تداول نشطاء حزب الإصلاح في تعز تسريبات تفيد بإعادة اللواء خالد فاضل إلى قيادة محور تعز بعد نحو عام من إقالته وتعيين سمير الحاج قائداً للمحور العسكري، بعد أن كان متحدثاً عسكرياً، ولا تحمل سيرته الذاتية خبرات ومؤهلات تجعله يستحق هذا المنصب.
لم ينجز سمير الحاج أي مهمة عسكرية باستثناء شرعنة تهجير سكان المدينة القديمة وأفراد كتائب أبي العباس من جبهات القتال الذين كان لهم الفضل في طرد مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، منها خلال 3 سنوات من القتال بدعم إماراتي كبير أثمر انتصارات مهمة.
أدار رجل الإصلاح القوي في تعز “سالم”، ملفات حزبه الإصلاح مستخدماً الجيش والأمن وعصا الشرعية لتنفيذ أجندة الحزب، وهو مستشار فقط للمحور ليس له أي صفة قيادية، بينما ترك سمير الحاج، المعين من علي محسن الأحمر، لسالم الحرية في إدارة المحور واللجنة الأمنية بعد أن غادر المحافظ نبيل شمسان المحافظة؛ احتجاجاً على رفض أوامره ومصادرة صلاحياته من قبل سالم الحاكم الفعلي لتعز.
كان سالم في عهد خالد فاضل أقل حضوراً ونفوذاً، كما هو الحال في عهد سمير الحاج؛ كون فاضل حاول فرض نفوذه ولو بشكل أفضل من قائد المحور الحالي لاعتبارات عديدة، أحدها أن فاضل يريد تقديم نفسه كصاحب قرار ولو بشكل ظاهري، بينما ترك سمير الحاج كل صلاحياته على مكتب سالم ليدير المحور بدلاً عنه.
الحديث عن عودة فاضل إلى محور تعز يكشف مأزق الإصلاح والشرعية معاً وفشلها في إيجاد خيارات جيدة للمرحلة بعد أن تحولت تعز إلى ساحة مفتوحة لأمراء الحرب وزعماء العصابات المحسوبين على الجيش والأمن وفشل قيادات السلطة المحلية والمحور والأمن في إلجام هذا التدهور الكبير الذي تعيشه المساحة المحررة من تعز.
في تعز لا يملك قادة ألوية الجيش أي سلطة أو قرار على مجاميع وأفراد وضباط محسوبين على ألويتهم باستثناء اللواء 35 الذي ما زال يعمل كوحدة عسكرية نظامية لها تراتبية في القرار وانضباط عسكري ولقائده سلطة نافذة على كل الضباط في اللواء وفق القانون العسكري، إضافة إلى سلطة جزئية لقائد اللواء الخامس حرس رئاسي.
هذا الانفلات وضع قادة الألوية والمحور ومعهم الإصلاح كحزب ومظلة لهذه التشكيلات العسكرية في حالة تشتت إداري لم تعهدها أي من وحدات الجيش المحسوب على الشرعية، بل حتى تكوينات المقاومة الشعبية في تعز بداية الحرب لم تكن بهذا المستوى المتدني من الانضباط الذي يعيشه الجيش اليوم في تعز أو لنقل جيش الإصلاح.
عدم وجود هدف ومشروع جامع لهذه التشكيلات المتعددة والمنفلتة قدم صورة قاتمة عن سلطة الإخوان المسلمين في تعز وعن الشرعية التي عممت الفشل على كل مفاصلها سواءً أكانت عسكرية أم مدنية.
الحديث عن قرارات عسكرية في تعز يتجه نحو تصعيد جديد من قبل الإصلاح وعلي محسن الأحمر ومحاولة للهروب إلى الأمام بإجراء تغييرات في مناصب عسكرية لإنجاز ما فشل الإصلاح في إنجازه بالقوة العسكرية والإطاحة بقيادات غير موالية لسلطة المقر الممزقة أصلاً.
هذا العبث الذي تشهده تعز هو نتاج تفرد الجنرال علي محسن الأحمر والإصلاح بالقرار في محافظة لم تعتد أن تكون ساحة حرب، بل كانت منطلق نضال وطني وحاملاً لمشروع وليست مملوكة لأمراء حرب وزعماء عصابات هربوا من السجون.
حتى إذا لم تصدق التسريبات بعودة خالد فاضل، فإن تبني هذه المعلومات وتداولها من قبل نشطاء الإصلاح هو اعتراف واضح بفشل الحزب في إنتاج قيادة عسكرية ومدنية قادرة على إدارة المربع الصغير الذي تم تحريره من سيطرة مليشيات الحوثي.
المصدر: نيوزيمن