كريتر نت / كتب : د / ياسين سعيد نعمان
30 نوفمبر 1967 هو المحطة الأخيرة من المرحلة الأولى لثورة 14 أكتوبر المجيدة.
في هذه المرحلة تم تحرير الجنوب، وإعلان استقلاله وتوحيد أجزائه المفرقة في دولة واحدة هي “جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية”، والتي استقر اسمها فيما بعد باسم “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”.
لكل المناضلين، والشهداء الذين استشهدوا على درب الحرية من الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل، وجبهة التحرير لجنوب اليمن المحتل، ومن القوى السياسية والاجتماعية والشعبية والعمالية، المجد والخلود في هذه المناسبة، وللأحياء من المناضلين خالص التحايا.
كانت هذه المرحلة، بتضحياتها وعنفوانها، ووضوح أهدافها السياسية، وصمود روادها في وجه التحديات الضخمة، عنواناً للمشهد الوطني الذي أخذ يزيح غبار قرون من الضياع الذي شهده جنوب اليمن وشمال اليمن على السواء، وشكلت مرحلة تأسيس لدولة وطنية.
وبقيام هذه الدولة واعلانها بدأت المرحلة الثانية من ثورة 14 أكتوبر، وهي مرحلة البناء، والتي أنجزت على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الكثير مما كانت قد وضعته أهدافاً لنضالها.
كان التحرير هدفاً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً ببناء الدولة، وبصورة موازية لها بناء المجتمع والاقتصاد، والاهتمام ببناء الإنسان بالتعليم والصحة والرياضة ومحو الأمية والقضاء على البطالة والخدمات الاحتماعية والتنمية المتوازنة، وكانت قوانين الأسرة من أهم القوانين الاجتماعية التي مكنت المرأة من تبوء مكانتها اللائقة في المجتمع بما في ذلك حقها في العمل، وحقها في التعليم وحقها في المشاركة السياسية، وتعزيز دورها ومكانتها في بناء الأسرة المتماسكة عماد المجتمع المتماسك.
تكاملت المرحلتان، اللتان شكلتا الإطار العام لثورة أكتوبر، على نحو أعطى للثورة مفهومها الذي لا يتوقف بها عند مناسبة بعينها وإنما تمتد بقدر ما تجسده من أهداف.