الطيور سيما في فصل الخريف.
وبيّن أن جميع الطيور الكاسرة والجوارح من النسور والصقور والحديات تعبر من اليمن باعتبار باب المندب الطريق البحري الأقرب للوصول إلى إفريقيا حيث تقضي الطيور هناك فصل الشتاء وتعود في الربيع عن طريق الجهة الأخرى من البحر الأحمر وتعبر خليج السويس إلى أوروبا.
وأكد الصغير أن البيئة في اليمن تعاني من ضغوط كثيرة حالياً نتيجة قطع الأشجار والتلوث والحروب والحالة الاجتماعية والاقتصادية للسكان التي تؤدي إلى مزيد من المخاطر والتحديات التي تواجه الطيور المهاجرة.
وغادر الطائر الجارح نيلسن حديقة الحيوانات في بلغاريا موطنه الأصلي في جولة مكوكية حول العالم .
ومرت رحلته في أجواء كثير من الدول والمدن والعواصم ابتداءً من بلغاريا مروراً بتركيا وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر والسعودية وصولاً إلى اليمن في رحلة استمرت ثلاثون يوماً ومسافة تقدر بـ (000ر25 ألف كيلو متر تقريباً ).
دخل الطائر الجارح نيلسن الأجواء اليمنية وصولاً إلى محافظة تعز .. حيث كان في انتظاره أحد الصيادين الذي إسقطه بطلق ناري أصابه في جناحه ، فأخذه الصياد وبدأ في البحث عن صاحب هذا الطير الجارح ..
حيث كانت في إحدى قدميه علامة تدل عن أنه ليس طائر شارد ولكنه من الطيور التي تربى في حظائر، وبعد عدة أسابيع استطاع الصياد معرفة أصحاب هذا الطائر ، وبدأ بالمفاوضة معهم لاسترداد ( نيلسن ) ، وقد تم إرسال مبالغ مالية مجزية من أجل تسليم هذا الطائرة إلى جهة وبدورها تسلم هذا الطائر إلى أصحابه وفي موطنه الأصلي بلغاريا .
بعد ذلك تعرض نيلسن إلى مضايقات كثيرة من قبل الجهات الأمنية في بلادنا من أجل التحقق عنه ومصدره ، وإذا كان يحمل أمراض وغيرها من الأسباب .
بعد ذلك سارعت منظمة ساند للإغاثة والتنمية بمتابعة موضوع الطائر الجارح نيلسن وتقدم كافة المساعدات لإخراجه من محنته ، وتذليل كل الصعاب لإرجاعه إلى موطنه الأصلي حديقة الحيوانات في بلغاريا .
حيث وضعت المنظمة نيلسن في مكان واسع في حوشها مسور بشباك محكمة ، وقدمت إليه الرعاية الصحية والغذائية على مدى ما يقارب من أربعة أشهر .
من الطريف أن الطائر الجارح نيلسن كون صداقات مع البشر ومع قطة أليفة كان يسمح لها بأن تأكل من وليمته .
وفي مؤتمر صحفي نظمته منظمة ساند قامت بتسليم الطائر الجارح ( نيلسن ) إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المكتب البيئي في البرنامج بحضور العديد من المسئولين المختصين ، والعديد من المراسلين الصحفيين المحلية وغير المحلية.