كريتر نت : خالد سلمان
هناك احزاب دينية من الطرفين تلبسها الجنون ، احدثت نوع من الدمج والإدغام بينها وبين الله ، سفلتت المسافة بينها وبين السماء ، نصبت امام بوابة الملكوت شاراتها الحمراء ، قسمت الفضيلة بين أصحابها ، وجعلت الانتماء لها فضيلة والى مادونها كفر وبغي وخذلان عظيم .
هناك احزاب دينية تلبسها مايشبه الجنون، لم تعد تضع الفواصل وعلامات تلتوقف والمراجعة بين برنامجها السياسي الدنيوي القابل للأخذ والرد .. القبول والرفض، وبين الثابت الديني ، بين رسول الله وبين قائد الحزب .. بين دائرة الرقابة الحزبية وملكي الحساب والعقاب .. بين ناطقها الإعلامي والاحاديث القدسية .
هناك احزاب دينية من المذهبين، تروعك ان حاولت ان تلامس أطراف ثوب حزبها بنقد غير خادش لحياء الموضوعية السياسية ، تقتلك وفِي أحسن الأحوال تكفرك ان قلت بنعومة قف هنا .
لقد تجاوزت السياسي الأرضي بإتجاه ربما القدرة رب السماء، تحيل من يقترب من حزبها او جماعتها الى ممثل رقابة العرش داخل حزبها الديني، تشعرك ان نور الله يمد قوس قزحه من آلِ بيت صنعاء الى مزار الخميني ، ومن اليمن الى غنوشي تونس ، وان قاهرة المرشد نبع ضوء التقوى، وان طهران والعتبات إشعاع إيماني باليقين.
أيها السادة لم يعمد الله برنامجكم السياسي، بختم وببصمة القبول ، لم يمنحكم صكاً وبصيرة ،للحديث بإسمه، أنتم لستم ظل الله ، طالما ارتضيتم خوض السياسة بمعايير السياسة ، فدعوا الله في عليائه ، يراقب جرائمكم على الارض ، دعوا عضام آلِ البيت في قبورها تستريح، واقبلوا نقد الكلمات، خير من مزاح الدشم، و صفاط الرصاص !!